<!--[endif] -->
إدارة الذكاء الإداري .. قيادة - عقل – قلب - مقاييس ماليّة - رؤية استراتيجيّة
فالمدير لا يقضي كل وقته في القيادة أو في الإدارة. أحياناً يتحتم على المدير أن يغلق بابه ويمسك بسجلات الحسابات، ويقرر إلغاء بعض البنود وتقليص النفقات وهو هنا يمارس الإدارة. وفي أحيان أخرى يغادر المدير مكتبه ويتواصل مع مرؤوسيه ويستمع إلى مقترحاتهم ويحفزهم على العمل، وهنا يمارس القيادة.
فليس هناك من يستطيع أن يستغني عن الإدارة بالقيادة أو عن القيادة بالإدارة. ولا بد للمدير أن يجمع بين القيادة والإدارة. وهذه هي فكرة الذكاء الإداريّ.
الآن أصبحت مؤسساتنا تقاد أكثر مما تدار. فقد سادت المحاباة الشخصيّة، وأصبح المديرون يصدرون أكثر قراراتهم اعتماداً على قلوبهم لا عقولهم .
- على المدير أن يضفي على قدراته الإدارية مزيداً من القيادة الوجدانية. وعلى القائد أن يعادل قدراته القيادية بمزيد من الإدارة العقلانية.
ما هو الذكاء الإداري ؟ (Business Think)
الذكاء الإداري هو مجموع القدرات والمهارات الذهنية التي تكفل لصاحبها إدارة مشروع خاص أو عام وتحقيق الأهداف بأفضل طريقة ممكنة.
إذن ما هي المعضلة الإداريّة العصريّة؟
نحن نحيا في فترة عجيبة من فترات التاريخ البشريّ، فبعد أنْ وصلت القدرات البشريّة الابتكاريّة والتكنولوجيّة والاستثماريّة إلى مراحل غير مسبوقة، تراجعت القدرات الإداريّة بشكل غريب، وكان المفروض حدوث العكس.
*خلال الوقت الذي تحتاجه لقراءة هذا الموضوع يحدث ما يلي:
84 شركة تخرج من السوق - منها 6 شركات تعلن إفلاسها.
86 شركة جديدة تدخل السوق.
حيث يخرج من السوق على مستوى العالم مالا يقل عن 2000 شركة كل يوم. ويدخل السوق حوالي 2200 شركة جديدة كل يوم.
ويتأتى تكوين الذكاء الإداري بالعمل على تطوير واستخدام أربع وسائل محددة تعمل داخل أربعة مجالات مختلفة بحيث ينتج عن تناغمها وانسجامها تكامل الشخصيّة الإداريّة وارتقاؤها أعلى مستويات الذكاء الإداري. هذه الوسائل الأربع هي:
1 - رُؤْية : لا تكفي الممارسة أو الخبرة وحدها لاكتساب الذكاء الإداري. لا بدّ أن تقترن الممارسة بوجهة نظر واعية ورؤية شاملة .
2 - سلوك: يشمل مهارات إدارة الذات، والوقت والمعلومات التي تسمح للمدير بأن يرتقي إلى مستويات أعلى من الإنجاز ليصبح قدوة لمرؤوسيه.
3 - أسلوب اتصال: أو مهارات القيادة التي يهدف المدير من خلالها إلى التأثير في الآخرين وقيادتهم نحو الأهداف المرجوّة.
4 - تغذية مرتدّة: تتمثل في الإنصات إلى آراء الآخرين حول إنجازات المدير وجودة عمله . يوفر هذا العنصر للمدير الجرعة التي يحتاجها من النّقد الذاتي، والتي تعمل على تأكيد ألا تتحول الثقة بالنفس إلى غرور.