والإقامة والنوم وإقامة الأفراح في الهواء الطلق بسهولة في فصل الصيف على عكس فصل الشتاء الممطر البارد..

وتشير أرقام الجهاز المركزي المصري للتعبئة والإحصاء إلى أن عقود الزواج في الصيف الماضي 2007 بلغت ‏66‏ ألفاً و‏426‏ عقد زواج أي أن ما يزيد على ‏132‏ ألف رجل وامرأة دخلوا في قفص الزوجية.. وتختلف أفراح المصريين بين الفقراء والأغنياء، فجولة سريعة على الفنادق والأندية وقاعات الأفراح أو حتى الشوارع الجانبية في الأحياء الشعبية المصرية تشير بوضوح إلى أن الحجوزات كاملة العدد ولم تعد هناك أيام محددة للأفراح مثل الخميس والجمعة والأحد ولكن قاعات الأفراح أصبحت محجوزة مقدما طوال أيام الأسبوع وطوال شهور الصيف.

وغالبا ما تجري أفراح الطبقة الوسطى أو الفقراء في أندية صغيرة وقاعات أفراح جمعيات بسيطة ومعظمها يجري في الشوارع حيث يتم نصب "صوان" في منتصف الشارع وتؤدي فرق من الشباب أغاني مقلدة شعبية عبر سماعات دي جي قوية تخرق الآذان وتحرم سكان الشوارع المجاورة من الراحة لأن الفرح غالبا ما يمتد إلى ساعات الفجر وبعض هذه الأفراح يقام على أسطح المنازل أحيانا ويعيب أفراح الشوارع أنه ينضم لها بلا دعوات الكثير من الشباب العاطل وأرباب السوابق لأن الفرح يكون في عرض الطريق كما تمارس فيها أحيانا مظاهر سلبية كتدخين الشيشة وربما تعاطي ممنوعات أخرى مما قد يؤدي لتحول الفرح إلى معركة لأتفه الأسباب لينتهي الأمر إلى قضاء العروسين الزفة في قسم الشرطة أو المستشفى فضلا عن تحرير بعض الجيران محاضر في أقسام الشرطة بسبب الإزعاج الذي تسببه الضوضاء.

أما أفراح الأغنياء والكبار التي تقام غالبا في فنادق وقرى سياحية خمس نجوم أو في فيلات خاصة ومنتجعات سياحية فغالبا ما تكون تفاصيلها حديث الصحف طيلة عدة أسابيع مستعرضة ما بها من أطعمة بعضها مستورد وأنواع لا يسمع عنها الفقراء حتى إن هناك أرقاما بالملايين تنشر عن تكاليف هذه الأفراح، فالمعروف أن إقامة الأفراح في فندق أو قاعة أفراح كبيرة يتكلف عدة آلاف من الجنيهات المصرية قد تصل إلى 150 ألف جنيه وقد تزيد التكاليف وفقا للترتيبات المطلوبة حيث تصمم بعض الفنادق زفات فرعونية أو تاريخية يلبس خلالها العروسان ملابس تناسب نوع الزفة ويركبان عربات تتناسب أيضاً مع نوعية الزفة وهذه تتكلف عشرات الآلاف من الجنيهات.

وقد بدأت تنتشر في مصر موضة ما يسمى "أفراح إسلامية" وهي غالبا ما تنقسم لنوعين؛ أيضا للفقراء والأغنياء الأول يكون عبارة عن عقد الزواج في مقر مشيخة الأزهر أو دار الإفتاء أو قاعات المساجد الكبرى المعدة لذلك التي لا تتعدى تكلفتها ما بين 500 جنيه إلى 2000 جنيه يليها توزيع حلويات وإطلاق بعض الزغاريد على أن يقام الفرح الأصلي (الزفاف) بالكامل في قاعات أفراح إسلامية بفرق غنائية متخصصة.

والثاني يقتصر في أفراح الفقراء على عقد الزواج في المساجد أو قاعات الأندية التابعة لنقابات مهنية مع زفة إسلامية بسيطة من فرق إنشاد يقتصر ما تحمله من آلات على الدفوف وبعضها يفترش الشوارع أيضا ويقتصر على مكبرات صوت وتسجيلات لأناشيد دينية وأغاني أفراح إسلامية مع توزيع الحلوى على المدعوين الجالسين على مقاعد في الشارع.

د. نيرمين رجب أستاذة الاجتماع بجامعة عين شمس أكدت أن مصر تشهد مؤخرا انتشار الأفراح الإسلامية على نطاق واسع لم يعد يتركز في المساجد فحسب بل امتد إلى الفنادق الكبرى بحيث أصبح لهذا النوع من الأفراح طقوس أيضا على غرار أفراح الفنادق ولكنها مختلفة تتضمن دق الدفوف والغناء بالأناشيد الإسلامية وإلقاء أحد علماء الدين المدعوين خطبة دينية قبل عقد الزواج بل وأصبحت هناك فرق إسلامية معروفة تعلن عن نفسها لإحياء الأفراح مثل فرق: الفجر الإسلامية والنور واليشمك وغيرها المنتشرة في مدن القاهرة والإسكندرية والمنوفية والشرقية.

وأرجعت د."نيرمين" ازدياد الإقبال عليها بسبب انتشار التدين بين فئات الشعب المصري بشكل كبير من جهة ولرخص تكاليفها مقارنة بأفراح الفنادق من جهة أخرى وهو ما دفع العديد من أصحاب الفنادق الكبرى للترتيب لإقامة مثل هذه الحفلات وإعداد ترتيبات خاصة لها حيث يتم حجز قاعتين واحدة للنساء والثانية للرجال بحيث تستمتع العروس بحريتها بين زميلاتها ويبقى العريس مع الرجال لحين عقد الزواج ثم ينتقل إلى عروسه وتختلف الزفة الإسلامية التي تتضمن عادة أغنية هادئة معبرة لشباب الفرق الإسلامية الجديدة أو لمطربين ينشدون أغاني دينية.