هنأ المشير عمر البشير رئيس الجمهورية الشعب السوداني بحلول عيد الفطر المبارك وأعرب عن أمله في أن تكون
المناسبة فاتحة خير للمسلمين في مشارق الارض ومغاربها ، ودعا في كلمة وجهها اليوم الي الامة السودانية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك ، الامة الاسلامية الي التضامن والتكاتف لمواجهة التحديات الماثلة والعمل علي تقوية الروابط الفكرية والروحية بين كل المسلمين في كافة انحاء العالم ، وفيما يلي تنشر سونا نص الكلمة :-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتنال الفضائل والبركات، والصلاة والسلام على صاحب المكرمات، والمبعوث الى العالمين بالرحمات..
المواطنون الاعزاء ...
السلام عليكم ورحمة الله...
يسعدني أن اخاطب اهلنا في السودان كافة، وقد هل علينا عيد الفطر المبارك، العيد الذي يطرب له الصغار، ويسعد به الكبار، ونحمد الله أن وفقنا الى صوم رمضان وقضاء ايامه ولياليه تعبدا ونسكا. ويجيء اليوم مسك ختام لشهر علت فيه الروحانيات وخاض الناس في ميدانه سباق الخيرات ونهل المسلمون فيه من المنابع الإيمانية ونالوا من فضائله الرائعة ما يتزودون به في حياتهم، صفاء للنفوس وتنقية للقلوب من ران وأثقال اللهاث اليومي وراء اليوميات ودوامة العراك المستمر مع متاعب ومصاعب ضغوطات الحياة. ورمضان شهر يضيء أمامنا ليبصرنا بمعاني الصبر وقوة التحمل ويعلمنا اليقين وقوة الإرادة ومغالبة المتاعب والمشقات. وفوق ذلك، هو شهر التضامن والتعاون وانتشار أعمال الخير والعطاء وسانحة تاريخية يتعلم خلالها الناس التدبير الرشيد والتكافل. ويجسد الشعب السوداني على الدوام عبر الافطارات الجماعية في الطرقات والساحات وعبر برامج التواصل والراعي والرعية، قيم التكافل والجود والعطاء..
المواطنون الكرماء..
أتانا العيد الذي يتجدد كل عام بالبشر والسرور ليمثل لنا مناسبة غالية ينبغي أن يسعى فيها الجميع الى التصافي من الكدر والتصافح مع الآخرين، ونزغ الأضغان ومناهضتها، وأن يحل التآلف مكان التشاكس والتسالم بدل الخصام والتماسك محل التنازع، وأن يسعى الجميع إلى الترفع عن الصراعات المقيتة التي انشبت مخالبها في أوصال هذا العصر الذي ينخر فيه " القاسية قلوبهم" لينهدم بناء التعايش والسلام بين البشر، يأمرون الناس بالسوء ويبذرون الشر ويحاربون اي مساع للخير والوئام.
العيد مناسبة عظيمة لتجديد الأواصر والتراحم بين الأهل والأقرباء، وتقوية الروابط الفكرية والروحية بين المسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها . وإنه ليحزنني أن يأتي عيد الفطر هذا العام واخوتنا شعب فلسطين في غزة يعانون من قساوة وفجور دولة الكيان الصهيوني ومن الظلم الفاحش والطغيان السافر والصمت الذي يثير الدهشة والاستغراب، عن قتل الأطفال والعجزة والمرضى في المستشفيات والمراسلين الصحفيين. وانه ليحزنني ايضا ما يحدث لإخوتنا المسلمين في الروهنجا في اقليم أراكان ببورما. إن الاهتمام بما يجري في البلدان الإسلامية من أحداث ومآس من صميم عقيدتنا وأساس مبادئنا التي أوصانا بها رسولنا الكريم المصطفى المختار..
العيد أيها المواطنون الاعزاء .. تذكير بحق الضعفاء والمساكين والعاجزين، أن تشملهم الفرحة بزكاة الفطر التي استنها رسولنا الكريم ومضى عليها العلماء والفقهاء يعلنون عنها ختام رمضان كل عام ..
العيد مناسبة نسعى فيها بين الجيران ونعينهم على حوائجهم، نكمل نقصانهم، نفرج كروبهم، نُسعد البؤساء منهم، ومن أحب الأعمال إلى الله تعالى إدخال السرور على قلب المسلم ، وفق وصايا المصطفى عليه الصلاة والسلام، خاصة إن كان يتيما أو منكوبا أو محزونا أو مديونا .
في العيد تتقارب القلوب على الود وتتآلف، تتحالف على الخير ولا تتنافر، تلتقي في شعور مشترك يشمل كل صائم وقائم أنجز رمضانه، وينتظر الجائزة التي تتناقلها ملائكة الرحمن التي تتلقى هذا الصباح، صباح العيد، الناس في الطرقات .
المواطنون الكرماء ....
لقد أطلقنا دعوه صادقة للحوار الوطني بين أبناء الوطن كافة قطعنا فيها أشواطا مقدرة عقدنا لها خلال شهر رمضان جلسات عديدة، راوح فيها المتحاورون مع الأجواء الرمضانية، وبذلوا الجهد الفكري والعصف الذهني، للوصول إلى خلاصة اتفاق يجمع السودانيين أحزابا وتنظيمات سياسية ومجتمعية نحو وئام وطني شامل وجامع .
ندعو الله العلي القدير أن يُفضي بجهودنا التي نروم بها السلام والاستقرار والتنمية والإعمار لبلدنا، أن تكون في ميزان اجتهادنا لصالح وفائدة هذا السودان الوطن الغالي والذي ندعو جميع أبنائه أن يتعهدوه بالعمل والإنتاج فهما الأمل المرتجى وغاية المبتغى.
وتحية لمن يحرسون الثغور ويدافعون عن أرض وحمى الوطن، من القوات المسلحة وقوات الأمن المنتشرة في ربوع السودان، صحاريه وجباله ووديانه، وللشرطة الحارسة والمتيقظة والكاشفة لأي جريمة، والحامية لأمان واطمئنان المواطنين .
ودعاؤنا إلى الله تعالى أن يبارك لكم جميعا أهل السودان ويتقبل أعمالكم وينعم عليكم ويوفقكم إلى حفظ منجزات الشهر الفضيل لبلوغ رمضان العام المقبل .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .... وعيد مبارك وسعيد ... وكل عام وأنتم بخير وعافية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ساحة النقاش