تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة أى السنوات الخمس الاولى من أهم وأخطر مراحل العمر فى حياة الانسان لانها مرحلة الاساس والتكوين لبناء الانسان القوى المبدع حيث يوضع فيها الدعائم الاساسية لشخصية الطفل وفيها تحدد معظم أبعاد نموه الاساسية من روحية وجسمية وعقلية ولغوية وانفعالية وفيها تترسم سمات سلوكه وصفاته المزاجية وعلاقاته الانسانية ولذلك تصبح هذه المرحلة القاعدة الثابتة لتربية الطفل وتهذيبه وتعليمه واعداده للحياة والمراحل التعليمية المقبلة بأساليب مشوقة ومحببة للطفل وتنمى وتغرس فيه الابداع والمهارات وقيد قيل ان سبعين فى المائة من شخصية الطفل تتكون فى هذه المرحلة لدرجة ان التربويون يشددون على ما يكتسبه الطفل خلال هذه المرحلة الهامه ويعدونه حجر الزاوية فى بناء شخصيته . ان هذه المرحلة من سن ثلاث سنوات الى ست تعد مرحلة نمو قائمة بذاتها لها صفاتها ومميزاتها فهى تختلف عن أية مرحلة سابقة أو لاحقة وقد سميت بالمرحلة (الحسحركية ) لاهمية التعلم فيها ودعيت ايضا بالمرحلة الصورية للتركيز على ماهو ملموس ومحسوس والبعد عن كل ماهو تجريد ورمز فالطفل فى هذه المرحلة يصعب عليه فهم كلمة التضحية والاخلاص والتعاون فى حين أننا نجده يستوعب مفهوم الحجر والقلم والاشياء الاخرى الملموسة . ولقد كشفت معظم الدراسات الحديثة أن مرحلة الطفولة المبكرة تعد مرحلة حاسمة فى التاثير بالبيئة وان اى حرمان من الاستمتاع بالبيئة التربوية الهادفة قد يؤدى الى تأخر الطفل ثقافيا وتربويا وبالتالى سيجد صعوبة فى التعلم بالمرحلة الابتدائية ومن هنا جاءت اهمية وخطورة هذه المرحلة الهامه جدا وهكذا كانت وستظل مرحلة الطفولة المبكرة الفترة الذهبية فى حياة الطفل
ساحة النقاش