authentication required

الدراسة في الأزهر مع إجادة الإنجليزية تضمن لصاحبها فرصة عمل جيدة بأحد المراكز الإسلامية في أمريكا لعل الكثير من المسلمين في مصر وخارجها لايعلمون إلا القليل من المعلومات عن دول مسلمة كبيرة بحجم بنجلاديش ـ تلك الدولة الآسيوية التي يبلغ عدد سكانها حوالي‏160‏ مليون نسمة‏,96%‏ منهم مسلمون‏,‏ والتي استقلت عن الهند في عام‏1947‏ وحملت اسم باكستان الشرقية‏,‏ ثم استقلت عن باكستان في عام‏1971‏ واصبحت بنجلاديش‏,‏ والسبب في هذا يرجع ببساطة شديدة لتوجه وكالات الأنباء العالمية وباقي وسائل الميديا الغربية التي لا تركز إلا علي أنباء الكوارث الطبيعة والحوادث الكبري‏.‏

فأغلب التقارير التي تأتي من دكا لا تحمل إلا أخبار الفيضانات الجارفة والانهيارات الأرضية والأمطار الغزيرة وغرق عبارات الركاب وعلي متنها آلاف الركاب‏,‏ ولاشيء آخر غير ذلك‏..‏ ذلك هو المتاح دائما‏,‏ أما الجوانب الإنسانية‏,‏ والأوضاع الاجتماعية‏,‏ ومعدلات التنمية‏,‏ وشكل الحياة داخل هذا المجتمع الكبير فلاذكر له علي الإطلاق‏.‏

ولأن جامعة الأزهر الشريف مازالت هي الجامعة الأم لكل المسلمين في العالم‏,‏ فهي تحتضن أكثر من عشرة آلاف طالب وافد من كل دول العالم يدرسون فيها بمنح دراسية‏,‏ والقليل منهم من يدرس علي نفقته الخاصة فيما يتعلق بالإقامة والإعاشه‏,‏ وتوفر لهم أكثر من ثلاثة آلاف مكان للإعاشة الكاملة في مدينة البعوث الإسلامية‏.‏ وفي أروقة الأزهر تصافح عيناك وجوها مسلمة من جهات الأرض الأربع ومنهم من جاء من بنجلاديش مثل ميرزا عرفات بيغ الطالب بكلية أصول الدين‏.‏

سألته عن سبب اختياره للدراسة في الأزهر رغم إقامة أسرته بالكامل في نيويورك بالولايات المتحدة وتمتعهم بالجنسية الأمريكية‏,‏ فأكد أن الدراسة في جامعة الأزهر تؤهله للحصول علي عمل في المركز الإسلامي بنيويورك كإمام وخطيب وواعظ أو كمدرس للمسلمين المقيمين هناك‏.‏

وأضاف ان هناك مسلمين كثيرين يعيشون في أمريكا‏,‏ والأعداد تتزايد يوما بعد يوم مما يعني توافر مزيد من فرص العمل للحاصلين علي شهادة من الأزهر الشريف باعتبارها شهادة معتمدة‏,‏ وحاملها دائما ما يكون محل ثقة الآخرين‏,‏ وبالنسبة لمن يجيد التحدث باللغة الإنجليزية يكون الأجر مقبولا جدا يسمح لصاحبه بالعيش في مستوي مناسب‏,‏ مشيرا لوجود جمعية لخريجي الأزهر الشريف تضم في نيويورك وحدها ما بين‏15‏ الي‏20‏ عضوا رغم حداثة تأسيسها‏,‏ إذ لم يمض علي ذلك سوي‏4‏ سنوات فقط‏.‏

ويؤكد عرفات أنه يشعر بالاطمئنان والفخر لأنه يدرس في الأزهر‏,‏ فهو يقول‏:‏ إنها جامعة عريقة ومشهورة وعندما أقول لأي شخص أنني أدرس فيها فغالبا ما أحصل علي إشادة بذلك وبحسن اختياري‏.‏ من ناحية أخري يؤكد ميرزاعرفات بيغ أن الإقامة في القاهرة تروق له تماما‏,‏ فهي رخيصة في تكاليف المعيشة من إقامة ومأكل وملبس بالمقارنة بنيويورك‏,‏ كما أن المصريين متعاونون‏,‏ ويبدون حبا ظاهرا للأجانب‏,‏ ويسدون لهم النصح‏,‏ ويقدمون لهم المشورة وقت الحاجة ودون طلب‏,‏ إضافة إلي الأمان الذي يشعر به ويلمسه في الشارع‏,‏ فلا سرقة بالإكراه ولاهجوم مسلح ولا أشياء من هذا القبيل‏.‏

ويقول الطالب البنغالي‏:‏ الأزهر مكان مثالي للطلبة الوافدين لاسيما الفقراء لأنه يوفر لهم إقامة مجانية وإعاشة كاملة‏,‏ كما أن الدراسة به مجانية‏,‏ ويضيف‏:‏ هناك أيضا عدد كبير من الجمعيات الخيرية التي يمولها أثرياء عرب تقوم بمساعدة الطلبة الوافدين الذين ليس لهم مكان في مدينة البعوث الإسلامية‏.‏ ولدي عرفات انطباع جيد عن حالة الإسلام في مصر يعبر عنه بقوله‏:‏ في بلد مثل أمريكا متعددة الديانات وحتي في بنجلاديش المسلمة لا أحد يسدي النصيحة لغيره خاصة فيما يتعلق بالمسائل الدينية‏,‏ أما في مصر فالأمر مختلف‏.‏

ولأن المصريين مسلمون يتحدثون العربية‏,‏ فإن مالديهم من معرفة بالدين توهلهم لإسداء النصح والتعليم‏,‏ حتي إن عوام الناس منهم يعرفون بشكل جيد حقيقة دينهم ويفهمون القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة مباشرة دون حاجة لشرح ذلك مقارنة بغيرهم من المسلمين غير الناطقين بالعربية‏.‏ ويؤكد عرفات‏:‏ نتعلم الإسلام في مصر في كل مكان وليس في الأزهر وحده‏..‏ في الجامعة وفي الشارع وفي السوق وفي وسائل المواصلات‏,‏ فالكل يعرف قواعد الدين وأصوله‏,‏ والكل مستعد للنصح والإرشاد ويبادر بها‏,‏ إضافة إلي أن الأحاديث العادية بين المصريين بعضهم مع بعض تتضمن قيما دينية وأدعية تجعل المسلم دائما مع الله‏.‏

ويقول ميرزاعرفات بيغ إن عبارات مثل وحـد الله‏,‏ وخليها علي الله‏,‏ وصلي علي رسول الله إضافة للأدعية الشخصية ربنا يخليك‏,‏ الله يعزك‏,‏ الله يبارك فيك‏,‏ ربنا يزيدك من نعيمه‏..‏ وغيرها الكثير‏,‏ تسبغ علي حديث المصريين صبغة دينية لا تتوافر في أي مجتمع إسلامي آخر‏,‏ إضافة إلي أنها دائما ما تذكر الشخص بالله وترطب لسانه بذكره في كل المناسبات وحتي بغير قصد العبادة‏..‏ بل بحكم العادة في الكلام‏,‏ فالدين في مصر حياة وليس فقط عبادات داخل المساجد‏

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 687 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2008 بواسطة moghazy

مغازى عبدالعال محمد الطوخى

moghazy
*رئيس اتحاد طلاب المعاهد العليا (وزارة التعليم العالي) الاسبق *رئيس اتحاد طلاب المعهد العالي للتعاون الزراعي الاسبق *أمين اللجنة الاجتماعية والرحلات بالمعهد العالي للتعاون الزراعي الاسبق *عضو جمعية الهلال الأحمر المصري *عضو جمعية بيوت الشباب المصرية *عضو جمعية الكشافة البحرية المصرية *صحفي بجريدة أخبار كفر الشيخ *عضو نقابة المهن الزراعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

683,141