authentication required

يمضي شهر المحرم بما يحفل به من ذكريات يأتي في مقدمتها ذكري الهجرة النبوية الشريفة والتي تعتبر بحق بداية التأريخ للإسلام والمسلمين ونقطة الانطلاق لقيام الدولة الاسلامية بقيادة فارسها النبيل محمد بن عبد الله الذي اصطفاه الله عز وجل ليكون رسولا نبيا للامة والانسانية وهاديا لها ومبشرا بعالم يسوده العدل والحق والاخاء والسلام‏..‏

ونحن في رحاب هذه الذكريات‏..‏ مطلوب منا دائما ان نأخذ منها الدروس التي تنير لنا طريقنا في الحاضر والمستقبل ونضع اقدامنا علي موقعنا في العصر الذي نعيش فيه ونتعرف ونتبين ومكاننا ومكانتنا في هذا العالم الممتليء بالشرور والاحقاد والانانية والصراعات المادية والاستهانة بحقوق الانسان وكرامته والتحكم في مصائر الشعوب والهيمنة علي مقدراتها‏.‏ وإذا كان عامنا الهجري الجديد قد اطل علينا الان في هذا الجو المشحون بالغيوم والتوترات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والارهاب الاسرائيلي وتدمير غزة وقتل الشباب والاطفال والنساء والخلافات العربية التي تفعل فعلها في شق الصف العربي وبعثرة الهدف العربي الواحد وتغليب المصالح الشخصية علي المصلحة العربية المشتركة كما رأيناه في سلوك بعض الاخوة المحسوبين علي العروبة الذين حاولوا النيل من مصر وقدرها ودورها ورعايتها لقضايا امتها ومحاولة طمس او تغييب ما قامت به من جهاد وما ضحت وقدمت من شهداء في سبيل قضية العرب الاولي فلسطين والتي يدرك الجميع حتي المكابرون ان مصر خاضت كل حروبها من اجل هذه القضية وعودة شعبها ليقيم علي ارضها دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية

ولكن المزايدين الذين يلعبون بالنار ولا يريدون للقضية ان تصل الي محطتها الاخيرة يثيرون الخلافات والمعارك هنا وهناك ويعطون العدو الغاشم الفرصة والمبرر لمحرقة تأكل الاخضر واليابس‏..‏ ولان الله لطيف بهذه الامة امة محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ فإنه جعل من ارض الكنانة مصر الحضن الدفئ الذي يسامح ويغفر ويعفو ويتجاوز عن الاساءة وظهر ذلك واضحا في خطاب الزعيم المصري الرئيس محمد حسني مبارك في قمة الكويت الاقتصادية وكان خطابه التاريخي درسا في فن العمل السياسي القائم علي الاخلاق والادراك لخطورة المرحلة والمواقف وقراءة واعية للواقع والمشهد التاريخي القديم والحديث علي السواء ودعوته الصادقة للم الشمل العربي وفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية تقوم علي الاتفاق والاخاء والتضامن والتكافل والتوحد ونبذ الخلافات والترذم والوقوف صفا واحدا في مواجهة كل التحديات‏..‏

اقول‏..‏ اذا كان عامنا الهجري الجديد قد أطل علينا في هذه الظروف الحرجة والاحوال التي لا تسر‏..‏ فإن عامنا الجديد يكاد يخاطبنا ويقول لنا‏:‏ لا خوف عليكم اليوم وغدا وبعد الغد اذا عدتم للصواب وعرفتم طريق الحق والواجب وعدتم لماضيكم لتعرفوا منه أنه حفل بالصراع مع قوي الشر ولم يلبث هذا الشر ان اندحر واكتسحه الخير والعدل والاخاء الانساني‏..‏ واستطاعت الدولة الاسلامية في فترة وجيزة ان تستوعب القوي العظمي وقتها ـ الفرس والروم ـ وتفرض ارادة الحق السلام وتخلص العالم من الهيمنة الشريرة والغطرسة التي تهدر كرامة الانسان ايا كانت عقيدته اوكان جنسه ولونه والمسلمون اليوم بضخامة اعدادهم وبمواقعهم الجغرافية الفريدة والعرب في القلب منهم وماضيهم المشرق بالبطولات وحاضرهم الذي ينبيء بمستقبل مزدهر اذا تعاونوا وتضامنوا وكانوا علي قلب رجل واحد واقاموا سوقهم الاقتصادية المشتركة‏

‏ وايضا بما في ايديهم من مواريث الهية تهدي الي الحق والي صراط مستقيم‏..‏ يستطيع المسلمون بهذه العناصر وغيرها من مفردات القوة التي يملكونها محاطين برعاية الله وفضله وخاصة اذا ساروا علي منهجه‏..‏ ان يحققوا غاياتهم وان يبرزوا في العالم ككيان قوي وفاعل ومؤثر في بالاحداث‏..‏

ان الاسلام يطالب أبناءه في شتي بقاع العالم ان يكونوا كما ارادهم الله وان يجاهدوا في انفسهم معاني الضعف والشتات والفرقة‏..‏ وقد بات ذلك امرا مطلوبا الان وليس غدا اذا اراد العالم العربي والاسلامي ان يعيش قويا عزيزا كريما في هذا العالم الذي لا يعترف الاب الأقوياء‏.‏

  • Currently 165/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
55 تصويتات / 323 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2009 بواسطة moghazy

مغازى عبدالعال محمد الطوخى

moghazy
*رئيس اتحاد طلاب المعاهد العليا (وزارة التعليم العالي) الاسبق *رئيس اتحاد طلاب المعهد العالي للتعاون الزراعي الاسبق *أمين اللجنة الاجتماعية والرحلات بالمعهد العالي للتعاون الزراعي الاسبق *عضو جمعية الهلال الأحمر المصري *عضو جمعية بيوت الشباب المصرية *عضو جمعية الكشافة البحرية المصرية *صحفي بجريدة أخبار كفر الشيخ *عضو نقابة المهن الزراعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

683,068