الحديثة

يهتم الموقع بمدينة حديثة العراقية

authentication required

الشيخ والمتشيخ

"منقول بتصرف"
معروف أن شيخ العشيرة أو وجيهها , يمثل الرمز والجاه والقوة لعشيرته , وأحيانا كثيرة يرتبط اسم العشيرة باسم شيخها حيث يقال( عرب الشيخ فلان ) . وكلمة شيخ تعني ذلك الرجل الوقور ذو الهيبة والسطوة والجاه والحكمة والرأي السديد والتأريخ المشرف , الرجل الذي يتمتع بالخبرة والمعرفة والحنكة والأخلاق ولم شمل العشيرة والقضاء على الخلافات بين ابنائها أو مع الآخرين ، لكننا نرى اليوم متشيخون هدموا العشائر ونسيجها وعلاقاتها الطيبة بل ان منهم من فضل القطيعة مع اقرب الناس إليه لأجل ان يقال له " شيخ " .

شيخ العشيرة إذا ما قدر لنا رؤيته في مكان عام , نرى أن جمعا من الناس قد التفوا حوله وتقربوا منه , لسماع كلمة طيبة أو نصيحة أو توجيه. اما في الوقت الحاضر ولاسباب كثيرة نجد كثيرا من الناس لايفرقون بين الشيخ والمتشيخ , فهناك من شيـّخ نفسه مستندا على وهم من المقومات الموروثة أو المالية أو الوجاهية أو طعم صيد في فخ الآخرين او شعور بالنقص حيال من حباهم الله بالوقار من اهل جلدته ، إن كلمة شيخ كبيرة وعظيمة في معناها , وهي لفظ له أبعاد نحترمها ونجلها . وكثير ممن لبسوا أو تلبسوا بلفظ شيخ لا يستحقونه واثار الاجهاد واضحة عليهم لاجل ان يقتنعوا بأنهم يستحقون حمل هذا اللفظ مرتكزين على التصنع والتكلف في لباسهم وعلاقاتهم وعزف السذج من الذين يلتفون حولهم ويصفقون لهم ويذكرونهم بتكرار كلمة شيخ حتى صدقوا أنفسهم . ومن المؤسف ان نجد أن هولاء المتشيخون قد نسوا مسؤولياتهم كآباء أو أزواج , فهجروا بيوتهم وابتعدوا عن أبنائهم لاهثين خلف الشهرة وحب الظهور وإشباع رغباتهم وأهوائهم , يقنعون الناس بالإصلاح خارج بيوتهم ويدمرون داخلها ، يوزعون النصح والإرشاد وهم الأولى أن يعملوا به ,ناهيك عن السلوكيات التي تتنافى مع لفظ ومفهوم ((الشيخ)) . من لجأ إلى التشيخ متسلقا حبال الوهم , ومعتمدا على دهاءه ونفاقه , يستغل الظروف ليفرض نفسه في بيئة متهيئة ليحقق طموحة .المتشيخون الغارقون في لذة الوهم , ليسوا وحدهم في الميدان , بل معهم شركاء من أولئك الذين انجرفوا ورائهم من الضعفاء الذين لا يستحقون أن يكونوا إلا تابعين .

 الشيخ الحقيقي هو الذي يمتلك المقومات الحقيقية, هو الذي بخلقه والتزامه وتوافق أعمالة واقوالة وهيئته وتأريخه , يجعل كل من حوله بمختلف أصنافهم وتوجهاتهم وطباعهم وثقافاتهم يحترمونه ويوقرونه ويشيخونة .

المتـشيخون هم مشكلة كبرى تضاف إلى هموم الناس وتثقل عليهم , صداقتهم مكلفة وعداوتهم باهظة ,هم شبكة من المصالح المعقدة , لكنها غير نظيفة , المتشيخون هم تهديد للعامة فكريا وثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا , هم ظل ثقيل يتسلل إلى وجود العامة رغم إغلاق كل المنافذ , تهرب منه وتكتشف انك تقيم معه علاقة غير مسبوقة , فهل نجد الحلول للتخلص من هؤلاء الأشباح ؟؟ هل من وسيلة نحد من انتشارهم ؟؟(((هل نعلي الصوت دفعة واحدة ونتحمل النتائج))) ؟؟ أم نصغي لهم بالنهار ونخالفهم بالليل ؟؟ المتشيخون قتلوا المرؤة في نفوس الناس وحجموا الحكمة واغتالوا الأدب . هل المقياس للشيخ لباسه الأبيض وعباءته المزركشة ؟؟ أم مقدار علاقته بمسئول له حضور يستخدمه لتنفيذ مأربه ؟هل الشيخ أداة إعلام للغير ؟ أم هو مخبر سري لمسئول ليس لدية المقدرة على مواجهة الآخرين ؟ الشيخ كلمة محترمة لها وزنها وثقلها ومن يحملها او يتصف بها يجب أن يكون كذلك .ثم اننا ايها الاخوة مأمورون بانزال الناس منازلهم التي يستحقونها ....احترامي لكل شيخ طاعن بالسن مهاب بأخلاقه محترم لنفسه , احترامي لشيوخ العشائر الاصلاء اصحاب التاريخ والحكمة والانصاف .

المصدر: قبائل السلطان للكاتب ابو فادي
mohammed77

يـد اللـه مـع الجمـاعة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2012 بواسطة mohammed77

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

907