طريقة تعبير الطفل بالضرورة تختلف عنا نحن الراشدون ، فنحن نكتئب ويكون اكتئابنا واضح وأعراضه مقننه إلى حد ما ، ونقلق وتكون أعراضه أيضا واضحة ، وغيره وغيره ،،
والأطفال عند تعرضهم لمشاكل نفسية قد يكون بعضها ظاهرة الأعراض وبعضها غير ظاهر الأعراض ، والمحير في الأمر صعوبة تشخيص الأطفال لتشابه الاعراض من طفل لآخر وتمايز مشاكلهم النفسية ، وذلك في اعتقادي يرجع الا طريقة مخرجات الاعراض وطبيعة المشكلة النفسية التي يمر بها الطفل ، وعدم فهمنا الى حد ما لماذا هذا الطفل يعمل هذا التصرف (( لماذا لا يستخدم الا اللون الابيض او الاسود ))) ،، وهكذا،،
نرجع ونوضح هنا ان الاطفال عندما يطلب منهم الرسم او يرسمون هم بانفسهم ، يتأثرون بما يسمى التكوين الداخلي ((( الاشعور )) كما اطلق عليه سيجمويند فرويد
و ((( التكوين الداخلي او الاشعور )))) هو ما يدركه الانسان ويحس به ويعاني منه يعني الانفعالات والاحاسيس الداخلية التي لاتكون ظاهره في طريقة تعبيره أو انفعاله الخارجي وما لا يراه المحيطين به ،،
اذا الاطفال عندما يرسمون حتى في بعض الاحيان الراشدين يعكسون تكوينهم الداخلي على رسمهم ويكون واضح مدى ما يعانون منه من انفعالات وعقد نفسية داخلية ، وذلك بعد معرفة ودراسة الطفل تاريخيا ونفسيا وفهم الظاهرة كاملة ،
عندما يجلس الطفل للرسم تكون الورقة البيضاء امامه ويبدأ في تحديد ما يريد رسمه ويعمل بذلك التكوين الداخلي الذي هو بطبيعة الحال معد مسبقا يعني هل يعاني الطفل من عقد نفسية أو هل لديه انفعالات أو أو أو الخ ،، ثم يبدأ بتحديد الرسم ويختلف الرسم من طفل لآخر حسب ما ذكرنا ،
نأتي هنا الى الرسم من الناحية النفسية اتوقع الآن صار هناك بعض الوضوح للموضوع.......
إن الاطفال عندما يبدؤون بمسك الالوان والورق ليرسموا فانهم حتما يرسمون خيالاتهم الحالية، ويتحدثون مع الورق برموزهم الخاصة التي تحاكي ذلك الورق بواقعية، فكل ما بخياله في تلك اللحظة يسقطه على الورق.
لذلك فان الاطفال هم اصدق الفنانين والرسامين على الاطلاق لانهم يجمعون جميع المدارس الفنية في مدرسة الطفولة الواقعية.. ومايلفت النظر اننا هنا لانعير رسوم الاطفال اهتمامنا علما بانه علم قائم بذاته ويدرَّس في الجامعات لانه يعني الشيء الكثير.
وقد اعجب الجميع بماقامت به مديرة «الاكاديمية الصغرى» في بيروت رانيا طبارة حيث افتتحت اكاديمية خاصة بالاطفال يستطيع الطفل من سن )412( سنة الذهاب الى تلك الاكاديمية لتساعدهم على اكتشاف طاقاتهم في الرسم والفنون وتنسجم مع مواهبهم الصغيرة.
فهناك يتدرب الاطفال على الرسم والاعمال الفنية اليدوية والفنون المسرحية في اوقات لاتتعارض مع الدوام الرسمي ويكتسب الاطفال ايضا معلومات ومعارف متنوعة عن تاريخ الفن وتقنياته بما يتلاءم مع اعمارهم وهذا بلا شك مكان مناسب لتنمية مواهب الاطفال
إذا كان طفلك عدوانيًّا يشكو معلمه من تقطيعه لكتبه أوضربه لزملائه أوهروبه من الفصل،أو إذا كان يعاني من مشكلة التبول اللاإرادي الذي لم يجد له الأطباء سببًا عضويًّا مباشرًا،أو حتى إذا كان يعاني من مرض التوحد ولايحب التحدث مع الآخرين،أوكنت تشكين من قضمه لأظافره أواكتئابه منذ تركتم المنزل القديم وانتقلتم إلى منزلكم الجديد.
- فكل هذه الأسباب يمكنك فورًا اللجوء إلى علاجه عن طريق الفن أو الرسم.
- في البداية تقول الدكتورة عبير محمود -أستاذة مساعدة في الطب النفسي بمركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس: في العيادات النفسية الخاصة بالأطفال.
أن هناك برنامج علاجي يسمى برنامج التأهيل للأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية مؤقتة أوأمراض عقلية ونفسية كالاكتئاب والفصام بصور مختلفة عما هي عند الكبار ،يعتمد هذا البرنامج على علاج دوائي وآخر سلوكي معرفي في نفس الوقت،يقوم به الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي,بجانب الطبيب النفسي، كما يمكن أن يشارك معلم الطفل في المدرسة أيضًا، وفي نفس الوقت يكون العلاج بالفن عن طريق إعطاء الطفل مكعبات ليصنع منها أشكالاً، أو لفت نظره إلى اللعب بالألوان والفرشاة أوتنمية مهاراته عن طريق اللعب بالصلصال وتكوين أشكال معينة حتى يتمكن هذا الطفل بعد ذلك من نطق كلمات بسيطة والاعتماد على نفسه في بعض الأشياء.
وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من الأمراض النفسية كالفصام أوالاكتئاب أوالذين يعانون من أعراض نفسية مؤقتة كالطفل العدواني الذي يمكن أن نجذب نظره إلى ممارسة الفن بدلاً من السرقة وضرب الآخرين؛فيفرغ طاقته في عمل أشكال مختلفة بالصلصال أوالرسم فينمي ذكاءه في نفس الوقت،وبالتالي تكون الفرص سانحة لأن يمدحه الآخرون لكي يكتسب ثقته بنفسه،وكذلك بالنسبة للطفل الذي يعاني من تبول لاإرادي غير عضوي السبب،أو يشكو من رؤيته لأحلام مزعجة،
- وتكون مهمة الأخصائي الاجتماعي البحث عن السبب وراء الحالة التي قد تكون مشكلات في المدرسة أويكون ترتيب هذا الطفل متوسطًا بين إخوته ؛فلا يشعر باهتمام مَن حوله به،فالأخ الأكبر يتحمل المسئولية ويُحاسب على أفعاله والصغير يدلل، وقد يكون السبب هو حرمان هذا الطفل من جيرانه وأصدقائه إذا كان أهله قد تركوا مسكنهم القديم إلى مسكن آخر بعيد وهكذا،ولا يختلف الأمر بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مشكلات في التخاطب واضطراب اللغة،فيكون العلاج عن طريق متخصص في التخاطب من ناحية وطبيب وأخصائي نفسي من ناحية أخرى.
* الـوظيفـة النفـسيـة والعلاجية :
يقوم التعبير بالرسم أو الخامات المختلفة ـ من جانب الطفل في المراحل الأولى من العمر وحتى المرحلة الثانوية ـ بدور "التنفيس" عما يشعر به من أزمات أومشكلات قد تظهر في شكل عدوانية ضد الآخرين أوانطواء أو غيره؛ ولهذا فإن من يمارسون الفن في المراحل الأولى من عمرهم يمرون بمرحلة المراهقة بنجاح ودون أية مشكلات نفسية، كما يتميز هؤلاء أيضًا بتكامل شخصيتهم ووعيهم..هكذا أجملت الدكتورة سهير إسحاق - أستاذة ورئيسة قسم علم النفس التربوي بكلية التربية الفنية - فكرة العلاج بالفن التي تتبناها كلية التربية الفنية منذ خمس سنوات للأطفال من سن 3 سنوات، وهي السن التي يمكن للطفل فيها أن يمسك بالقلم ويرسم الأشكال التي يتخيلها .
يكون دور المعالج بالفن هو محاولة تفسيرها،فإذا بدأ الطفل برسم الأشخاص كأن يرسم دائرة بها نقطتان أوعينان ويقول هذا بابا،أوماما.هنا يعتبر هذا الطفل طبيعيًّا،أما إذا هرب من رسم الأشخاص فهنا يبدأ التساؤل والبحث عن السبب.
- لماذا لا يتعامل الطفل مع ما يسميه علماء النفس والكمبيوتر النمط الأيقوني ؟
* يقوم المعالج بالفن بتقريب هذا المفهوم للطفل من خلال الوجوه من حوله،فيقول له : هذا بابا.هذه ماما،ثم يبدأ التوليف بين الأشكال الآدمية والأشياء الأخرى كالزهور والطيور،من خلال هذا الحوار بين الطفل والمعالج يتعرف الطفل على الألوان وطريقة خلطها وعلى الأشياء من حوله،فيرى شكل الوردة في الحديقة ويلفت المعالج نظره أي أن هذه وردة كبيرة وتلك لونها أحمر، وهذه زروع لونها أخضر..وهذه ساق .. وتلك أوراق،وهنا يبدأالطفل في التعرف على هذه الأشياء التكوينية ويلمسها بيده، وهو ما يسمى هنا العلاج باللمس،فعندما يلمس الطفل الأشياء بيديه يزول شعوره بالخوف من الكائنات والأشخاص من حوله،ومن يستطيع التعامل مع الألوان كل لون منفصل،ومزجه مع لون آخر،يستطيع أيضًا أن يتعامل مع الأشخاص،وفرض استخدام لون معين للطفل تمامًا مثل التلقين يولد طفلاً جامدًا وليس مبدعًا، والأطفال عمومًا يميلون لاستخدام اللون الأصفر وهو لون يعني الإضاءة والحيوية
- لكن ما الدور الذي يلعبه العلاج بالفن مع الأطفال الأسوياء ؟
- أو الذين يعانون من مشكلات نفسية ؟
الكلام مازال للدكتورة سهير إسحاق ـ في ورشة الرسم بالكلية جاءني أحد الأطفال وقال لي : لا أعرف كيف أرسم.فقلت له : استخدم البلاستين- وهي عبارة عن عجائن لدنة تسمى عجائن السيراميك وألوانها جذابة وتتشكل في أشكال مختلفة،فقال لي: أخاف أن تتسخ ملابسي وتغضب أمي.وهنا كشف الطفل عما تقع فيه الكثير من الأمهات والآباء عندما ينهرون أبناءهم إذا هم أمسكوا بالأوراق أوالألوان أو الصلصال خشية أن تتسخ ملابسهم أو يقوموا بكسر أو تخريب بعض الأشياء بالمنزل، وهؤلاء لا يدركون قيمة اللعب عمومًا والفن خاصة، فالطفل يتخيل ما يرسمه أو ما يشكله باستخدام الصلصال أو الأقمشة، وفي هذا تنمية لخياله وإبداعاته، وممارسه الطفل للفن تجعله أكثر سعادة خاصة حينما يمر بمرحلة بها بعض التوترات أو الإحباط.
- وهناك طفل آخر كانت تشكو والدته من نومه لفترات طويلة وأنه عادة ما يشكو من أحلام مزعجه، وأنه يخاف من أن يمد يده ليسلم على أي شخص يمد له يديه ليسلم عليه، واكتشفنا أن السبب في الأم نفسها التي لا تقدر أهمية الرحلة الخيالية التي يقوم بها الطفل أثناء النوم، ولا تهيئ له الجو الهادئ ليستقبل هذه الرحلة عن طريق الحكايات أو توفير جو من الهدوء وليس الصراع والعراك..فكل هذا يؤثر على هذه الرحلة الخيالية، وأدركنا أيضًا أن هذا الطفل يفتقد الحنان والتلامس الجسدي بينه وبين أمه، فبدأت أطلب منه أن يقوم برسم شيء يخاف منه، فبدأ يرسم -وهذا هو الدور التنفيسي العلاجي والتشخيصي أيضًا للفن- بعدها بدأ الطفل يسلم على الكبار بعد أن بدأ يشعر بالعطف والحنان من الموجودين حوله، وأصبح يتعامل مع الآخرين بشكل طبيعي وهذا كله من تأثير البيئة التي يجد فيها الأطفال حوله يلعبون ويضحكون ويمارسون الرسم.
- والأطفال العدوانيون نلاحظ أنهم يستخدمون الألوان القاتمة ويبدءون بتخريم الورق، والأطفال الانطوائيون نجد أن أهلهم في البيت لم يعودوهم على تحمل بعض المسئوليات الصغيرة ليكتسبوا ثقة بأنفسهم وهنا نبدأ في إعطائه قدرا من التدريب على تحمل المسئولية من خلال الأنشطة الفنية.
فائدة تربوية وتعليمية :
ويؤكد الدكتور حمدي عبد الله - عميد كلية التربية الفنية بجامعة حلوان - أن الرسم يقدم للطفل خبرات يستفيد بها في حياته مثلما يستفيد من دراسة الرياضيات والعلوم واللغة العربية، فممارسة الرسم تضيف للطالب بعدًا جماليًّا يمكنه من التعامل بشكل راقٍ في حياته.. يرتدي الملابس المتناسقة الألوان، ويحافظ على بيئته نظيفة وجميلة، ويرتب منزله وغرفته بشكل جمالي إلى جانب أن التربية الفنية يمكنها أن تساعد الطالب في استذكار وتذكر بعض المواد الدراسية وربطها ببعضها، عن طريق الرسم التخطيطي للموضوع الدراسي واستخدام ألوان كل جزئية أو تفريعة وبالتالي يمكن استرجاع أية معلومة عن طريق تذكر الشكل التخطيطي وألوانه، وكانت هذه الطريقة هي طريقتي - والحديث ما زال للدكتور حمدي - في استذكار دروسي في المرحلة الثانوية.
- وهناك نظرية طبيعية -فسيولوجية تؤكد أن فهم الفن الذي يشغل الناحية اليمنى من المخ يساعد على زيادة فاعلية الناحية اليسرى المسئولة عن فهم المواد العلمية من الناحية الحسية والحركية وأسلوب التفكير أيضًا،تخيل وضع جسم في تمرين أو مسألة في الهندسة الفراغية، فإن تعلم الطفل أوالطالب أهمية الأبعاد وتأثيرها على الأشكال فإن هذا سيفيده في فهم العلوم والجغرافيا، والفن كلغة لها مفرداتها التي تعتمد على وضع لون بجانب لون، وشكل بجانب شكل،وخط بجانب خط، وتفاصيل دقيقة أخرى ترتبط بتعلم اللغات التي تعتمد على وضع جملة بجانب جملة مع مراعاة بعض التفاصيل الأخرى.
- لكن بعض مدرسي الفن قد يتسببون في عزوف الطلاب عن ممارسة الفن عندما يعطون كل وقتهم وتقديرهم لأصحاب المواهب ولايكون من نصيب الباقين - وهم الغالبية- سوى التوبيخ..فمنهم غير المتخصصين ويتعاملون مع الطلاب على أنهم رسامون كبار وليس لديهم فكرة عن المستويات المختلفة للطلاب من حيث استعدادهم لاستخدام الألوان أو الخامات المختلفة عبر المراحل العمرية المختلفة، وهذا يدركه جيدًا مدرس التربية الفنية المتخصص،حيث يتعلم كيف يوجه الطفل للإمساك بالقلم والفرشاة. فالكتابة غير الرسم، ويوجهه أيضًا إلى النظر إلى الأشياء حوله والتدقيق فيها مثل قطعة من فاكهة بعد قطعها طوليًّا أو عرضيًّا وتأمل أجزائها ونقلها؛ فهذا يساعد الطفل على اكتشاف الأشياء ويدربه على الرسوم المختلفة المطلوبة في مادة العلوم والرياضيات والجغرافيا وكذلك الخط العربي، فمعرفة النسب والأبعاد أمر مهم، وليس هناك طفل غير فنان، والمعلم الواعي هو الذي يشجع الجميع ولا يجعل الفن مجرد نقل للطبيعة أو يحكم على العمل الفني بمدى مطابقته للطبيعة؛ لأن الفن إعادة تمثيل للطبيعة.والتحجج بقلة الإمكانيات للرسم والفن من جانب بعض أولياء الأمور ليس مقبولاً،فهناك الكثير من البدائل،فإذا لم يوجد ورق للرسم يمكن للطالب أن يقوم بالرسم بالطباشير على أرض فناء المدرسة كتخطيط الملعب بمساعدة المعلم وبقية الطلاب،فهذا ينمي روح التعاون والجرأة، وباستخدام الجرائد القديمة أو المجلات القديمة يمكن أن يقوم الطفل بقص صور الأشخاص أو العمائر والبيوت وغيرها ويلصقها على ورق أبيض بطريقة جديدة ليكوِّن شكلاً جديدًا بقليل من النشا (أوالصمغ) ويسمى هذا (الكولاج)، وهناك الكثير من الأفكار الأخرى لاستخدام نفايات المنزل من علب الكرتون أو علب السمن أو قصاصات القماش، أو علب الشامبو أو علب المعجون الفارغة بعد فتحها واستخدامها بأشكال معينة لصنع مقلمة أو عرائس، أوقفاز للعب باستخدام أزرار قديمة أوخرز، ويمكن أن يصبح المنتج النهائي مصدر دخل للطالب إذا قام بعرضه للبيع كما يفعل الطلاب في العديد من بلاد العالم.
* الرسم بالكمبيوتر :
أحدث التقنيات التي تستخدم في تعلم الرسم الآن - خاصة بالمدارس الخاصة التي تتوافر فيها أجهزة الكمبيوتر- هي استخدام هذه الأجهزة لتعليم الرسم للتلاميذ من خلال برنامج متوافر بأغلب أجهزة الكمبيوتر، وهناك خلاف كبير بين أساتذة التربية الفنية في جدوى هذه التقنية، ففي حين يراها البعض كارثة؛لأن التعبير بالرسم لايجوز أن يكون تعبيرًا عقيمًا لا يستخدم فيه الطالب سوى الأزرار وليس الفرشاة والقلم ولا يستخدم فيه التفكير الحقيقي في التعبير والتخيل، يرى البعض الآخر أن هناك أجهزة كمبيوتر مزودة بالأقلام ويمكن للمستخدم أن يختار سمك القلم للرسم على إسكتش متصل، وبمجرد أن يرسم الطالب عليه يظهر نفس الرسم على شاشة الكمبيوتر، ويمكن للمستخدم أن يختار الألوان التي يريدها،وأن يخرج برسوم مختلفة الألوان لنفس الرسمة الأصلية، وبإضافة تكوينات أخرى لها، وهذا في النهاية يكسب الطفل مهارات أكبر من تلك التي يتعلمها من الرسم بالطريقة التقليدية،لكن هذا لايمنع أهمية أن تكون البداية في تعلم الرسم بالطريقة التقليدية - كما يتفق الجميع حتى الآن- لأنها هي الأساس في تعلم الإبداع والتفكر.
* ـ الرسم علاج ووسيلة للتواصل . * ـ نمتلك نحن البشر وسائل مختلفة للتعبير عن مشاعرنا وانفعالاتنا وحاجاتنا، وغالباً ما يكون ذلك عند الراشدين بالطرق اللفظية الشفوية الصريحة، إضافة إلى طرق غير مباشرة قد يتم تحويلها لاشعورياً من شكل إلى آخر، إلا أن طريقة التعبير عن هذه المشاعر والانفعالات قد تبدو مختلفة عند الأطفال خاصة الذين لا تؤهلهم قدراتهم اللغوية على التعبير الدقيق عما يشعرون ويرغبون في تحقيقه من حاجات، وحتى لو امتلك بعض الأطفال اللغة السليمة للتعبير إلا أن هناك الكثير من الأمور التي تمنعهم من التعبير الصريح عنها نظراً للقيود الاجتماعية المفروضة عليهم من الكبار . لذلك كان الفن والرسم والتلوين في مراحل الطفولة المبكرة وسيلة فعالة لفهم مكنونات الأطفال ودوافعهم ومشاعرهم، حيث يفرغون على الورق ما يجول بداخلهم، ويرسمون أحلامهم وأمنياتهم، ومستقبلهم الذي يريدون، وبالتالي تحقيق التواصل معهم . * ـ تواصل غير لفظي : * ـ يعد الرسم عملاً فنياً تعبيرياً يقوم به الطفل، وهو بديل عن اللغة المنطوقة، وشكل من أشكال التواصل غير اللفظي، وكذلك التنفيس الانفعالي، وانعكاس لحقيقة مشاعرهم نحو أنفسهم والآخرين، ومن ثم كانت الرسوم وسيلة ممتازة لفهم العوامل النفسية وراء السلوك المشكل، وقد أثبتت الدراسات النفسية التحليلية للأطفال أننا نستطيع من خلال الرسم الحر الذي يقوم به الطفل أن نصل إلى أمور لا شعورية غير ظاهرة، والتعرف على مشكلاته وما يعانيه، وكذلك التعرف على ميوله واتجاهاته ومدى اهتمامه بموضوعات معينة في البيئة التي يعيش فيها، وعلاقته بالآخرين سواء في الأسرة أو الرفاق أو الكبار . وعلى هذا يكون الرسم أداة مناسبة لإقامة الحوار وتحقيق التواصل مع كل الأشخاص على حد سواء، حتى أولئك الذين لا يجيدون الرسم . لذا يوصي بعض علماء النفس باستخدام الرسم مع الأطفال المتأخرين دراسيا والذين يعانون من سوء التوافق الاجتماعي والانفعالي ومن لديهم مشكلات سلوكية، إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة الذين هم في حاجة أكبر للتعبير الفني من الأطفال غير المعاقين، خاصة ممن لديهم مشكلات لغوية، ومن ثم فيمكن أن يكون الرسم أداة قيمة لفهم حالاتهم، وليس مضيعة للوقت والجهد كما يعتقد البعض، ما دام هذا الرسم موجهاً وليس عشوائياً، وإذا ما أمعنا في رسومات الأطفال وفحواها وسألتاهم عنها وتفحصنا الألوان التي يستخدمونها والخطوط من حيث الدقة والعمق، وطبيعة الرسومات التي يميلون لها ومعنى كل رسمه بالنسبة لهم . وقد تكون المعلومات عن استخدام وتحليل هذه الرسوم أداة هامة للأخصائيين والمرشدين النفسيين بالمدارس في جهودهم لفهم مشكلات الطلاب كالقلق من الامتحانات والمشاعر تجاه المعلمين والمدرسة، والدافعية نحو التعلم والمشكلات الأسرية،والعلاقة مع الزملاء، والميول المهنية ، وفي هذا الصدد يؤكد العلماء على ضرورة استخدام الفن في علاج الأطفال ذوي الاضطرابات السلوكية والانفعالية، حيث يمكن لنشاط الفن أن يهيئ هؤلاء الأطفال للعلاج، علماً أن هذا النوع من العلاج لا يحتاج مهارة من الطفل الذي يرسم، بل أن الخطوط العفوية والعشوائية قد يكون لها دلالات أفضل من الرسومات الفنية الدقيقة أو التي ينقلها الطفل عن المناظر الطبيعية أمامه . * ـ فوائد عديدة : * ـ ويمكن تلخيص الفوائد الناجمة عن استخدام الرسم مع الأطفال فيما يلي : - التعبير عن الحاجات والرغبات والدوافع التي لا يستطيع الأطفال التلفظ بها شفهياً . - البحث عن الصراعات الدفينة في الشخصية . - التعرف على المشكلات السلوكية والانفعالية التي يعانيها الطفل . - التعرف على شبكة العلاقات الاجتماعية التي يعيش في ظلها الطفل، والأشخاص المؤثرين في حياته . - التعرف على مدى علاقة الطفل بأشخاص معينين ومدى المشاعر الايجابية أو السلبية التي يكنها نحوهم . - تفريغ طاقات الطفل في أمور إيجابية مثمرة . - التعرف على الألوان وعلاقتها بالطبيعة والحياة الاجتماعية المحيطة، ودلالات استخدام الأطفال في رسومات الطفل . - تنمية الحس الجمالي والذوق الفني عند الطفل . - تنمية روح الخيال عند الطفل . - تفريغ الشحنات الانفعالية السلبية كالغضب والعدوان والخوف . - وسيلة للتعبير والتواصل مع الآخرين عند الأطفال الانطوائيين . - التعرف على الحالة التي يعيشها الطفل أثناء الرسم كالخوف والغضب والقلق . - قياس التطورات العلاجية التي وصل إليها لطفل بعد إخضاعه للعلاج . - التعرف على جوانب القوة والضعف الموجودة عند الطفل . |
ساحة النقاش