لا شك أن مهنة الأخصائى الاجتماعى إنسانية بالدرجة الأولى ، و لمن لا يعرفها فهى مهنة راقية إلى أقصى درجة تتعامل مع النفس البشرية بطرق و أساليب متعددة ، و لذلك فهى ارتقت فى الدول المتقدمة ، أما فى مصر ففى عهد النظام السابق لم يكن هناك إهتمام بالحياة الاجتماعية للمواطنين و مستوى رفاهيتهم و لم يكترث بمواجهة مشكلاتهم الاجتماعية و لم يتعامل بحنكة مع القضايا و الظواهر الاجتماعية و لم يهتم بها ، و على ذلك كان الاهتمام بعمل الأخصائى الاجتماعى ليس بالدرجة المطلوبة و كان هناك إنتشار لروح السلبية و التكاسل لدى بعض الأخصائيين الاجتماعيين ، ولكن الآن و بعد أن تبدل الحال و تحررنا بفضل الله و تحرك الشباب الذى رفع رؤوسنا و غير مجرى تاريخ مصرنا الحبيبة ، لذا أقول أنها حانت الفرصة العظيمة للأخصائيين الاجتماعيين ليتقدموا و يحققوا ذواتهم و يثبتوا أن لديهم القدرة على أن يسهموا بدرجة كبيرة فى تغيير مصرنا الحبيبة للأفضل ، و على ذلك فأنا أدعوا الأخصائيين الاجتماعيين لأن يثوروا لا من أجل مطالب فئوية رخيصة و أنانية بل يثورا على الكسل و التقليدية و أن يتحدوا أنفسهم و أن يقاوموا كل من يريد أن يحبطهم و يثبط همتهم ، و أوجه رسالة لأصحاب هذه المهنة الإنسانية الراقية مفادها أن المجتمع يناديكم فلبوا النداء فلقد ترك النظام السابق مصر مصابة بعدد لا محدود من الأمراض و الاضطرابات الاجتماعية فهذه فرصتكم ، إبتكروا فى مجال خدمة المجتمع و تنمية البيئة قوموا بثورة فى مجال المساعدات الإنسانية و تحقيق العدالة و التنمية الاجتماعية ، اتجهوا للتعليم و التدريب المستمر ، اطلعوا على كل ما هو جديد فى مجالكم ، اتحدوا سوياً من أجل رفعة مصرنا الحبيبة ، عالجوا الحالات و المشكلات الفردية ، نشطوا العمل الجماعى ، ساهموا فى إعادة تخطيط و تنظيم المجتمع ، ساهموا فى تنمية و تطوير العمل فى مؤسساتكم ، قوموا بأدواركم كما يجب ، استثمروا قدراتكم و مهاراتكم و خبراتكم فى مساعدة مصرنا الحبيبة على عبور هذه المرحلة بسلام .