ضوابط النقد الإيجابي
( اجمع الإيجابي إلى السلبي )
وهذا أسلوب محبب في النقد حيث تبدأ بالإيجابي فتشيد به وتثني عليه بما هو أهله  ثم تنتهي إلي السلبي وبهذه الطريقة
تكون قد جعلت من الإيجابيات مدخلاً سهلاً للنقد
لأنّك بذلك تفتح مسامع القلب قبل الأذنين ليستمع الآخر إلى نقدك أو نصيحتك فإذا ما احترمت إيجابيات الشخص المنقود وحفظتها له
ولم تنسفها أو تصادرها لمجرد ذنب أو خطأ أو إساءة
فإنّك سوف تفتح أبواب الاستماع إلى ما تقول على مصراعيها
وبذلك تكون قد حققت هدفك من النقد ، وهو إيصال رسالة للمنقود حتى يرعوي أو يتعظ .

( أعط من تنقد فرصة الدفاع عن نفسه )
حتى ولو كوّنت عن شخص صورة سلبية فلا تتعجّل بالحكم عليه .. استمع إليه أوّلاً
أعطه فرصة كافية ليقول ما في نفسه وليدافع عن موقفه
و افعل كما يفعل القاضي العادل فهو يضع التهمة بين يدي المتهم ويعطيه فرصة للدفاع عن نفسه وموقفه .

( لك الظاهر وما خفي فلله )
لا حكم لك على سريرة قط , فالله وحده يعلم ما تكنه الصدور وما تخفيه الضمائر وتنوى فعله القلوب فلا نقد لك إلا على ظاهر المسائل
و أما باطنها فلست عليها بحفيظ و أما أنت عليها بوكيل فترك التفرس و و و الادعاءات الأخرى
التي تبرر لك ما تقوم به أحيانا عن طريق الخطأ ......

( استفد من تجربتك في النقد )
لكلّ منّا تجاربه في نقد الآخرين ، أو نقد الآخرين له . وربّما أفادتك حصيلة تجاربك أن تبتعد عن أساليب النقد التي جرحتك أو عمقت جراحك القديمة
أو سببت لك النفور وربّما زادت في إصرارك على الخطأ كردّ فعل عكسي وطالما إنّك كنت قد اكتويت بالنار
فلا تكوي بها غيرك حاول أن تضع نفسك في موضع الشخص المنقود ، وتحاش أيّة طريقة جارحة في النقد سبق لك أن دفعت ضريبتها .

( لتكن رسالتك النقدية واضحة )
لا تجامل على حساب الخطأ ، فالعتاب الخجول الذي يتكلّم بابن عم الكلام ليس مجدياً دائماً ، وقد لا ينفع في إيصال رسالتك الناقدة
فإذا كنت ترى خرقاً أو تجاوزاً صريحاً فكن صريحاً في نقده أيضاً ، فإن الله لا يستحي من الحق

( لا تكل بمكيالين )
وذلك في أنّك تنقد خصلة أو خلقاً أو عملاً ولديك مثله ، وهنا عليك أن تتوقع أن يكون الردّ من المنقود قاسياً :
يا أيُّها الرجلُ المعلّمُ غيره***هلاّ لنفسِكَ كان ذا التعليمُ
ومن مساوئ هذه الحالة أنّ المنقود سوف يستخفّ بنقودك ويعتبرها تجنياً وانحيازاً .

( التدرّج في النقد )
ما تكفيه الكلمة لا تعمّقه بالتأنيب ، وما يمكن إيصاله بعبارة لا تطوّله بالنقد العريض
فالأشخاص يختلفون ، فربّ شخص تنقده على خطئه ويبقى يجادلك ، وربّ آخر يرفع الراية البيضاء منذ اللحظة الأولى
ويقرّ معترفاً بما ارتكب من خطأ ، وربّ ثالث بين بين .
الأمر الذي يستحبّ معه التدرج في النقد والانتقال من اليسير إلى الشديد .

( اقترح حلولاً )
قدِّم نقدك في تبيان الإيجابيات والسلبيات ، وركِّز على الجديد ، وعلى نقطة محدّدة بذاتها
وفي كلّ الأحوال إن كان بإمكانك أن تقدم حلاًّ أو مقترحاً أو علاجاً فبادر
وسيكون نقدك مقروناً بما يعين المنقود على التخلّص من سلبياته .
ومن الأفضل أن تطرح اقتراحاتك بأسلوب لطيف مثل :
(الرأي رأيك لكنني أقترح) ..
(هذا ما أراه وفكِّر أنت في الأمر جيِّداً) ...
(دعنا نجرّب الطريقة التالية فلعلها تنفع) . إلخ

( لا تتصف بصفة الذباب )
التقاط العيوب وتسقّط العثرات وتتبّع الزلاّت ، وحفظها في سجل لا يغادر صغيرة ولا كبيرة بغية استغلالها ـ ذات يوم ـ
للإيقاع بالشخص الذي نوجّه نقدنا إليه فخيرٌ لك وله أن تنتقده في حينه
وفي الموضع الذي يستوجب النقد ، ولا تجمع أو تحصي عليه عثراته لتفاجئه بها ذات يوم .

( النقد هدية .. فاعرف كيف تقدّمها )
لأجل أن يكون النقد والنصيحة والتسديد مقبولاً ومرحباً به ، بل يُقابل بالشكر و الابتسامة
فعليك أن تصوغ نقدك بأسلوب عذب جميل
وقدّمته على طبق من المحبّة والإخلاص ، وكنت دقيقاً ومحقاً فيما تنقد ، فسيكون لنقدك وقعه الطيب وأثره المؤثر على نفسية المنقود

المصدر: قراءات
mohamedsaif

فإما سطور تضيء الطريق - وإما رحيل يريح القلم

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 634 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2011 بواسطة mohamedsaif

محمد سيف الدين الشوربجي

mohamedsaif
[email protected] مدرسة الحياة موقع يجمع حكم وخبرات من الحياة فالحياة مدرسة نتعلم فيها الكثير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

180,776

تلاوة رائعة