بدأت إسرائيل الدفع بجنود الاحتياط الذين جري استدعاؤهم أخيرا إلي ساحة القتال في غزة تمهيدا لبدء المرحلة الثالثة من الهجوم التي تشمل التجمعات السكنية المكتظة‏,‏ وسط خلافات بين قادة إسرائيل حول بدء هذه المرحلة‏.‏

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عاموس جلعاد رئيس الهيئة الأمنية السياسية بوزارة الدفاع تأجيل زيارته التي كانت مقررة أمس للقاهرة‏,‏ موضحا أن هذا التأجيل لن يكون له تأثير علي سير مفاوضات التهدئة‏,‏ وأنه علي اتصال مستمر مع السلطات المصرية‏.‏

وأرجعت وسائل الإعلام الإسرائيلية تأجيل الزيارة إلي تصاعد الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول بدء المرحلة الثالثة من الهجوم‏,‏ حيث تؤيد وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وقف القتال والانسحاب الفوري مع معاودة شن الهجوم إذا واصلت حماس إطلاق الصواريخ‏,‏ وهو موقف وزير الدفاع إيهود باراك نفسه‏,‏ بينما يؤيد كل من رئيس الوزراء إيهود أولمرت‏,‏ وقائد الحملة علي غزة الجنرال يواف جالنت بدء المرحلة الثالثة‏.‏

وقد فسر المراقبون الدفع بجنود الاحتياط إلي غزة بأنه يعني أن إسرائيل ستمكث فترة طويلة في القطاع‏,‏ وميدانيا توغلت الدبابات الإسرائيلية أمس في محافظة خان يونس بجنوب القطاع وسط قصف مدفعي مكثف أدي إلي تدمير‏20‏ منزلا‏,‏ بينما واصلت الطائرات غاراتها علي مدينة غزة‏,‏ وقصفت منازل عدد كبير من قادة حماس‏,‏ وخاضت الدبابات المدعومة بالقصف الجوي والمدفعي والبحري‏,‏ معارك عنيفة في حي تل الهوي المكتظ بالسكان مع عناصر حماس‏.‏

وقالت مصادر الجيش الإسرائيلي‏:‏ إنه قصف مائتي نفق في منطقة رفح الحدودية تمثل ثلثي أنفاق التهريب في غزة‏,‏ وشن غارات علي نحو‏12‏ هدفا في قلب مدينة غزة ليلا‏.‏

وفي تطور مهم‏,‏ أعلن الجيش الإسرائيلي أن المدن والبلدات الإسرائيلية القريبة من غزة عاشت أمس الأول ليلة ثالثة دون التعرض للصواريخ الفلسطينية‏,‏ برغم أن الفلسطينيين أطلقوا نهارا‏19‏ صاروخا‏,‏ ليصل إجمالي الصواريخ التي أطلقوها منذ بداية العمليات إلي‏660