استعادت خدمات الإنترنت نسبة كبيرة من كفاءتها في مصر بعد توفير سعات اضافية تعوض الفجوة التي أحدثتها أزمة قطع الكوابل البحرية العالمية في مياه البحر المتوسط.
تقترب خدمات البريد الالكتروني من كفاءتها الطبيعية حيث يتبادل مستخدمو الإنترنت رسائلهم الالكترونية بصورة سلسة دون أي معوقات حتي مساء أمس.
أكدت "مصادر مطلعة" انه من السابق لأوانه تحديد سبب قطع الكابلات البحرية الست في مياه البحر المتوسط.. ورجحت التوصل إلي الأسباب بدقة خلال الفترة ما بين أسبوع إلي أسبوعين.
قالت المصادر إن مياه البحر المتوسط تزدحم بعشرات الكابلات العملاقة التي تربط بين أنحاء متفرقة في العالم منها 3 كوابل تربط مصر بأوروبا وأمريكا.. مشيرة إلي أنه في يناير الماضي تعرض كابلان فقط للانقطاع بينما زاد العدد هذه المرة إلي 6 كابلات مما أثر سلبياً علي معظم الدول التي تمر بمسار هذه الكوابل وعلي رأسها إيطالياً وفرنسا والهند التي زادت نسبة تأثرها علي 80%.
من جانبه قال المهندس عقيل بشير رئيس الشركة المصرية للاتصالات وعضو غرفة العمليات التي شكلها د. طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فور حدوث الأزمة صباح الجمعة الماضي ان كل الاحتمالات واردة مشيراً إلي أن السفن المتخصصة تقوم حالياً بإصلاح الأعطال هي التي ستحدد طبيعة ما حدث بشكل دقيق.
أضاف عقيل ان الحكومة الإيطالية استبعدت وجود عوامل طبيعية مثل الزلازل والبراكين والكوارث الطبيعية الأخري وراء الحادث حيث لم تشهد المنطقة التي وقع بها الحادث أية زلازل أو براكين في الفترة الأخيرة.
وحول البدائل المطروحة للكابلات البحرية أكد المهندس عقيل بشير انه لا استغناء اطلاقاً عن الكابلات البحرية مشيراً إلي أن العالم كله يعتمد علي هذه الكابلات في نقل البيانات.
أوضح ان الاستعانة بالأقمار الصناعية ليست بديلاً للكابلات البحرية حيث أن سعتها محدودة للغاية ولا تعمل بشكل جيد وخدماتها ليست بالمستوي المطلوب.
قال بشير إن العمل جار بكثافة
في إنشاء الكابل البحري الخاص بالمصرية للاتصالات والذي تنفذه بالتعاون مع "الكاتيل لوسنت" والذي يعتبر بديلا رئيسياً يمكن الاعتماد عليه بدلا من الكابلات العالمية.
أوضح بشير ان التحسن الذي شهدته خدمات الانترنت في الساعات الأخيرة يرجع إلي الاعتماد علي مسارات بديلة لكابلات "سيمواي" من خلال جنوب شرق آسيا عبر ماليزيا وسنغافورة وغيرها مؤكدا انا حصلنا علي هذه السعات الاضافية رغم التكالب الدولي علي طلب المزيد من السعات الدولية.
أكد مصدر مسئول بغرفة العمليات المشكلة برئاسة د. طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ان شبكة الانترنت في مصر قد شهدت تحسناً كبيراً حيث وصلت كفاءة الشبكة أكثر من 80% صباح أمس في أغلب مناطق الجمهورية.
قال المصدر إن غرفة عمليات الوزارة لم تتلق أي شكوي من المؤسسات المالية أو البنوك أو البورصة بشأن حدوث أعطال أو تأثيرات جسيمة علي آدائها في الاتصالات الدولية حتي الآن وان الأمور تسير بشكل طبيعي.
أشار المصدر إلي حدوث بعض التأثر الملموس في تقديم خدمات مراكز العملاء "كول سنترز" التي تقوم بتصدير خدماتها للخارج بنسب متفاوتة مؤكداً توجيه بعض الأحمال الخاصة بها إلي مسارات بديلة