P
وائل غنيم
لست بطلا.. أنا مجرد " مناضل keyboard
لم أقصد أن أبكي المصريين..ولكني شعرت بمسئوليتي عن الشهداء
كم تأثرت بهذا الشاب؛ الذي يتمتع بكاريزما قيادية هائلة، وقدرة على اقناعك بصدق توجهه، وبساطة شديدة في التعبير عن أفكاره.. عن الشاب الذي يعتقد كثيرون أنه من فجر ثورة الغضب التي اندلعت بمصر في 25 من يناير/كانون الثاني الماضي، واستطاعت أن تغير حتى الآن شكل الحياة في مصر، وأن تكشف عن رؤوس فساد كثيرة كانت مختبئة كالجرذان داخل عششها الظلامية .
جلست الى جواره لدقائق، هي زمن هذا الحوار الخاطف، في ميدان التحرير، الذي أجمع الثوار على تسميته بميدان الشهداء، تخليدا لذكرى زملاءهم الذين استشهدوا عقب الاحداث الدامية المشبوهة، وما لحظة الا وكان المتظاهرون يأتون الى وائل يطلعونه على أمر عاجل، أو يستشيرونه في أمر عاجل..وائل رغم كثير من الاضطراب البادي عليه، كان محتفظا بفكره المرتب، واهم ما يلفت النظر في حديثه أنه يمتلك عاطفة جياشة، جعلته يبكي مرتين أثناء حوارنا ـ وهو ما سبق وان فعله عبر الاثير في حوار فضائي ..حتى أخذه الثوار من أمامي ليندفع وسط الحشود، حتى اختفى تماما كأنه قطرة في بحر.. بحر الغضب بأمواجه العاتية..
الملاحظة الثانية أن وائل غنيم عندما حاولت التطرق الى حياته الأسرية أو الشخصية، صاح بحدة: أنا لست بطلا، ولا نجما..الأبطال هم من استشهدوا في سبيل هذا الوطن، ولا دخل لأسرتي بما يحدث.. لقد احتسبتني الأسرة عند الله من الشهداء حتى تحقق ما حققه الثوار الأبطال.
قلت له: لقد أبكيت المصريين عندما بكيت على شاشة دريم؟
قال: لم أقصد أن أبث الحزن في قلوب أهل بلدي، ولكن لم أستطع التحكم في مشاعري، حتى تساقطت دموعي؛ عندما طالعت صور زملائي الأبطال من الشهداء؛ ساعتها خشيت أن أكون مشاركا في المسؤلية عن استشهاد 300شاب من خيرة شباب مصر، ولكن دماؤهم في رقبة من أعطى الأوامر بفتح النار عليهم.. ان صور زملائي الذين احتسبهم عند الله لا تفارق عيني..(ومرة أخرى ترقرقت الدموع في عيني غنيم).
وقد انهار غنيم -الذي يتولى إدارة التسويق الإقليمي بمنطقة الشرق الأوسط لشركة غوغل- باكيا عندما قالت له المذيعة على الهواء مباشرة إن ما يقرب من 300 شخص قتلوا في الاضطرابات في الوقت الذي كان فيه محتجزا.
وقال "أنا آسف لكن هذه والله العظيم ليست غلطتي بل هي غلطة كل واحد كان ماسكا بالسلطة ومتشبثا بها, مؤكدا أن النظام الذي يعتقل الناس لمجرد تعبيرهم عن الرأي يجب أن يسقط".
ماهي تهمتك التي اعتقلت بسببها؟
كان هناك من يحقق معي ـ واعترف بوطنيتهم جميعا ـ يخشون أن يكون وراء الحركة أيادي خارجية، وقد عبرت عن هذه الاحتجاجات التي دعونا إليها من خلال صفحة على الموقع الاجتماعي فيسبوك بعنوان " كلنا خالد سعيد".
هل علمت أن بعض المواقع الألكترونية أطلقت عليك "بوعزيزي مصر"؟
مع تقديري الكامل، الا اننا كنا مختلفين ايضا؛ فأشعلنا النار في من ظلم وكبت هذا الشعب صاحب أعرق الحضارات، وان كنت لا أعتبر نفسي بطلا؛ فأنا لست سوى "مناضل كيبورد"، في تواضع أمام من قدموا أرواحهم في هذه الثورة، وأولئك الذين يصلون الليل بالنهار في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة منذ أكثر من أسبوعين، حتى لا تخبو جذوة الثورة.
مهندس ناجح
وائل – المولود في القاهرة يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 1980- ناشط على فيسبوك وغيره من المواقع الاجتماعية التي أصبحت ترتعد لها فرائص كثير من الحكام، لأنها أصبحت منطلق العديد من الدعوات إلى الثورة وتغيير أنظمة الحكم ومحاربة الفساد.
من أنت؟
لست اكثر من مهندس حاسوب يعتبره البعض ناجحا، حصلت على بكالوريوس في هندسة الحاسوب من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2004، ثم على ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في القاهرة عام 2007.
عملت في عدة مشاريع إليكترونية مشرفا أو مستشارا، انضممت في 2008 إلى شركة "غوغل" مديرا إقليميا لتسويق منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومشرفا على تعريب وتطوير منتجات الشركة، كما أن لي جهودا ومشاركات في مشروعات عديدة تهدف إلى دعم المحتوى العربي على الإنترنت..وارجو ألا يتحول اللقاء الى " تنجيم لشخصي " فأهم ما حباني به الله سبحانه هو حبي وانتمائي لهذا البلد وشعبه العظيم.
وما لم يقله وائل غنيه هو أنه مؤسس في يونيو/حزيران الماضي صفحة "كلنا خالد سعيد" على فيسبوك، تضامنا مع الشاب المصري خالد سعيد الذي تقول عائلته ومنظمات حقوقية إنه توفي بعد تعرضه للضرب والتعذيب على أيدي رجال شرطة بمدينة الإسكندرية شمال القاهرة في الشهر نفسه..وهي الصفحة التي دعت الشباب الى الثورة في الخامس والعشرين من يناير الماضي من خلال مئات الآلاف من النشطاء
ساحة النقاش