الحقيقه انى لا اعرف لأى جيل انتمى !
ما اعرفه انى من جيل فتح عينيه على الحياه ليجد نفسه
غريبا عن الوطن ، تفتح عقلى ووجدانى على عوالم لم يعشها
اقرانى فى الوطن. انا من جيل فتح عينيه على الدنيا لتكون اول
كلمه يفهمها ويعيها هى كلمه غربه وكلمه وطن.
فى الغربه تدرك مبكرا جدا جدا معنى كلمه وطن. وانه تلك الأرض
البعيده التى حرمت من ان تعيش فيها لأن ابويك عجزوا ان يوفروا
لك حياه كريمه لك فيها كما يحلمون لك وكما يخططون.
فى الغربه تكون شديد الحساسيه تجاه كل ما يمثل الوطن..
تجاه كل ما يأتى من الوطن..تجاه كل من ينتقد الوطن.
فى الغربه تفتحت عينى على كتب ابى السياسيه وكتب امى
الأدبيه وعشت فى عوالم مختلفه فيها وسط صفحاتها الصفراء
القديمه برائحتها التى ما زالت عالقه فى وجدانى حتى الآن.
فى الغربه كانت هذه الكتب بالنسبه لى هى روح الوطن.
ابى يدفعنى للقراءه عن عبد الناصر والسادات ودنيا المخابرات
والجواسيس . وامى تريدنى ان اعيش فى عوالم محفوظ
وعبد الحليم عبد الله واحسان عبد القدوس وانيس منصور..
لذلك انا احس دائما انى من جيل ابى وامى..
انا من جيل فضل الحلم على الواقع..
فوقع فى حفره فاصله بين جيلين!
جيلى كما يقولون هو جيل الستالايت ولكنى لا احب
كونى من جيل الستالايت .. حيث كل شيء متاح فى احدى القنوات
دون عناء البحث عنه. المعلومه، الحكايه، الخبر...
جيلى هو جيل الثوره فى عالم الإتصالات ماسنجر..موبايل..ومسجات.
ولكنى لم احب يوما انى من هذا الجيل ، مازلت اكتب الرسائل كما علمنى
ابى لكل من احب لأن كتابه الرسائل فى حد ذاته يمثل عندى قيمه
لا يمكن التعويض عنها بمائه ساعه من التشات .
جيلى هو جيل حائر بين جيلين لا هو من هذا الجيل الذى سبقه
ولا هذا الجيل الذى يليه. جيلى هو الجيل التائه يا مهيب ولا اعرف
ان كان احد يدرك وجود هذا الجيل ام لا.
جيلى عانى كثيرا من فقدان اشياء كثيره . جيلى هو هذا الجيل
الذى يعيش الحياه وهو قلق، خائف ، حائر، متوجس من كل شيء
ويجهل ما ذا يخبئ له المستقبل.
وان كنت احببت شيء فى جيلى فهو انه جيل رغم كل شيئ
ما زال يحب الحياه . ما زال يشعر بحقه الكامل فى الحياه!
احب فى جيلى انه جيل موجوع من الدنيا ، والوجع يفجر اشياء
كثيره بدواخلنا منها الأمل! والتحدى ! والأبداع! الوجع يفجر
الكثير من الأشياء الحلوه فى احيانا كثيره لأن المعاناه تصنع الإنسان
وتقويه.
هذا ما اعرفه عن جيلى . اما ما احتفظ به من ذكريات الجيل الماديه
فهى قصصى التى لا تعد للمغامرين الخمسه وسوبرمان وتان تان وميكى
وافلام الكرتون التى كانت ماما تحب ان نشاهدها لنتعلم منها مثل السندباد
وبسمه وعبده وسنان وحصاله جميله جدا كنت قد اشتريتها من مبلغ ظللت اوفره
لمده شهور طويله وافلام كاميرا الفديو التى تسجل لحظاتنا السعيده
فى الطفوله. وحتما كتب ابى وامى التى لايمكن ان اتخلى عنها يوما مهما اصفرت
اوراقها وتأكلت.
نسيت ان اقول انى من جيل تفتح ذوقه الفنى على اغانى عمرو دياب...
ولكنه عندما شعر بلوعه الحب كان يسمع كلمات ورده والحان بليغ.
هذا هو جيلى كما اعرفه..فهل سيكون له مكان هنا؟!
المصدر: يوميات شاب مصرى
نشرت فى 8 مايو 2011
بواسطة mohajo
محاسب / محمد يوسف عليوة
هذا الموقع يهدف فى المقام الاول الى التعربف بدنيا الصيد والاسماك فضلا عن المساهمة بتقديم بعض المعلومات الهامة المتعلقة بالعديد من المجالات العلمية والادارية والقانونية اضافة الى مجموعة مختارات منوعة تسهم فى اضفاء لمسة رقيقة من الهدوء النفسى كما أن القائمين على ادارة الموقع يعدون السادة زائرى الموقع بكل ما »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
620,664