الاثنين, ديسمبر 19, 2005

<!-- Begin .post -->

الإنتخابات البرلمانيةالمصرية ..سلبيات وايجابيات

بقلم محمدعبدالعليم

mohamedabdalalim

شهدت مصر مؤخرا انتخابات برلمانية ساخنة لم يسبق ان شهدت مثل سخونتها ونتائجها ..إذجاءت معظم الناتائج على خلاف تام لكل التوقعات والتكهنات التى ادلى بها المراقبين والمتابعين المهتمين بالبحياة السياسية المصرية ..وارجع العض اسباب تلك النتائج للحراك السياسى الذى شهده المجتمع المصرى خلال الفترة مابين مباردة الرئيس مبارك بتعديل المادة 76من الدستور وانتخابات رئاسة الجمهورية ..اضافة الى الاحوال الاقتصادية والاجتماعية التى يعانى منها الشعب المصرى وعلى قمة تلك المعاناة ازمة البطالة الطاحنة والمستفحلة .
وقد جاءت نتائج الإنتخابات مخيبة لأمال الاحزاب السياسية الرسمية التى تهاوت رموزها امام بعض المغمورين الذين خاضوا الانتخابات لأول مرة
ومن ابرز المفاجات سقوط الدكتور ايم نور مرشح الرئاسة والحاصل على ثانى اعلى الاصوات فى انخابات الرئاسة فى دائرة باب الشعرية بالقاهرة، وسقوط الدكتور يوسف والى نائب رئيس الحزب الوطنى ووزير الزراعة السابق فى الفيوم مسقط راسه امام مرشح الاخوان المسلمين الذى خاض الانتخابات لأول مرة وفاز على خصم عنيد هو يوسف والى احد اهم رموز النظام الحاكم ..بالاضافة الى معظم رموز الحزب الوطنى الحاكم الذى فقد ولأول مرة الاغلبية الساحقة التى كان يتمتع بها فى البرلمانات السابقة وغن حصل على اغلبيةوصفها صفوت الشريف الامين العام للحزب الوطنى بأنها اغلبية مريحة!
وبروز جماعة الاخوان المسلمين كاكبر واضخم معارضة حقيقية للحزب الوطنى فى مجلس الشعب كان من المفاجات الكبرى لتلك الانتخابات.
وبالرغم من النتائج التى تمثل مفاجاة للمتابعين إلا ان السلبيات الضخمة التى شهدتها الانتخابات وحولتها فى بعض الدوائر الى معارك طاحنة بين انصار المرشحين كادت ان تفسد العملية الانتخابية وتصيبها بالعوار .. وكذلك التدخلات الامنية التى حالت دون وصول الناخبين المعارضين للحزب الوطنىالى قاعات الاقتراع فى اكثر من دائرة تلك السلبيات اضافت للمشهد الانتخابى المزيد من فرص الطعن فى النتائج النهائية ووجد البعض فى ذلك فرصة للتقليل من الحجم الحقيقى لجماهيرية الحزب الوطنى الحاكم ووصفوه بالمرفوض شعبيا !!
وكانت الخلافات أو الشيهات على وجه الدقة واضحة حول نجاح بعض المنتسبين للحزب الوطنى كالدكتورة امل عثمان التى انشرت شائعات عن سقوطها ثم اعلن عن فوزها وكذلك الدكتور مصطفى الفقى الذى قيل انه لم ينجح فانجحوه!
مما دفع بعض القضاه للإدلاء بدلوهم مؤكدين سقوطه ونجاح منافسه الدكتور جمال حشمت مرشح الاخوان المسلمين بفارق كبير وضخم فى الاصوات بلغ ارب اضعاف ماحصل عليه الدتور الفقى
ومن الايجابيات التى شهدتها الانتخابات البرلمانية الاشراف القضائى وغن اشتكى بعضهم من تدخلات السلطة التنفيذية وقوات الامن للتاثير على عملية الاقتراع
ومن المثالب المؤسفة لتلك الانتخابات سقوط اكثر من عشرة قتلى ومئات المصابين برصاص الشرطة المطاطى والحى بالاضافة الى قنابل الدخان المسيلة للدموع والاعتداء على بعض القضاة بالضرب من قبل ضباط الشرطة وهى جريمة كبرى فى حق المجتمع كله مما دعى القضاة لعوة القوات المسلحة لحماية عمليات الاقتراع وفقا للدستور كما شهدت المعركة الانتخابية ظهور جيوش البلطجية الماجورين من قبل بعض المرشحين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية وان كان اغلبهم من المنتسبين للحزب الوطنى.
الايجابية التى اراها هى مشاركة المراة المصرية فى العملية الانتخابية بطريقة لم يشهدها العالم من قبل حيث صممت بعض نساء القرى فى ريف مصر على ممارسة حقهن الانتخابى بالرغم من الصعوبات التى واجهتهن ولعل بعض الصور التى تناقلتها وسائل الاعلام المصرية والعالمية كانت تعبيرا حقيقيا عن ان المراة المصرية تتفاعل مع الاحداث وتشارك بفاعلية او هى تريد اتاحة الفرصة لها للمساهمة فى إحداث التغيير المنشود نحو الافضل
ولعل ابرز تلك الصور الدالة على ذلك صعود النساء على السلالم (الادراج) الخشبية وقفزهن داخل قاعات الاقتراع ليدلين باصواتهن رغم ما قد يحمله ذلك لهن من اخطار أقلها السقوط من فوق هذه السلالم من ارتفاع شاهق
ومن ابرز السلبيات الجديرة بالملاحظة شيوع ظاهرة الرشاوى الانتخابية لشراء الاصوات التى لم ينفرد بها فصيل عن اخروتجاوز سعر الصوت الانتخابى الالف جنيه فى بعض الدوائر
المثير ان اغلب الذين دفعوا الرشاوى لم يحلفهم التوفيق وتساقطوا ونجح من لم يدفع شيئا فى ظاهرة فريدةوجديدة بعض الشيء
من السلبيات ايضا التى نجمت عن تلك الانتخابات انضمام المستقلين الفائزين الى الحزب الوطنى ويرى البعض ان ذلك الانضمام خيانة للناخبينالذين اختاروا ممثليهم من المستقلين واسقطوا اعضاء الحزب الوطنى فخعوهم المستقلون وانضموا للحزب إلا ان رموز الحزب الوطنى ترى عكس ذلك وتبرر الامر بانهم اعضاء فى الحزب والحزب لا يتخلى عنهم !
الايجابى اكبر من السلبى فالمشاركة الشعبية التى شهدتها معظم المحافظات المصرية تؤكد ان هناك نموا تصاعديا يحدث فى الوعى الشعبى يدفع الجماهير للمشاركة الايجابية فى الحراك السياسى
وأرىان المرحلة القادمة ستشهد حراكا سياسيا ضخما فى ظل التشريعات الجديدة التى لابد وأن تصدر وستؤدى الى المزيد من الحريات السياسية المتطلع اليها الشعب والشغوف بها والمستحق لها
وغن كانت النتائج قد اتت على خلاف التكهنات والتوقعات فإن نجاح جماعة الاخوان المسلمين فى ان تكون قوة المعارضة الاولى فى البرلمان المصرى وان اصابت البيعض بالاندهاش او الرعب فانه يدفعنا الى المطالبة بالمزيد من الحرية وبفتح الابواب المغلقة امام الجماهير لإنعاش واثراء الحياة السياسية بتكوين الجماهير لأحزابها الحقيقية بعد تحويل لجنة الاحزاب الحكومية التابعة للحزب الوطنى الى حتفها
  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 832 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2007 بواسطة mohamedabdalalim

ساحة النقاش

mohamedabdalalim
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,087