بعد عقود طويلة من آلام المخاض الذي طال حتى توهم غالبية المصريين أن المولود القادم قد فارق الحياة ، كان قدر الله الغالب وكانت ثورة 25 يناير التي أدهشت الدنيا بل أدهشت من قاموا بها ،نجحت الثورة وتغير المشهد المصري العام بكل مكوناته وفي مقدمته الخريطة السياسية حين سقطت كيانات طالما مثلت عبئاً ثقيلاً وولدت كيانات أخرى ذات قيمة سياسية واجتماعية مضافة في مقدمتها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ذات الثقل والشعبية . ونحن إذ نطرح هنا قراءة في الفرص المتاحة وكذا التحديات والتهديدات وكيف يتعامل الحزب معها
الفرص المتاحة
** المرجعية الإسلامية – خطاب الضمان - المتفقة مع هوى وهوية المصريين
** شمولية البرنامج الإصلاحي "الحرية – العدالة الاجتماعية – التنمية – الريادة الإقليمية"
** الرهان على مكانة وإمكانيات الإنسان المصري محور الارتكاز في عملية الإصلاح والنهضة المنشودة
** رصيد التجربة الميدانية للجماعة ووفرة الموارد " البشرية والفكرية والمادية والمعنوية“ التي ستضاف بالتبعية للحزب
** تعثر وربما فشل تجارب وسقوط شعارات التيارات الأخرى
** الواقعية التي اعتبرت احتياجات المصريين الحياتية أولاً كما اعتبرت التحديات والتهديدات المحدقة بالوطن في هذه المرحلة
** جاهزية المناخ العام وأشواق المصريين بعد ثورة 25 يناير
التحديات والتهديدات
** حجم المشروع "البرنامج طموح لدرجة كبيرة قد لا تناسب واقع الحزب والمناخ العام المحلي والإقليمي والدولي"
** إدارة الموارد والتوظيف الأمثل" من المتوقع إقبالاً حاشداً على الحزب قد يتجاوز المليون ما يحمل قيادة حزب وليد المشاق والمتاعب بل والخلافات"
** مساحات الحريات المتاحة بعد الثورة وما قد يترتب عليها من ظهور واضح للخلافات المتوقعة والواردة وهو لم تعهده الجماعة ولا أفرادها
** أشواق المصريين وطموحاتهم التي ستمثل عبئاً ثقيلاً على كل مكونات المشهد السياسي خاصة حزب الحرية والعدالة نظراً لما يتمتع له من إمكانات قد لا تتوفر لغيره من الأحزاب
** التنسيق مع الآخر في ظل مناخ الاشتباك القائم على الساحة المصرية ورصيد فقدان الثقة السابق ومازال بنسبة كبيرة
** بقايا النظام السابق وأصحاب المصالح التي قد تعوق مسيرة الحزب من داخله أو على المستوى التنفيذي أو الإعلامي
** المشروع الصهيوني وأدواته محلياً وإقليمياً والذي يعاني الاسلاموفوبيا أو الإخوانوفوبيا
التعاطي مع التحديات والتهديدات
** المزيد من وضوح الرؤى لأعضاء الحزب وعموم المصريين عن البرنامج خاصة النقاط الشائكة المطروحة والتي يتناولها البعض بخلط مقصود
** تعزيز الثقة في أعضاء الحزب بصفة عامة والمؤسسين بصفة خاصة بالمزيد من الممارسات الناضجة الديمقراطية والشفافة
** المزيد من الحيوية والحركة داخل المجتمع المصري في المجالات المختلفة خاصة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية – لأعضاء الحزب رصيد كبير في هذا الجانب –
** المزيد من اللقاءات المفتوحة والحوارية والمزيد من برامج التثقيف والتدريب والتأهيل والتنمية السياسية
** مد جسور التواصل والتنسيق مع القوى السياسية كواقع عملي لمنظومة القيم المطروحة
** مد جسور التواصل مع مؤسسات الدولة خاصة الخدمية بالتعاون والدعم والرعاية
** اعتبار ملاحظات الآخر بغض النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف معه
** الانتقال من النماذج الميدانية المحلية البسيطة إلى القومية الكبيرة
** التنسيق مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمؤسسات الأهلية في تبني المشروعات القومية والإقليمية
** المزيد من رسائل التطمين بعيداً عن إظهار موارد القوى التي قد لا تعبر عن واقع حقيقي بل تستفز القوى السياسية الاخرى
وأخيراً .... نحن أمام مشهد سياسي جديد ومختلف يملك العديد من الفرص كما يملك العديد من التهديدات
...... حفظك الله يا مصر الثورة والأمل ........
ساحة النقاش