جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
في كتابه الاتقان ذكر الامام السيوطي عشرة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم اشتهروا بتفسير القرآن الكريم مما سمعوه من النبي مباشرة أو بواسطة أو بما شاهدوه من أسباب النزول وبما تيسر لهم عن طريق الاجتهاد... وهؤلاء العشرة هم:
أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبوموسي الأشعري, وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهم جميعا. غير أن هناك صحابة آخرين تكلموا في تفسير القرآن منهم أنس بن مالك وأبوهريرة وعبدالله بن عمر وجابر بن عبدالله وعبدالله بن عمرو بن العاص والسيدة عائشة رضي الله عنهم, ولكن ما نقل عنهم في التفسير أقل بكثير عن العشرة السابقين الذين يتفاوتون بدورهم فيما بينهم قلة وكثرة.
ويعتبر الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أكثر الخلفاء الراشدين في الرواية عنه في التفسير, وذلك يعود إلي تفرغه عن مهام الخلافة فترة طويلة وتأخر وفاته إلي زمن كثرت فيه حاجة الناس إلي من يفسر لهم ما خفي من معاني القرآن, بالإضافة إلي سعة أفق الامام علي وعلمه الغزير وصحبته للنبي منذ طفولته ويكفيه فخرا قول النبي صلي الله عليه وسلم أنا مدينة العلم وعلي بابها.
كما كثرت الرواية في التفسير عن عبدالله بن عباس وعبدالله بن مسعود وأبي بن كعب, وقد توفرت فيهم وفي الامام علي صفات أهلتهم لذلك, مثل قوتهم في اللغة العربية وهي لغة القرآن وعدم تحرجهم من الاجتهاد حين لايسعفهم نص موضح أو مبين واختلاطهم بالنبي صلي الله عليه وسلم مخالطة مكنتهم من معرفة أسباب نزول الآيات وتفسير النبي صلي الله عليه وسلم للآيات والأحداث التي تمر بالدعوة في مسيرتها وانتشارها.
وتعتبر مدرسة النبي صلي الله عليه وسلم في التفسير ومدرسة الصحابة رضوان الله عليهم الذين تلقوا هذا العلم عن نبيهم الكريم.. زادا لمدارس التابعين ومن أتي بعدهم بإحسان إلي يوم الدين ممن نظروا في القرآن وتدبروا معانيه وفسروه تفسيرا يليق بجلاله وكماله..
