لا أحتاج لمقدمات وأنا أقرأ للسيد كمال خليل الاشتراكي المعروف عبارته الأشهر خلال فعاليات مؤتمر أيام اشتراكية الخامس بنقابة الصحفيين من أن الاشتراكيين سوف يدافعون عن قيام دولة مدنية تضمن انتصار مبدأ المواطنة، وتحترم العقيدة الدينية ولا تقسم الشعب المصري حتى ولو اضطروا إلى حمل السلاح ليصلوا إما إلى النصر وانتزاع الحرية، أو الانضمام إلى شهداء الثورة.. وأتعجب من الضجة الصحيحة التي واجهت ضد غزوة الصناديق التي أدلى بها الشيخ السلفي السيد محمد حسين يعقوب ولم توجه ضد حملة "حمل السلاح" للاشتراكي كمال خليل.
أيضًا التقط البعض للدكتور عمرو حمزاوي عبارة "الزواج المدني" وشن هجومًا عليه تحت عنوان "الكاتب الليبرالي يدعو إلى زواج المسيحي من المسلمة" وفي (الشروق) 11 مايو 2011 دافع عن نفسه وذكر أنها حملة موجهة ضده كليبرالي وواضح أنه تم إخراج حديثه عن سياقه وفي لقائه مع الإعلامي عمرو أديب قال له أديب: "وارد وارد" في سياق دفاعه عن إمكانية وقوعه في لفظ غير مقصود وأتاح له بهدوء منقطع النظير توضيح فكرته، وانتهى موقف حمزاوي "الليبرالي" مع توضحيه.
لكن الذي لم ينته موقف الأستاذ صبحي صالح "الإسلامي" فرغم توضيحاته المتتالية عما أثير من أفكار طرحها خلال مؤاتمرات أخيرة له واجهته الإعلامية منى الشاذلي وزميلها خالد منتصر الذي صار ضيفًا مناظرًا في اللقاء لأول مرة في برامج التوك شو مما يعبر عن ضعف في الإعداد وليس تميزًا فضلاً عن ضعف التجهيزات مع انقطاع التيار الكهربائي مرتين في برنامج له درجة مشاهدة عالية.
وأرجع للكاتب فراج إسماعيل في مقاله الأخير عن منى الشاذلي عندما قال "تابعت مناظرة السيد صبحي صالح والطبيب خالد منتصر التي أدارتها منى الشاذلي في برنامج "العاشرة مساء"، ولم أكن سعيدًا على الإطلاق بطريقتها غير المحايدة في التعامل مع الضيفين. لقد افتقدت ألف باء المهنة بهجومها المستمر على صالح، واستفزازها له وابتسامتها الساخرة من حديثه، وانحيازها لمنتصر وهو زميل لها في البرنامج يظهر أسبوعيًّا.
وختم إسماعيل قائلاً "منى خرجت عن لياقتها تمامًا في الحوار ولو حدث منها ذلك في قناة تدقق في اتباع المعايير لحوسبت أو تلقت "لفت نظر".
ولكن قام بعض الشباب بكشف عدد من الأمور الخاصة بالبرنامج والحلقة الخاصة بالمناظرة تابعوها على هذا الرابط.
https://www.youtube.com/watch?v=YXMqX5_nXLY&feature=player_embedded
وأيًّا كان الأمر فلو أراد أحد تصيد عشرات الأخطاء لكافة الإعلاميين والكتاب والتيارات السياسية الموجودة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لكان الأمر سهلاً ميسورًا ولكن الصعب هو السعي لإيجاد حالة توافق مجتمعي وسياسي من أجل نهضة حقيقية لمصر بعد ثورة 25 يناير والبعد عن صناعة اغتيالات متتالية لرموز مصرية تنتمي لفصيل سياسي كبير مثل الإخوان.
أن الإخوان ستسير وفق خطتها المعلنة في خدمة الوطن والشعب وستعمل على زيادة أنصارها ومناصريها وهذا ليس استعلاء لأن العمل السياسي ليس عملاً خيريًّا وإنما عمل تنافسي ينجح فيه الأفضل وصاحب الشعبية الذي يعايش المصريين على أرض الواقع في همومهم ومشكلاتهم ويسعى لحلها على قدر استطاعته.
وأرجع إلى تصريحات مارك فرانكو رئيس وفد مفوضية الاتحاد الأوروبي بالقاهرة التي تكشف جزءًا من المعاناة السياسية التي نعيشها عقب 25 يناير حيث قال فرانكو في لقاء صحفي: "أنا تعبت من النقاش حول الإخوان المسلمين في كل مكان، توقفوا عن الشكوى من أن طرف آخر قوى، ابدءوا في تقوية أنفسكم" بل أذهب إلى مثال أوقع حيث أقتبس هذا المقطع من "الفيس بوك" في حوار شيق:
الطالب: يا ماما هسقط.. الأم: ادخل ذاكر.. الطالب: الامتحـانات على الأبواب وهسقـط.... الأم: ادخل ذاكر... الطالب: هااااااااااااسقط... الأم: ادخل ذاكر.. الطالب: بس اللي اسمه إيه هينجح... الأم: ذاكر ذاكر ذاكر ذاكر ذاكر.
الظريف أن الطالب ترك المذاكرة وأصر على مهاجمة اللي اسمه إيه ونسي وصية مصر أم الدنيا بأهمية السعي والعمل والمذاكرة.. الظريف أن من على شاكلة الطالب يجيدون صناعة الكلام وليس صناعة الجماهير.. صناعة الحروب الإعلامية والنفسية والإرهاب الفكري وليس صناعة النهضة والبناء والأفكار.
أيها الليبراليون واليساريون والعلمانيون يا من يجب أن تكونوا شركاء صناعة مصر في المرحلة المقبلة... الشعب لا يرى إلا من يخدمه بصدق وإخلاص وتفانٍ ومهما قلتم عشرات المرات إنكم الأفضل والأفهم للدولة المدنية والأمن على مستقبل مصر فسيبقى كلامًا لا دليل عليه طالما لم تتحركوا في خدمة الشعب مثلما يفعل الإخوان في محافظات مصر في أزمة أنابيب الغاز وقوافل العلاج المجاني وغيرها وبالتالي القضية لا تحتاج إلى إعلام الصوت الواحد وإعلام الشحن والإثارة وقلب الحقائق وتصيد الأخطاء ولكن يحتاج إلى إعلام يبني ويصحح ويرشد ويكمل الصورة ويكشف ويحقق، وبالتالي فمصر ليست في حاجة إلى فصيل واحد يقود المرحلة بل تحتاج إلى حالة توافق شعبي وسياسي يجب أن يتم في الأيام القادمة ومشروع التوافق يحتاج إلى تيارات وأحزاب مسئولة وأفكار جادة وتعاون مشترك أتمنى أن يبدأ على الأدنى وهو إخراج الشعب المصري من حالة الانفلات الأمني وأزمات الغاز وغيرها كثير.
ولكن إن استمرت محاولات البعض في أساليب الإرهاب الفكري والتخويف والتقليل وتغيير الحقائق فإنني سأبقى أردد ما قاله الأستاذ صبحي صالح في ميدان العباسية هذا الميدان الشعبي "نحن أبناء هذا الوطن وحراسه ولن نسمح لا أحد أن يشطب الإخوان من الخريطة السياسية أبدًا.. لا تستطيع قوة على الأرض كائنة من كانت أن تشطب الإخوان من الخريطة السياسية سنشارك سنشارك".
وختامًا أضيف: "سنشارك الجميع في حماية الثورة، سنشارك في بناء الوطن ونهضته، سنشارك في تخفيف المعاناة عن الشعب المصري المسلم والمسيحي، سنشارك في نقل مصر نقلة حضارية على المستوى التعليمي والعلمي والتكنولوجي والفكري والفني والرياضي وفي مختلف المجالات والمسارات، سنشارك في بناء دولة مدنية قانونية سنشارك سنشارك".
محمد مدحت عمار
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
47,934
ساحة النقاش