نحن علي موعد كريم نلتقي بأيام مباركة طيبة تقبل علينا أيام طيبات وتحمل معها نفحات كريمة من رب كريم وتبعث في نفوس المسلمين المحبة الكامنة في صدورهم والشوق الذي يملأ قلوبهم فتهز مشاعرهم وتستجيش عواطفهم , فتسوقهم إلى رحاب الطاعة ومحراب العبادة فيخرون للأذقان سجدا ويزيدهم خشوعا.إنها أيام من الرحمة والمغفرة والعتق من النار , أيام تقترب فيها الأرض من السماء، وتتفتح السماوات بأنوارها وفيضها وخيراتها فتعم أرجاء الأرض أيام تتشبه فيها ملائكة الأرض بملائكة السماء , أيام ينافس فيها البشر الأطهار الملائكة الأبرار .

أيام لو تعلمون عظيمة يتجلى فيها الرب الجليل الكريم علي عباده ويجود عليهم من خيره ويفيض عليهم من رحماته وبركاته , ويسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة فيغفر لعباده ويتوب عليهم ويعتق رقابهم من النار . أيام من استطاع منكم أن يتفرغ لها فليتفرغ, و من استطاع منكم أن يعيش من اجلها فليعش. أيام اغلي من الذهب بل هي أغلى من أيام الدنيا بأسرها. .إنها أيام كان النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم ) وصحابته الكرام يخصونها بمزيد من الإقبال علي الله والوقوف علي طاعته والإكثار من ذكره والإقبال عليه. .

 


 

إنها أيام العشر من ذي الحجة

 

ونود أن نتكلم عن فضائلها , وعن فضل يوم عرفه , وعن البرنامج المقترح للمسلم والمسلمة أن يحيابه في تلك الأيام واختم هذا الحديث عن سنة كريمة سنها لنا النبى الكريم (صلى الله عليه وسلم ) في تلك الأيام المباركة ألا وهي سُنّة الأضحية أولا فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة أما فضل العشر من ذي الحجة فافضل ما يقال فيها أنهانفحة من مولانا الكريم، فلله تعالي في أيامكم نفحات كما أخبر بذلك الصادق المصدوق (صلوا عليه وسلموا تسليما )حين يقول " ألا إنّ لربكم في أيام دهر كم لنفحات ألا فتعرضوا لها فعسى أن تصيبكم فيها نفحةٌ تسعدون بها سعادة لا شقاوة بعدها" أيام العشر من ذي الحجة نفحة كريمة وهدية عظيمة من الله تبارك وتعالي لأمة محمد( صلى الله عليه وسلم ) وهي كنز عظيم من كنوز الآخرة كنز عظيم واجر جليل ليس له نظير ولا يعدله شبيه هذه الأيام من أول شعاعها مع أول شعاع إلى آخر هذه العشر تتقلب فيها أمة محمد (صلى الله عليه وسلم ) علي موائد كرم ربها تستمتع بليلها ونهارها في طاعة الله عز وجل ابلغ ما يقال في هذه الليالي وهذه الأيام المقبلة ان الله تعالي يريد أن يطلعكم علي بعض مظاهر عفوه وسعة رحمته .

 

ويريد أن يظهر لكم ما أعده لكم من عظيم العمل والأجر فى دنياكم وأخراكم فلقد صح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :- " ما من يوم اكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة " أما عن فضائل هذه الأيامأسوق لكم بعض أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ودرة هذه الأحاديث ما رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام ) " ما من أيام العمل الصالح فيها احب إلى الله من هذه الأيام - يعنى أيام العشر من ذي الحجة - قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " . وفي راوية للإمام الطبراني و البيهقي" ما من أيام اعظم عند الله ولا احب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح و التحميد والتهليل والتكبير " وهنا نقف وقفه . نتأمل اختيار الله تعالي ، فربك يخلق ما يشاء ويختار وجرت سنه الله تعالي انه بعد ما يخلق يختار ويصطفي من مخلوقاته يجتبيهم ويرفع قدرهم فالله تعالي فضل بعض البشر علي بعض كما فضل النبيين والمرسلين علي سائر البشر واصطفي من النبيين والمرسلين أولى العزم من الرسل وهم خمسة واصطفي منهم محمدًا صلى الله عليه وسلم . والله تعالي فضل بعض الأماكن علي بعضها كالمساجد علي سائر البقاع . واصطفي من المساجد ثلاثة ومن الثلاثة المسجد الحرام فجعل الصلاة فيه بـ 100 ألف صلاة فيما سواه من المساجد .

 


 

والله تعالي فضل بعض الأيام علي بعض وجعل لها من الخير والبركة ما يزيد عن أقرانها من الأيام كيوم الجمعة ومنزلته في الإسلام"انه سيد الايام" و يوم عرفة و يوم النحر سيدا ايام السنة، و ليلة القدر سيدة ليالى الدنيا. فضل الله هذه الايام و الليالى وجعل فيها من الخير و البركة ما يزد عن سواها من الأيام و الليالى . كما يقول ابن القيم أن مقصود ذلك أن الله تعالي يختارمن كل جنس من أجناس المخلوقات أطيبه ويختصه لنفسه ويرتضيه دون غيره وانه تعالي طيب لا يقبل إلا الطيب فالطيب من كل شئ هو مختاره تعالي وكذلك الأشهر الحرم هي المختارة من دون الشهور كما لشهر رمضان فضيلة وخصائص من دون الشهور وهذا هو شأن الله يخلق ما يشاء ويختار. وهذه لمصلحة العباد يدعو العباد للاجتهاد في هذه الأيام المخصوصة فمن أقبل على الله فيها كافأه أضعافا مضاعفة من الأجر و الثواب من غيرها .

 


 

كل ذلك حتى يشحذ همم المسلمين ويستجيش عواطفهم فتتوجه إلى الله تعالى، يتحركون شوقا إليه ورغبة في ما عنده من ثواب، وذلك مظهر من مظاهر رحمة الله تعالى . وشهر ذي الحجة من الأشهر الحرم ولكن يضاف إليه ميزة وخصيصة ليست فى غيره ألا وهي أن مناسك و أعمال فريضة الحج لا تكون إلا في العشرالأوائل من ذي الحجة وهي افضل ما فيه لأنها مقدمات لهذه الفريضة لذلك أخبر النبي ص أن الله تعالى أعد هدايا وعطايا ومنحاً لمن يقبل عليه في هذه الأيام العشر كما اخبر أن العمل الصالح في هذه الأيام أحب و أطيب و أزكى عند الله تعالى من العمل الصالح فيما سواها . كما يخبر أن الأجر و الثواب الذي يعود على المسلم نتيجة انشغاله بالعمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم وابرك من العمل المترتب على سواها من الأيام . وقد تتعجب كما تعجب الصحابة حين قالوا " ولا الجهاد في سبيل الله " فالجيل الأول من الصحابة الكرام تربوا على أن ذروة سنام الإسلام هو الجهاد في سبيل الله ، وان درجة ومقام المجاهد في سبيل الله أعلى و أرقى الدرجات بعد الأنبياء و المرسلين فكيف يقول أن العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة أحب وابرك و أزكى عند الله من غيرها فى العمل ؟ فان تعجبت، فلا بأس فقد تعجب صحابة النبي ص ، وكان رد النبي( صلى الله عليه وسلم ) بان أكد عليهم " ولا الجهاد في سبيل الله " ثلاث مرات ثم يورد النبي( صلى الله عليه وسلم ) استئنافا " على هذا الأصل الذي أكده في هذا الحديث" إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"

 

ان امة محمد ص فى العشر الاوائل من ذى الحجة امة تسير الى الله تغدوا الى ساحات الرحمة ، و فى طليعة الامة ....وفد الحجيج. لهم نشيدهم و نداؤهم (لبيك اللهم لبيك) يسعون به ليلا و نهارا وبقية الامة تلهج ألسنتهم بذكرالله عز وجل فيتشبه بذلك من لم يحج بمن يحج والجميع يشترك فى ذكر مولانا الجليل. انها ايام تهتز و ترتج لها الارض و السماوات لان الجميع قد عرف الطريق الى الله ، و ركب واحد يسير اليه وهو ركب الطاعة. و الوفد الميمون الذى يسير الى الله ان كان ندائهم لبيك اللهم لبيك فنداء الامة كلها (و عجلت اليك رب لترضى) . انها ايام حقّ ان يقال لها ايام العمر السعيد. و أعطر مسامعكم بحديث اخر لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فعن ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) "ما من ايام احب الى الله ان يتعبد له فيها من عشر ذى الحجة ، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة و قيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر" رواه الترمذى وابن ماجه والبيهقى وفى رواية الامام البيهقى زيادة كريمة لرسول الله( صلى الله عليه وسلم ) يقول فيها " فاكثروا فيهن من التهليل و التكبير و ان صيام يوم منها يعدل صيام سنة و العمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف" وخرج الامام البيهقى باسناد لا بأس به عن انس ابن مالك (رضى الله عنه )قال "كان يقال فى ايام العشر بكل يوم الف يوم ويوم عرفه عشرة الاف يوم قال يعنى فى الفضلوخرج ابو الشيخ و البيهقى عن الاوزاعى قال حدثنى رجل من بنى مخزوم عن النبى (صلى الله عليه وسلم ) "ان العمل فى ايام العشر كقدر غزوة فى سبيل الله يُصام نهارُها ويُحرسُ ليلُها الا ان يختص امرؤٌ بشهادة" .

 

وهذة الروايات العمل بها مستحب عند جمهور العلماء. من جمله الاحاديث السابقة نستخلص امورا .

 

1. فضل العشر الاوائل ومكانتها

 

2. فضل العمل الصالح فيها وان النبى ص يستحث امته على الاكثار من الطاعة فيها

 

3. الحرص على صيام الايام التسع منهم لان اليوم العاشر هو يوم الاضحى و قد نهى النبى الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) عن صيام يومى العيد" الفطر و الاضحى 4. الحرص على قيام ليالى الايام العشر بما فى ذلك يوم العيد. و السيدة حفصة بنت عمر( رضى الله عنهما )قالت "أربعٌ لم يكن يدعهنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) صيام يوم عاشوراء و العشر و ثلاث ايام من كل شهر و الركعتين قبل الغداة " اى قبل الصبح . و اثر عن سلفنا الصالح "انها اذا اقبلت العشر الاوائل من ذى الحجة شمر و اجتهد فى العبادة كما كان يفغل فى العشر الاواخر من رمضان" .

 

وهذا ينقلنا الى عقد مفاضلة:بين العشر الاواخر من رمضان والعشرالاوائل من ذى الحجة و ابلغ ما قيل فى هذا الموضوع ما رواه ابن القيم (رضى الله عنه )فى زاد المعاد حيث يقول: " تفضل عشر ذى الحجة على غيره من الايام فان ايامه افضل الايام عند الله كما ثبت فى حديث ابن عباس السابق ....وهذة الايام هى التى اقسم بها الله فى كتابه بقوله" والفجر وليال عشر" ولهذا ييستحب فيها التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد كما قال بذلك حيث يقول ابن القيم فان قلت ايهما افضل عشر ذى الحجة ام عشر رمضان فالصواب ان يقال ليال العشر الاخير من رمضان افضل من ليالى عشر ذى الحجة وايام عشر ذى الحجة افضل من عشر رمضان " فيجب ان نميز بين اليوم وبين اليلة فاليوم من الفجر الى المغرب والليلة هى من الغروب الى الفجر وبذلك يزول الاشتباه فان ليالى العشر من رمضان فضلت على اعتبار ليلة القدر فيها وايام ذى الحجة فضلت اذ فيها يوم التروية و يوم عرفة ويوم النحر و لذلك كما قلت لكم هى نفحة كريمة من رب كريم حيث فيها من الفضل ما يسع امة محمد( صلى الله عليه وسلم ) .

 

 

ثانيا يوم عرفة

 

يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذى الحجة وهو من افضل الايام مع يوم النحر يوم عيد الاضحى . خص الله تعالى يوم عرفة بفضائل وخيرات ليست فى غيره من الايام وسنّ لنا رسول الله صومه ، كما علمنا الدعاء يومه لماذا سُمى بيوم عرفة لانه اليوم الذى يقف فيه وفد الله الحجاج على صعيد عرفة وهو موضوع الوقوف واهم ركن من اركان الحج كما جاء فى مسند الامام احمد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) "الحجٌ عرفه " اى ان اهم ركن من اركان الحج الوقوف بعرفات .وسمى هذا المكان بعرفة لما رواه الامام ابن كثير فى تفسيره عن على ابن ابى طالب انه قال " بعث الله جبريل الى ابراهيم فحج به حتى اذا اتى عرفة قال عرفات و قد اتى قبل ذلك مرة فلذلك سميت عرفة " .وراى اخر عن عطاء انما سميت عرفة "لان جبريل كان يرى ابراهيم المناسك فيقول عرفت عرفت... فسميت بعرفات" فضل يوم عرفة ومكانته اما مكانة يوم عرفة فحدث ولا حرج وهى مكانة اكبر من يحيط بها متحدث فى ساعة من الزمان .لكن يكفينا باقة من حديث رسول الله " ص" وهو يتناول فيها بعض فضائل وخيرات وثواب هذا اليوم الكريم .روى الامام مسلم فى صحيحه عن ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن النبى الكريم( صلى الله عليه وسلم ) انه قال "مامن يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدامن النار من يوم عرفة وانه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول ما اراد هؤلاء؟" .و الامام النووى فى شرح الحديث يقول : وهو يشرح كلمة "وانه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة" يقول "تدنو رحمته دنو كرامة لادنو مسافة ومماس وهويتأول بذلك حديث النزول الى السماء الدنيا وتنزل الرحمة " والنبى يقول فى الحديث "ان الشيطان اغيظ يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمة" 0 فالله حين ينزل الى السماء الدنيا ينزل نزولا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه نزولا يعجز الواصفون عن وصفه ويعجز البشر عن الاحاطة بهذا علما "يقول الله تعالى "هؤلاء عبادى جائونى شعثاغبرا يرجون رحمتى ويخافون عذابى ولم يرونى فكيف لورأونى" .وفى حديث سيدنا جابر "وما من يوم أفضل عندالله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فيباهى بأهل الارض أهل السماء فيقول "انظروا الى عبادى جاؤنى شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتى ولم يرو عذابى فلم ير يومٌ أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة" رواه البزار و ابن خزيمه و ابو يعلى وابن حبان .وزاد بن خزيمه "أشهدكم أنى غفرت لهم فتقول الملائكه ان فيهم فلانا مرهقا و فلانا قال : يقول الله قد غفرت لهم" ( المرهق :اى الذىيغشى المحارم و يرتكب العصيان و المآثم)و الخطاب من الله لملائكته.يوم عرفة أشد وأغيظ وأدحر و أغبر على الملعون أبليس حديث النبى ًص" أنه دعى لأمته عشية عرفة فأجيب "انى قد غفرت لهم ما خلا المظالم فانى آخذ للمظلوم من الظالم" فقال النبى "ص" أى رب ان شئت أعطيت المظلوم الجنة وغفرت للظالم فلم يجب عشية عرفة فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء مرة ثانية فأجيب الى ما سأل فضحك رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) فقال أبو بكر وعمر: بأبى أنت وأمى ان هذه الساعة ما كنت تضحك فيها فما الذى أضحكك أضحك الله سنك فقال (صلى الله عليه وسلم ) : ان عدو الله ابليس لما علم أن الله تعالى قد استجاب لى وغفر لأمتى أخذ التراب يحثوه على رأسه و يدعو بالويل و الثبور و أضحكنى ما رأيت من جذعه فى روايةالإمام مالك عن طلحة بن عبد الله (رضى الله عنه) ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال "ما رُأى الشيطان (بضم الراء) يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه فى يوم عرفة ، وما ذاك الا لما رأى من تنزل الرحمة و تجاوز الله عن الذنوب العظام الا لما أرى يوم بدر قيل وما رأى يوم بدر قال أما انه قد رأى جبريل يزع الملآئكة "اى يصفهم للقتال" فلا تغيب شمس عرفة الا و تغيب بذنوب السعداء من حجيج بيت الله الحرام و من سنن يوم عرفة لغير الحجيج ما سنه النبى الكريم (صلى الله عليه وسلم ) فى حديث الإمام مسلم و النسائى و أبو داود وابن ماجه و الترمذى عن ابى قتادة (رضى الله عنه) قال سُئلَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عن يوم عرفة قال :
"يكفر السنة الماضية و الباقية" .وفى رواية الامام الترمذى قال" انى أحتسبت على الله أن يكفر السنة التى بعده و السنة التى قبله" فالصحابة يسألون عن الفضل ولا يسألون عن المشروعية . وهنا شبهة قد ترد على الاذهان وهى كيف يكفر المولى السنة القادمة وذنوبها لم ترتكب بعد ؟ وهنا الجواب مطروح

 

أولا: ان الله يعصمه من الذنوب كلها .

 

اثانيا : أن الله يعصمه من السنة القادمة فلا يقع فى الكبائر ووعد الله فى كتابه الكريم مسطر
"ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه يكفر عنكم سيئاتكم" و بذلك يغفر الله عز وجل كل الذنوب

 

.وثالثا: ان وقع منه ذنب وقع مغفورا له .

 

ورابعا: ان الله تعالى اذا قرر لهذا العبد و كتب عليه ذنبا قرر له منه توبة و أخيرا دعاء يوم عرفة ان يوم عرفة يوم مشهود يتجلى فيه المولى عز وجل على أمة محمد(صلى الله عليه وسلم ) فكملت به النعمة وكمل به الدين و رضى الله تعالى فيه الاسلام و نزلت فيه الأية الكريمة درة أيات سورة المائدة " اليوم اكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الاسلام" .بعض اليهود قال لسيدنا عمر ان فى قرأنكم أية لو نزلت علينا معشر اليهود لجعلناها لنا عيدا ففطن سيدنا عمر و أخبره بهذه الآية .هو يوم الدعاء و التوبة و التضرع ، يوم تكون فيه القلوب واجفة و العيون دامعة و الألسنة ذاكرة و بالدعاء خاشعة انه يوم اجابة الدعاء .ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): " خير الدعاء دعاء يوم عرفة و أفضل ما قلت أنا و النبيون من قبلى لا الله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير

 

الدعاء يكون للحجاج و غير الحجاج . و هل الذكر دعاء ؟ نقول نعم من شغل بذكر الله عن مسألة الله أعطاه الله خير مما يعطى السائلين . ثالثا الأضحية حكم الأضحية واجبة على المسلم الذى يملك نصاب الزكاه عند الأحناف و الا كان آثما وعند بقية الأئمة فهى سنة مندوبة .

 

 

فضل الأضحيه

 

يقول النبى فى الحديث الذى ترويه السيدة عائشة "ما عمل آدمى من عمل يوم النحر عملا أحب الى الله من اهراق الدم و أنه لتأتى يوم القيامة بقرونها و أشعارها و أظلافها و ان الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا لها نفسا" رواه ابن ماجه و الحاكم وقال صحيح الاسناد .والنبى( صلى الله عليه وسلم) كان حريصا على أن يضحى و "أنه اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين ، فاذا صلى و خطب الناس أوتى باحدهم وهو قائم فى مصلاه فذبحه بالمدية(بضم الميم) ثم يقول اللهم هذا عن أمتى جميعا من ِشهد لك بالتوحيد و شهد لى بالبلاغ ثم يأتى بالأخر فيذبحه بنفسه و يقول اللهم هذا عن محمد و آل محمد فيطعمهما جميعا المساكين و يأكل هو و أهله منهما" و تسرية لمن قدر عليه رزقه فلم يقدر على الأضحية فان رسول الله قد ضحى عنك بنفسه .و أيام التشريق هى : يوم العيد و الثلاثة أيام التى تليه أيام يقول عنها أيام أكل و شرب و ذكر أيام أغلى من الذهب
بقلم النائب / أسامة جادو
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 158 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

47,822