والله العظيم مبارك مفلس

جلست مع مجموعة من الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث فيما يدور على الساحة من أحداث، احتدم النقاش بيننا عندما عرض كل واحد منا وجهة نظره تجاه حجم ثروة الرئيس المخلوع مبارك وإمكانية العفو عنه إذا تنازل عن هذه الثروة، البعض قال إن ثروته لا تزيد على 7 مليون والبعض يقدرها بـ 70 مليون والبعض الآخر قال 7 مليار وبعضهم قال 70 مليار (وأنتم طبعا تلاحظون تكرار الرقم 7 ، أصل الرئيس المخلوع رجل مبارك وكان يتبارك دائما بالرقم 7 ويبدو إنه ابن سبعة وليس ابن تسعة زى معظم الناس).. المهم جاء الدور علي لأقول رأيي فقلت:

أنا موقن أن الرئيس السابق مفلس!!!

تعجب الحاضرون جميعا من هذا الرأي الغريب.. وقالوا: الناس يختلفون في تقدير ثروته وأنت تقول مفلس.. قلت نعم: والله العظيم مبارك مفلس.. فقالوا: وما الذي يجعلك متأكدا من ذلك؟ لدرجة القسم.. قلت: تعالوا نحسبها..

- كم عدد من اعتقلوا في مصر في عهد الرئيس مبارك وذاقوا صنوفا من العذاب على أيدي زبانيته..

- كم أسرة شردت ولم تجد لها مأوى؟ وكم عدد ساكني المقابر؟

- كم أسرة فقدت عائلها بسبب حوادث القطارات والعبارات الغارقة وحوادث القطارات؟

- كم مصنعا بيع بأبخس الأثمان ؟

- كم عاملا شرد من عمله بسبب الخصخصة؟

- كم عالما ترك بلده مصر لأنه لم يجد من يعينه على إجراء بحوثه وتجاربه لنفع هذا البلد؟

- كم قطعة آثار هربت خارج مصر، حتى أصبحت متاحف العالم ممتلئة عن آخرها بالآثار المصرية؟

- كم صاحب مشروع حاول أن يجد له مكانا في منظومة الاقتصاد المصري – إذا سلمنا أن لمصر اقتصادا في عهده-  فقام عليه الزبانية وكرهوه في نفسه واليوم الذي ولد فيه..

- كم فدانا من أرض مصر بيع لغير المصريين بحجة الاستثمار.. وكم شقة أو فيلا أو قصر  يملكه غير المصريين على أرض مصر؟؟

- كم وكم .. وكم .. وكم.........

ثم تعالوا.. ننظر إلى سياسة مصر الخارجية: هل يوجد للمصري  الذي يسافر للعمل في أي بلد قيمة؟ وهل يجد من يدافع له عن حقوقه.. وهل هناك من كان يضع لمصر اعتبارا أو قيمة في عهده.. وخير دليل على ذلك أن أكثر الناس حزنا عليه هم أكثر الناس عداوة لمصر.. لأنه باختصار أفقد مصر كل شىء..

يا سادة هذا الرجل باع الوطن أرضا وشعبا.. لقد باعوا كل شيء وحطموا كرامة وقيمة ثلاثة أجيال من هذا الشعب..

نعم جمع مبارك وأسرته وحاشيته المليارات من دم الشعب.. ورغم ذلك هم المفلسون.. ربما يهربون من عدالة أهل الأرض بحيلهم وألاعيبهم ومكر شياطين الإنس في مصر وخارج مصر..

ولكن هل يستطيع هؤلاء أن يهربوا من عدالة رب الأرض والسماء.. لن تنفعكم أموالكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم

نعم - والله العظيم- هم المفلسون.. فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول لصحابته: أتدرون من المفلس ؟

قالوا :المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع.

قال صلى الله عليه وسلم : "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة , ويأتي وقد شتم هذا ,وقذف هذا , وأكل مال هذا , وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" (رواه مسلم).

لقد ترك هذا الرجل وحاشيته في كل بيت من بيوت مصر مظلمة من نوع ما.. شتموا وسبوا وقذفوا.. وأكلوا أموال الشعب وكل خير مصر.. وسفكوا الدماء وانتهكوا حرمات البيوت.. وضربوا الأبرياء..

لا يغرنّ أحدكم خطبه العصماء التي كان يلقيها في الاحتفال بليلة القدر أو ذكرى المولد النبوي والتي كان يبدو فيها كأنه نبي جديد بعث لأهل الأرض.

ولا يغرنّ أحدكم صوره وهو يصلي الجمعة اليتيمة في رمضان والعيدين في حراسة جنوده..

إن يديه وأيدي حاشيته ملوثة بالدماء، وبطونهم امتلأت من الحرام.. لقد أكلوا مصر..نعم.. أكلوا مصر..

فيا سادة هل هناك إفلاس أكثر من هذا..

قد يقول قائل : إن رحمة  الله واسعة.. نعم رحمته واسعة.. وسعت كل شيء ولكنه العادل الذي لا يظلم الناس شيئا ولا تضيع عنده مظالم العباد.. وهو القائل في حديثه القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظَّالموا..." وقال رسوله العظيم: " من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين يوم القيامة" وقال أيضا: "إن الله يقتص يوم القيامة للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"

منذ عدة شهور كنت على أهبة الاستعداد لزيارة بيت الله الحرام فقال لي أحد زملائي وهو يودعني للسفر: هل رأيت الكعبة من قبل؟ قلت له : لا. قال: لقد سمعت أن للإنسان إذا وقع بصره على الكعبة لأول مرة دعوة مستجابة فأستحلفك بالله أن تجعل هذه الدعوة لمصر.. عندما سمعت هذا الكلام من صديقي طمعت أن أجعل هذه الدعوة المستجابة لي أو لأولادي ولكنى فكرت في الأمر كثيرا فوجدت أن ما نصحني به زميلي هو الخير لي ولأولادي ولأهل مصر كلهم.. نعم .. وقفت أمام الكعبة بعيون دامعة ودعوت الله أن ينقذ مصر ويخلصها مما هي فيه من الظلم والقهر.. وأظن أن آلافا غيري من المصريين فعلوا مثلما فعلت.. واستجاب الله دعاء من دعا..

نعم.. العفو من شيم الكرام.. ولكن العدل أنفع للناس ليقوم أمرهم في الحياة على العدل.. لا نريد أن يُظلم الرجل.. نريد تحقيقا عادلا دون ضغط من أحد ويحكم على الرجل بما يستحق.. فمن شاء بعد ذلك أن يعفو فليعف .. ومن شاء أن يقتص فليقتص.. (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)..

وشعب مصر العظيم قادر بإذن الله تعالى على تجاوز الصعاب ودحض كيد الكائدين، ليبني مصر من جديد.. ويعوضها ما فاتها.. فالله سبحانه لا يخزي مصر وأهلها أبدا.. وصدق الله العظيم إذ يقول: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

47,932