كسلا : استمرار جهود ازالة الالغام

 نتيجة للصراعات التي توالت منذ العام 1941م وحتي توقيع اتفاق سلام الشرق جعلت من شرق السودان مسرحا للالغام الارضية ومخلفات الحرب غير المتفجرة .. وتعتبر ولايات الشرق الثلاث من الولايات الاكثر تضررا حيث تقدر مساحة الولايات الثلاثة(كسلا،البحر الاحمر، القضارف) بــ323 الف و965 كيلو متر مربع المتاثر منها 70 الف و800 كيلو متر مربع حسب المسح الاولي والتاثيري الذي تم بالولايات.. ويقدر سكان الولايات الثلاثة بــ 3 ملايين و500 الف نسمة المستهدفين منهم بالتوعية بمخاطرالالغام مليوني نسمة بنسبة 14/57 % ويقدر عدد الضحايا بالالغام بالولايات الثلاثة بـ750 والمستهدفين منهم بالتاهيل ودمجهم في المجتمع يقدر بــ500 معاق.

تعتبر الالغام الارضية والذخائر غير المنفجرة والمشاكل التي تسببها للمجتمعات المتضررة كارثية على المدى البعيد... وقد أصبحت الالغام وخاصةً بعد تطويرها قبل حلول القرن العشرين سلاحاً تختاره القوات العسكرية والمجموعات المسلحة وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية حيث تم إستخدامها بكثرة في الحروب والنزاعات المسلحة الدولية والداخلية.

    والالغام يمكن تعريفها :بانها الانشطة التي تهدف الى تقليل الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الناجمة عن الالغام والقذائف غير المنفجرة ، ولا تشمل الاعمال المتعلقة بالالغام على التطهير فقط ، بل تشمل ايضاً الناس والمجتمعات وكيفية تضررهم من جراء التلوث بالالغام الارضية والمخلفات الحربية . والهدف هو الحد من مخاطر الالغام الارضية الى المستوى الذي يمكن للناس من العيش بأمان وحيث يمكن للنمو الاقتصادي والاجتماعي والصحي ان يحدث دون قيود من جراء التلوث بالالغام الارضية وحيث يمكن الاستجابة لإحتياجات الضحايا. مازالت عمليات ازالة الالغام تتواصل بالولايات الشرقية وفي ولاية كسلا بصفة خاصة والتي اكتسبت اهمية كبري في خارطة العمل الانساني خاصة مجال نزع ومكافحة الالغام بعدد من مناطق الولاية خاصة محلياتها الطرفية التي كانت مسرحا للقتال بين القوات الحكومية والحركة الشعبية والمعارضة من جهة اخري مما خلفت وراءها العديد من المهددات والمخاطر من مخلفات الحروب التي شكلت بدورها هاجسا للانسان بمناطق النزاع وعائقا اساسيا لعمليات التنمية التي تتطلبها تلك المناطق ،حتي جاء سلام الشرق الذي تم التوقيع عليه في اكتوبر من العام 2006م وانهي ذلك الصراع واوقف نزيف الحرب واتاح المجال لكافة الجهات الوطنية والاجنبية لان تتدخل وتبذل جهودها في ازالة مخلفات الدمار ومهددات حيات الانسان والمنطقة باسرها..

      وولاية كسلا رغم الجهود الكبيرة المبذولة الا انه مازال ينتظرها الكثير حتي يتم تحقيق اعلان الولاية خالية من الالغام بحلول العام 2014م .. والولاية مازالت تعاني من اثار حوادث الالغام ومازال المواطنون يتعرضون للحوادث بسبب الالغام المزروعة عشوائيا والحقول التي لم تتم نظافتها بعد ويعود ذلك لاسبب قلة الاتيام العاملة وقلة الدعم المقدم لعمليات الازالة في شرق السودان وولاية كسلا تحديدا .. الا انه وبالرغم من ذلك فان الوضع بالولاية مطمئن وان غالبية الحقول المزروعة بالالغام قريبة من المناطق الحدودية بين السودان واريتريا واثيوبيا وهذا يعني ان معظم المناطق المناطق القريبة من القري واقامة المواطنين قد تمت نظافتها..

     زيارة وفد المركز القومي لمكافحة الالغام لولاية كسلا برئاسة مدير المركز ومدير المشروعات برفقة مدير مكتب الامم المتحدة لخدمات الالغام ومدير قسم العمليات جاءت حسب توجيه  وزير الدفاع رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الالغام بغرض الوقوف علي سير العمل بكسلا والتفاكر مع حكومة الولاية حول سير عمليات المكافحة.

      وحسب الخطة الموضوعة من قبل اللجنة العليا والمركز سيتم الاعلان ليس عن  ولاية كسلا وحدها خالية من الالغام بحلول العام 2014م بل شرق السودان عامة شريطة اذا تضافرت الجهود علي مستوي المركز وتوفر التمويل اللازم لذلك.. ومع هذا فان خطة المركز للعام 2013م بولاية كسلا وبالرغم من انجاز خطة العام 2012م علي اكمل وجه سيواجهها بعض القصور نسبة لخروج بعد الفرق من الخطة بعد قرار ايقاف نشاط مكتب الامم المتحدة لمكافحة الالغام بكسلا وهذا ماسيجعل الاعتماد علي فرق الوحدات الوطنية والتي تم تاسيسها في العام 2010م بغرض تنفيذ مهام ازالة الالغام بالمناطق المتاثرة بشرق السودان.. وهذا ما يتطلب ان تجد فرق الوحدات الوطنية الدعم المادي المناسب الذي يمكنها من زيادة فرقها وتوفير فرق للاستجابة السريعة لتقصي الحقائق حول المناطق اذا كانت مزروعة بالاغام عشوائيا ام بصورة منتظمة الي جانب الحوجة لاتيام مسح فنية تعمل علي تقليل المساحات المرفوعة..الاجتماع الذي جمع وفد المركز مع المكتب الفرعي بكسلا كشف عن طبيعة الوضع بالولاية وحجم العمل المنفذ والانجازات التي تمت في عمليات الازالة ونظافة حقول الالغام خلال الفترات الماضية الي جانب اولويات العمل التي غالبا ماتعطي للمناطق التي تشكل خطرا فضلا عن التحديات التاي تواجه العمل والتي تتمثل في ان غالبية الحقول تحوي علي الغام مزدوجة وهذا يؤثر بدوره علي الكاسحة الي جانب كثافة الاشجار الشوكية والحشائش وقلة المعلومات عن الحقول وعدم الدقة ..

   زيارة الوفد الميدانية لاحد الحقول التي تجري فيها عمليات النظافة بمنطقة عد اقلوب بمحلية ريفي كسلا 18 كيلو من مدينة كسلا وقف خلالها علي سير العمل في نظافة المنطقة وجهود الوحدات الوطنية لازالة الالغام التي انشئت في العام 2010م يغرض تنفيذ مهام ازالة الالغام بالمناطق المتاثرة بشرق السودان والتي اسفرت عن وجود 20 لغما مضادا للدروع منذ بداية العمل مطلع سبتمبر الماضي في مساحة 800 الف متر مربع

 

 

 

المصدر: اعلام كسلا
mohajir2003

شبكة خبر السودانية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 46 مشاهدة
نشرت فى 6 يناير 2013 بواسطة mohajir2003

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

13,798