نجحت قمة شرم الشيخ في حشد التأييد الدولي لانقاذ غزة. وكانت القمة الطارئة الأوروبية والعربية التي دعا إليها الرئيس حسني مبارك قد انطلقت بمدينة شرم الشيخ في اطار جهود مصر السياسية والدبلوماسية المكثفة والتي ترمي في هذه المرحلة الحرجة الي تثبيت وقف إطلاق النار في غزة. ومتابعة الجهود الهادفة الي تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الي خارج أراضي القطاع. وفتح المعابر. ورفع الحصار. وتهيئة الأجواء الملائمة لتحقيق التهدئة. ووحدة الصف الفلسطيني. علاوة علي حشد التأييد الدولي لاعادة اعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية علي غزة.
حضر القمة الرئيس الفرنسي ساركوزي. والرئيس التركي عبدالله جول. والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وجلالة الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن. ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني. ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون. ورئيس الوزراء الأسباني خوسيه ثاباتيرو. والرئيس الفلسطيني أبو مازن. وبان كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة. وعمرو موسي أمين عام الجامعة العربية.
تركزت المناقشات حول المبادرة العربية الرامية الي وقف إطلاق النار فوراً. وفتح المعابر. ورفع الحصار. وتلبية المطالب الملحة لمداواة الوضع في غزة حالياً. في ضوء إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي وقف إطلاق النار تجاوبا مع مطالب الرئيس مبارك بانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والوقف الفوري لإطلاق النار.
قال الرئيس حسني مبارك في افتتاح قمة شرم الشيخ حول غزة "الأصدقاء الأعزاء أرحب بكم جميعاً. وأعبر عن تقديري لجهودكم الداعمة لاتصالات مصر ومبادرتها لاحتواء الأزمة في غزة. إننا نشهد منذ الأمس بوادر انفراج هذه الأزمة ولاتزال أمامنا مسائل هامة تحتاج لمواصلة جهودنا. أمامنا التحرك لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار وتثبيته. وانسحاب قوات إسرائيل من غزة. أمامنا العمل علي استعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار".
أضاف الرئيس حسني مبارك أنه "في هذا السياق. فإن مصر في سعيها للخروج من الأزمة الراهنة تعمل جاهدة علي تأمين حدودها وترحب بما يمكن أن تقدمه الدول الصديقة من معدات وتقنيات حديثة علي نحو ما عرضته الولايات المتحدة وألمانيا. إلا أنها لن تقبل أبداً أي تواجد أجنبي لمراقبين علي أراضيها. أمامنا الجهد الدولي المطلوب لتعبئة الموارد اللازمة لإعمار غزة خلال المؤتمر العالمي الذي ستدعو اليه مصر وتستضيفه".
تابع الرئيس مبارك "إنني أتطلع لمساندتكم لتحرك مصر ازاء كل هذه المسائل الهامة ولدعمكم لجهودنا لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين السلطة الوطنية والفصائل في غزة. بما لذلك من أهمية بالغة لتحقيق الاستقرار واعادة الاعمار في هذا القطاع. وفضلاً عن كل ذلك. فإن أمامنا هدفاً رئيسياً وجوهرياً وهو دفع عملية السلام الي الأمام علي نحو عاجل وجاد".
دور بارز
أضاف الرئيس مبارك "أعرب لكم عن تقديري وامتناني وأتطلع لآرائكم ومقترحاتكم.. وأعطي الكلمة الآن الي صديقي العزيز الرئيس ساركوزي مع تقديري وامتناني لدوره البارز واتصالاته الهامة دعما لجهود مصر ومبادرتها.. وشكراً".
في تصريحات صحفية للسفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو قال إن هذا الاجتماع للقمة الطارئة في شرم الشيخ والتلبية الفورية لكل الزعماء الذين حضروا من أجل غزة قد جاء نتيجة لدعوة الرئيس مبارك. وكانت هذه القمة ضرورية خاصة بعد أن نجحت مصر في وقف إطلاق النار. بعد معركة كبيرة فرضت علي الشعب الفلسطيني. وتريد حلا سريعاً من أجل استكمال حل المشكلة وترتيبات المستقبل الي جانب الإعمار. وستعمل نتائج هذه القمة علي خلق قوة دفع لاستمرار العمل بالمبادرة المصرية. كآلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن. وطالب حماس بالتجاوب مع مصر والتعاون مع المبادرة المصرية.
أضاف أن وقف إطلاق النار جاء استجابة للمبادرة المصرية. وأن العالم كله يراقب الموقف في غزة. ونحن جميعاً كفلسطينيين ضحايا لهذا العدوان الهمجي ونتطلع الي وقف دائم لإطلاق النار. وانسحاب الجيش الإسرائيلي وفتح المعابر. ويكفي غزة أنها ظلت تعاني طويلاً وهي تعيش في سجن كبير لكن الآن العالم يرعاها ومصر تعمل بشكل جيد وسيبدأ العمل الفعلي بالمبادرة المصرية اعتبارا من الخميس القادم ونحن ننصح الجميع بضبط النفس لأن غزة في حاجة الي ذلك.. وليذهب الدعم بالكامل الي شعب غزة