أعرب الرئيس حسني مبارك عن تطلعه لمواصلة المساندة الدولية لجهود مصر لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان سحب إسرائيل قواتها خارج قطاع غزة. والتوصل إلي استعادة التهدئة.
قال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام أعمال القمة الدولية حول غزة بشرم الشيخ: "أرحب بكم في شرم الشيخ وأعرب لكم عن تقديري لما أجريناه من مشاورات حول وقف إطلاق النار في غزة.. ان المشاورات لم تنقطع فيما بيننا منذ اندلاع الأزمة.. واستدعي إلي الذاكرة الآن انني والرئيس ساركوزي عقدنا هنا في شرم الشيخ جولتين للمشاورات في أقل من 24 ساعة.. وانني أغتنم هذه الفرصة كي أعرب عن مشاعر التقدير لدوره وجهوده واتصالاته دعما لتحرك مصر ومبادرتها لاحتواء الموقف".
وأضاف الرئيس مبارك: "اننا نشهد اليوم بوادر الخروج من هذه الأزمة.. وانني اتوجه بمشاعر تقدير مماثلة لكم ولكل من ساند جهود مصر وتحركها كي نصل إلي هذه اللحظة ولكي نضع نهاية للوضع المأساوي الراهن".
وأعرب الرئيس مبارك عن تطلعه لمواصلة هذه المساندة في جهودنا لتثبيت وقف إطلاق النار وجهودنا في المرحلة التي تليها لضمان سحب إسرائيل قواتها خارج القطاع والتوصل إلي استعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار.
وفي ختام كلمته دعا الرئيس مبارك الرئيس ساركوزي إلي إلقاء كلمة له في المؤتمر الصحفي.
كلمة ساركوزي
قال الرئيس الفرنسي: "سيدي الرئيس انه بفضلكم فهي ثالث رحلة لي إلي هنا في شرم الشيخ خلال 15 يوماً".
وأضاف: "ان كل من جاءوا إلي هنا يريدون السلام الفوري والدائم منذ البداية.. لقد كنا علي قناعة بأن مصر يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في عملية السلام. وهذا قد قاده السيد الرئيس حسني مبارك".
وأردف قائلاً: "منذ 15 يوماً لم نصل إلي هذه النتيجة.. إن الأسلحة يجب أن تتوقف عن الاطلاق.. وانه يجب وقف اطلاق النار.. نحن نري ان ذلك ما هو إلا بداية ويجب أن نسارع في خطواتنا وأن نسرع من أجل التوصل إلي اقامة دولتين.. دولة فلسطينية تعيش جنباً إلي جنب مع دولة إسرائيلية لها الحق أيضاً أن تنعم بالأمن. ويجب الآن أن ندعم وقف إطلاق النار ونثبته.. وأيضاً عقد قمة فيما يتعلق بالإغاثة الإنسانية التي ستستضيفها مصر خلال عدة أيام. حيث يتم إعادة فتح المعابر".
قال الرئيس الفرنسي "انه حتي تصل الاغاثة الإنسانية إلي من يحتاجونها. يجب وضع حد لتهريب الأسلحة. ونحن من بين الدول التي اقترحت ذلك. نحن نعتقد أيضاً انه يجب أن نستفيد إلي حد كبير من هذه الأزمة حتي نضع علي المائدة مرة أخري فكرة مؤتمر كبير يسمح بإقامة سلام دائم".
وأضاف ساركوزي: "إننا سنتوجه أيضاً إلي إسرائيل الآن حتي نقول لها اننا نؤيد حقها في أن تنعم بالأمن. ولكن أيضاً يجب عليها أن تدرك انه إذا توقف اطلاق الصواريخ. فيجب أن تنسحب إسرائيل من غزة. مؤكداً انه لا يوجد حل آخر للسلام سوي ذلك".
وحذر ساركوزي من أن الوقت يمضي. وانه يتعين اقتناص الفرصة.
ووصف ساركوزي موقف الرئيس مبارك بأنه كان شجاعا. وكانت لديه رؤية. مشيرا إلي انه مع وجود رئيس السلطة التشريعية محمود عباس لأنه رجل يدعو إلي السلام. مثمناً موقف الجامعة العربية واعتبر ان لها دورا كبيرا.
شكر رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون للرئيس حسني مبارك قيادته الشجاعة خلال الأيام القليلة الماضية. وقال: إن من واجب أوروبا أن تبني علي ما أرساه الرئيس مبارك. وأن تأخذ خطوات شجاعة نحو وجود تسوية سلمية سريعة".
وطالب براون بسرعة توصيل المساعدات الإنسانية إلي المتضررين في قطاع غزة. كما طالب بالعمل لدعم وقف إطلاق النار. وقال: "هذه الكارثة يجب ان يعقبها خطوة رئيسية وجادة للوصول إلي تسوية سلمية. علي أساس المبادرة العربية للسلام".
الطريق الصحيح
أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن شكرها للرئيس مبارك. وقالت "جئنا نحن وزملاؤنا الأوروبيون والولايات المتحدة لنؤكد أننا نسعي لايجاد الطريق الصحيح لتحقيق السلام".
وأضافت أنه "بعد الإعلان الأحادي لوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل. فقد اعلنت حماس ايضا وقف إطلاق النار". داعية إلي ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية مبدية استعداد بلادها لذلك.
وطالبت بأن يدوم وقف إطلاق النار. وقطع الطريق علي عمليات تهريب الأسلحة. مشيرة إلي انه من الضروري الوصول إلي استمرار جهود السلام نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
واعتبرت ميركل ان إقامة دولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن من التعايش مشيرة إلي أن الاتحاد الأوروبي وألمانيا سيسهمان بدورهما في هذا الصدد.
أبدي الرئيس التركي عبدالله جول حزنه الشديد للمآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة طوال أيام العدوان. وقال "لقد تألمنا جميعاً لكل هذه المآسي التي حدثت في الأيام الأخيرة. وتابعنا بحزن عميق ما حدث لإخواننا في غزة".
وأكد جول أن الوفاق الفلسطيني مشكلة تتطلب حلولاً عاجلة وجهوداً من جانب الفصائل الفلسطينية والرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة.
وأعرب الرئيس التركي عن أمله في أن تكون الإدارة الأمريكية الجديدة مهتمة بعملية السلام. قائلاً "أنا واثق من انها "الإدارة الأمريكية" ستبذل ما في وسعها لاستكمال جميع الوسائل التي تقود إلي حل السلام الدائم".
وأضاف انه إذا تعايشت دولتا إسرائيل وفلسطين بسلام فسيعم الأمن والاستقرار المنطقة. مؤكداً أن هذا الموضوع غير قابل للتأجيل.
أعرب رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريجز ثاباتيرو عن حزنه العميق لما عاشته غزة خلال ال 22 يوماً الماضية. مبدياً شكره لجهود المنظمات الدولية والأمم المتحدة والصليب الأحمر في غزة.
الخطوة التالية
وأكد سعادته بوقف إطلاق النار. وقال انه يأمل أن يكون دائماً. وأن تكون الخطوة التالية هي إرسال المساعدات لكل الجرحي. وأن يؤدي وقف إطلاق النار إلي إعادة بناء قطاع غزة بمساعدة البلاد الأوروبية.
أشاد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني بالمبادرة التي قدمها الرئيس مبارك مشيراً إلي أن الرئيس مبارك قدم مبادرة حاسمة ومحورية للخروج من هذه الأزمة التي وصفها بالبشعة. مؤكداً أن بلاده ملتزمة مع الآخرين في كافة الأنشطة التي يمكنها أن تؤدي إلي تحسن الوضع الحالي.
وأوضح أن وزير الخارجية الإيطالي سيزور غزة علي رأس قافلة جهود المساعدات. وقال "لدينا أيضاً مبادرات لعلاج العديد من الأطفال في المستشفيات التي يديرها أطباء إيطاليون". داعياً المجتمع الدولي للاضطلاع بدوره لحل هذه المشكلة.
كما طالب بيرلسكوني الإدارة الأمريكية الجديدة بأن تبذل جهداً حثيثاً للتوصل إلي حل ملموس. مشدداً علي أن بلاده ستكون مستعدة مع الآخرين للقيام بواجبها في هذا الصدد.
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن". في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الصحفي. ما حدث في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بأنه "كارثة إنسانية ووطنية". مؤكداً ان ما عرضته وسائل الإعلام خلال أيام العدوان أقل بكثير مما حدث في القطاع.
وأعرب عن أمله في استمرار وقف اطلاق النار. وأن يعقبه التوصل إلي تهدئة. وأن تبدأ المساعدات الإنسانية فوراً في الوصول إلي الشعب الفلسطيني.
وقال الرئيس الفلسطيني: "ثم تأتي لاحقاً الأمور الخاصة بعقد مؤتمر لإعادة البناء. ومؤتمر وطني للوحدة الفلسطينية".
دور رائد
أعرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن تقديره للدور المصري الرائد في تحقيق وقف اطلاق النار في غزة وجهودها لوقف استمرار الأزمة والكارثة الإنسانية هناك.
وتمني أن تقوم الدول الغربية خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في الأيام القليلة القادمة بدورها لدفع مفاوضات السلام مرة أخري. قائلاً: "انه مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون الفرصة طيبة للجميع لنعيد هذه المفاوضات مرة أخري علي مسارها وأن نجد حلاً للصراع الإسرائيلي الفلسطيني فوراً".
وأكد العاهل الأردني انه من المهم الحفاظ علي "المبادرة الإسلامية العربية" وفي مقابل ذلك فإن 57 دولة ستعترف بإسرائيل. وهي ثلث الدول في الأمم المتحدة معرباً عن اعتقاده ان هذا سيؤدي إلي حدوث تقدم في عملية السلام.
تقدير للرئيس مبارك
أعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن شكره للرئيس مبارك وتقديره للدور الذي قام به لتحقيق وقف إطلاق النار. مثنيا علي الجهود التي قام بها الرؤساء والقادة المجتمعون في شرم الشيخ.
وقال إن إعلان إسرائيل الوقف الأحادي لإطلاق النار في غزة يجب أن يتحول إلي وقف مستمر ودائم مع الدعم الكامل لجميع الأطراف المعنية. مؤكدا أن علي حماس أيضا أن توقف اطلاق الصواريخ. وأنه يتعين علي إسرائيل أن تتحكم في ردود أفعالها وتحافظ علي استمرار وقف اطلاق النار.
وأضاف أنه باعتباره أمينا عاما للأمم المتحدة فإنه سيقوم بإرسال فريق في وقت لاحق من هذا الأسبوع يضم الدول المانحة ووكالة الغوث لتقييم الاحتياجات الخاصة بالفلسطينيين من قبل الأمم المتحدة. وسيتلقي تقريرا من الوفد حول احتياجات الشعب الفلسطيني. منوها إلي التقرير سيتضمن الاصلاحات المطلوبة لإعادة إعمار غزة.
وتابع قائلا "اننا بحاجة عاجلة إلي استئناف المحادثات الخاصة بعملية السلام حتي لايتكرر ما حدث في غزة عام 2006 وما يحدث الآن". مشيراً إلي أن ما يحدث نتيجة لفشل الإرادة السياسية علي مستوي الشعوب والقيادة أيضا.
وأكد مون ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي خاصة الدول العربية بدوره في دعم عملية السلام بصورة كاملة. والعودة إلي مسارها الصحيح. مشددا علي ضرورة وحدة الصف الفلسطيني. وحث الفلسطينيين علي المصالحة الوطنية وحل جميع المشاكل العالقة.
وقال إن هناك اشارات إلي انقسام عربي. داعيا القادة العرب إلي التوحد وحل الخلافات فيما بينهم. موضحا أنه من خلال الوحدة العربية والفلسطينية سيتم التوصل إلي الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وفي سياق تعليقه علي كلمة السكرتير العام للأمم المتحدة والتي طالب فيها العرب والفلسطينيين بالتوحد. قال الرئيس مبارك "إن يطالب العرب بالتوحد فهذا مطلب. وأن يطالب الفلسطينيون بالتوحد فهذا مطلب رئيسي آخر. وإلا فلن يكون هناك سلام في المنطقة".
أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي عن تقديره لدعوة الرئيس مبارك الجامعة العربية الي اجتماع شرم الشيخ إلي جانب الأمم المتحدة. مشيراً إلي أنه استمع إلي تطورات هامة متعلقة بموضوع غزة.
وأوضح في سياق المؤتمر الصحفي أن هناك جلسة خاصة تعقد اليوم في قمة الكويت لمناقشة الوضع في غزة برمته من كافة الجوانب الانسانية والأمنية والسياسية.
وأضاف أن غزة فضلا عن حاجتها الماسة إلي النواحي الإنسانية والالتزامات بإعادة الاعمار. فهي ايضا في حاجة ليس فقط لانسحاب وتثبيت الانسحاب ووقف اطلاق النار وتثبيت وقف اطلاق النار. وانما ايضا الي الانسحاب وفتح المعابر وانهاء الحصار.
واعتبر أن النقاط التي أثيرت حول التهريب سببها عملية "الخنق" الذي تعرضت له غزة. متسائلا "ماذا يفعلون إلا أن يحاولوا الحصول علي أي شيء يحصلون عليه عن كل طريق يمكنهم التوصل اليه".
وأكد موسي أن موضوع التهريب ووقف التهريب يجب أن يرتبط بفتح المعابر ووقف الحصار. معربا عن أمله أن يشهد عام 2009 عملية سلام جادة.
عبر ميريك تويلانيك رئيس الوزراء التشيكي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي. عن تقديره لجهود الرئيس مبارك. وخطوة وقف اطلاق النار التي اعتبرها خطوة في غاية الأهمية نحو اعادة استئناف عملية السلام.
وأبدي استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة في عملية السلام.
في ختام المؤتمر الصحفي أقام الرئيس حسني مبارك مأدبة غداء تكريماً للقادة والشخصيات الدولية الذين شاركوا في اجتماع شرم الشيخ التشاوري الدولي حول الأوضاع في قطاع غزة.
حضر المأدبة أعضاء الوفد الرسمي المصري الذين شاركوا في الاجتماع وهم الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والمشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.
حضر المؤتمر كل القادة والشخصيات المشاركة في الاجتماع. حيث جلسوا جميعاً علي المنصة.
حرص المئات من الصحفيين ورجال الإعلام علي تغطية فعاليات اجتماع شرم الشيخ سواء من رجال الصحافة والإعلام الذين حضروا لمصر خصيصاً مع وفود بلادهم المشاركة في الاجتماع أو أولئك المقيمين في مصر وبعض الدول المجاورة.
كما حضر المؤتمر الصحفي بعض السفراء المعتمدين لدي مصر ومنهم السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي.
استغرق المؤتمر الصحفي العالمي نحو 40 دقيقة واقتصر علي كلمات القادة دون اسئلة من جانب الصحفيين