ارتفاع ضغط الدم هو حالة طبية يكون فيها ضغط الدم مرتفعاً بطريقة مزمنة.

ويتم تقسيم ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين: الأوّلي والثانوي. بالنسبة لارتفاع الضغط الأوّلي فإنه لا يكون هناك سبب طبي محدد لارتفاع ضغط دم المريض، أما في النوع الثانوي فإن ارتفاع ضغط الدم يكون له سبب طبي محدّد مثل الأورام أو أمراض الكلى. ويمثل ارتفاع ضغط الدم المزمن مشكلة صحية كبيرة للمريض، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل عديدة كالأزمات والنوبات القلبية أو الفشل الكلوي. حتى ارتفاع الضغط البسيط يمكنه أن يؤثر على الصحة العامة حين يكون مزمناً. وفي حالة ما إذا كان ارتفاع الضغط المزمن كبيراً، فإنه لا يتوقع أن يعيش الشخص لأكثر من بضع سنوات إذا كان لا يتلقى علاجاً.

أعراض المرض

عادة ما يأتي المرض دون أعراض، لكن بعض الناس يشعرون بصداع ودوخة مع إرهاق وزغللة في العين، وأحياناً نزيف من الأنف. وتتضمن الأعراض أيضاً احمرار الوجه وصعوبة في النوم.

ويمكن أن يزداد الضغط جداً لدرجة خطيرة تستدعي الذهاب لقسم الطوارئ في المستشفى، وذلك إذا وصل الضغط الانقباضي إلى 240 والانبساطي إلى 120.

الأسباب

في حوالي 90% من الحالات، لا يكون هناك سبب معين لارتفاع الضغط، لكن المرض يظهر تدريجياً على مدى عدة سنوات، وهذا هو النوع الأوّلي. في الـ 10% الباقية يظهر المرض فجأة ويكون الضغط أكثر ارتفاعاً من النوع الأوّلي، ويكون نتيجة لحدوث ورم في الغدة الكظرية أو أمراض الكلي والقلب. أو بسبب استخدام بعض الأدوية التي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم، كحبوب منع الحمل، وأدوية البرد، ومزيلات الاحتقان، وبعض العقارات المخدرة كالأمفيتامين والكوكايين.

وعوامل أخرى

تزداد احتمالية الإصابة بالضغط بوجود عدة عوامل أخرى، من أهمها:
• العمر: فكلما زاد العمر كلما زادت احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم. يميل الرجال إلى الإصابة بالمرض في منتصف العمر، بينما تميل النساء إلى الإصابة به بعد انقطاع الدورة الشهرية في ما يعرف بسن اليأس.

• العِرق: ينتشر المرض أكثر بين سود البشرة، كما أنهم يصابون به في سن مبكّرة أكثر من بيض البشرة، كما أن الإصابة بمضاعفات المرض كالأزمات القلبية تكون أكبر.

• التاريخ الوراثي للعائلة: تميل بعض العائلات للإصابة بالمرض أكثر من غيرها.

• الوزن الزائد: كلما زادت كتلة الجسم، كلما زادت حاجته لمزيد من الدم الحامل للأكسجين والغذاء، وكلما احتاج القلب إلى أن يزيد من قوة الانقباض ليصل بالدم إلى وجهته، وبالتالي تزيد قوة الدفع داخل الشرايين ويرتفع ضغط الدم.

• الكسل: الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطاً بدنياً يكون معدل النبض لديهم أسرع، كما يميلون للإصابة بالبدانة.

• التدخين: تؤدي المواد الموجودة في التبغ إلى تدمير البطانة الموجودة على جدران الشرايين، فتصبح أقل مرونة وأكثر ضيقاً.

• الملح: كلما زادت كمية الملح (أو الصوديوم بالتحديد) في الطعام، كلما زاد احتباس السوائل في الجسم، وبالتالي ارتفع الضغط.

• قلة البوتاسيوم: يقوم بالبوتاسيوم بمعادلة كمية الصوديوم في الخلايا، فإذا كانت كمية البوتاسيوم في الطعام قليلة، زادت كمية الصوديوم في الخلايا وبالتالي ارتفع الضغط.

• الكحول: تناول الكحوليات يؤدي على المدى الطويل إلى تلف القلب.

• الضغط العصبي: تؤدي العصبية والغضب إلى ارتفاع حاد في الضغط. المشكلة أن كثير من الناس ينفسون عن غضبهم بشرب السجائر أو الكحوليات مما يزيد من مشاكل الضغط أكثر.

هناك أيضا عوامل أخرى، كالإصابة بالسكر أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم أو أمراض الكلى أو اضطرابات النوم، وأحياناً يصاحب الحمل ارتفاع في ضغط الدم.

في إحدى الدراسات وُجد أن الأشخاص الذين يعملون لأكثر من 50 ساعة في الأسبوع (خاصة العمال والأشخاص الذين يعملون في وظائف كتابية) يصبحون عرضة للإصابة بالمرض أكثر من الأشخاص الذين يعملون أقل، وذلك بسبب تعرضهم للضغط العصبي مع قلة عدد ساعات النوم.

وبالرغم من أنه مرض يصيب البالغين في الأساس، إلا أن الأطفال يمكن أن يصابوا به أيضا. في معظم الأحيان يكون مرتبطاً بأمراض الكلى أو القلب، إلا أنه يكون أحياناً بسبب الطعام غير الصحي وعدم ممارسة نشاط بدني أو رياضة.

التشخيص

يتم التشخيص عن طريق قياس الضغط. بالطبع لا يمكن الاعتماد على قراءة واحدة للضغط لاعتبار الشخص مريضاً، بل يجب قياسه عدة مرات في أوقات مختلفة. وقد يطلب الطبيب عمل رسم قلب كهربي وتحليل دم وبول لمعرفة ما إذا كانت هناك أسباب عضوية أدت إلى ارتفاع الضغط.

المضاعفات

إذا كان ضغط الدم مرتفعاً وترك دون علاج لفترات طويلة، فإن هذا الضغط يؤدي مع الوقت إلى تلف الأعضاء الحيوية في الجسم، وكلما طالت الفترة التي ترك فيها الشخص نفسه دون علاج كان الضرر أكبر.

يؤدي المرض على المدى الطويل إلى:
• تلف الشرايين: حيث يؤدي إلى حدوث تصلب في الشرايين وإفقادها مرونتها، الأمر الذي يقوم إلى مضاعفات أخرى كالأزمات القلبية أو انسداد بعض الشرايين بما يصاحب ذلك من مشاكل صحية.

• هبوط في عضلة القلب: ليقوم القلب بضخ الدم في شرايين ذات ضغط مرتفع، فإنه يحتاج إلى قوة أكبر للضخ، وعلى مدى الوقت يزداد سمك عضلة القلب نظرا للمجهود الواقع عليها، وهذا يؤدي في النهاية إلى هبوط عضلة القلب Heart Failure.


• عندما يكون الضغط مرتفعاً جداً يمكن أن ينفجر شريان صغير في المخ فيحدث النزف المخّي، وهو أمر من أخطر ما يمكن.

• يمكن أيضا أن تضيق أو تنفجر الأوعية الدموية الصغيرة في العين، مما يهدد بفقد البصر.

عرفنا الآن ما هو ضغط الدم، وما هو ارتفاع ضغط الدم. بقي أن نتعرف على علاج هذا المرض.. ولكن في العدد القادم.

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 789 مشاهدة
نشرت فى 23 أغسطس 2008 بواسطة moghazy

مغازى عبدالعال محمد الطوخى

moghazy
*رئيس اتحاد طلاب المعاهد العليا (وزارة التعليم العالي) الاسبق *رئيس اتحاد طلاب المعهد العالي للتعاون الزراعي الاسبق *أمين اللجنة الاجتماعية والرحلات بالمعهد العالي للتعاون الزراعي الاسبق *عضو جمعية الهلال الأحمر المصري *عضو جمعية بيوت الشباب المصرية *عضو جمعية الكشافة البحرية المصرية *صحفي بجريدة أخبار كفر الشيخ *عضو نقابة المهن الزراعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

683,098