١٥+٩*٥٨=١٥٩.. معادلة خاصة جداً استطاعت أن تطبقها طوال ٧٨ عاماً، منذ أن كانت فتاة في العشرين وحتي أصبحت جدة علي مشارف الثمانين.. لم تتخل طوال هذه السنوات عن أي من أدوارها فكانت زوجة وتاجرة شاطرة وأماً حنوناً لأبنائها وأبناء زوجها، وجدة تولي أحفادها علي كثرتهم اهتماماً أكبر من الذي أولته لأبنائها.
في محل أقمشة صغير في منطقة الأزهر قضت فردوس عبدالرحمن عمارة أحلي سنوات عمرها، تعلمت تجارة الأقمشة ومارستها مع زوجها، وأثناء ذلك كونا إمبراطوريتهما الخاصة، فزوجها أب لتسعة أبناء، أضافت فردوس لهم ١٥ ابناً وابنة آخرين وعاش الاثنان يربيان في قبيلة الأربعة والعشرين ابناً وابنة.. في منتصف الرحلة فارق الزوج القطار ورحل عن الأسرة الضخمة تاركاً زوجته تؤدي مهامه نفسها، فتخرج لتجارتها البسيطة وترعي صغارها، وهي حريصة علي أن ينشأوا جميعاً أشقاء من أب واحد وأم واحدة، حتي إذا كانت البيانات الرسمية تقول عكس ذلك.
لم تكتف فردوس بتربية قبيلة الأبناء، بل حرصت علي تعليمهم فحصل كل منهم علي شهادة جامعية وضعته في وظيفة مرموقة، وخرج من بينهم أيضاً محام ومهندس و٥ أبطال رياضيين رفعوا اسم مصر في بطولات عالمية.
وطوال ٣ سنوات يتقدم ابناؤها باسمها في مسابقة الأم المثالية، وتحصل فردوس علي المركز الأول علي مستوي الحي ويتم تكريمها نظير ما قدمته لأبنائها.
تقول فردوس: «رأس مالي في الدنيا هما عيالي.. وباحس إني قوية لما بالاقيهم يد واحدة، والميراث اللي هاسيبه لهم بعد عمر طويل هو حنيتهم علي بعض.. صحيح أنا ماعملتش فلوس كتير لكن عملت عيلة كبيرة مستحيل تتفك».
ورغم كثرة عدد الأبناء والأحفاد فإنها لم تنس أياً منهم وتحفظ أسماءهم وأسماء أبنائهم، وترفض في الوقت نفسه مساعدتهم لها: «أنا لسه بصحتي وباشتغل في محلي ومش مستنية من حد مساعدة، «ربنا يخلي لي عيالي، صحيح أنا ست علي قدي لكني خدمت البلد دي أكتر من المتعلمين واللي معاهم شهادات، فكفاية إني خرجت شهادات وعملت أبطال رفعوا اسم مصر
