النكاف هو مرض فيروسي يصيب الغدة النكفية، والغدة النكفية هي غدة توجد عند زاوية الفك الأسفل تحت الأذن، ويوجد منها واحدة في كل جانب، ووظيفتها إفراز اللعاب. حسنا، الغدة النكفية هي غدة لعابية أيضا لكنها الأكبر بين الغدد اللعابية المحيطة، والفيروس يصيب أيضا باقي الغدد اللعابية لكن المرض ظل يعرف بالنكاف لأنه كان يعتقد فيما مضى أنه يصيب الغدة النكفية فقط.

ويتسبب الفيروس في التهاب وانتفاخ مؤلم في الغدد اللعابية، مع حمى وارتفاع في درجة الحرارة. لا يمثل المرض خطورة على الأطفال المصابين به، لكنه يكون خطرا إذا أصاب شخصا بالغا. وينتقل المرض عن طريق الرذاذ الذي يخرج مع السعال والعطس، وعن طريق استخدام أدوات المريض الملوثة بلعابه، حيث يوجد الفيروس في لعاب المريض.

كان المرض معروفا ومنتشرا في الماضي كأحد أمراض الطفولة المعروفة قبل تطوير اللقاح الخاص به، ولايزال المرض منتشرا في العالم الثالث، أما في الغرب فقد كان من النادر أن يصاب به أحد، إلا أنه بدأ يظهر في موجات وبائية منذ 2004 في المملكة المتحدة، حيث أصيب به حوالي 70 ألف شخص خلال عامين. ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2005 لينتشر في عدة ولايات في عدة أوبئة مازالت مستمرة حتى الآن. كما ظهر وباء المرض أيضا في كندا عام 2007.

الأعراض

• انتفاخ والتهاب الغدد اللعابية. في حوالي 50% من المرضى يحدث هذا الأمر في جانب واحد فقط، وفي الـ 50% الأخرى في الجانبين.
• قلة إفراز اللعاب.
• ألم في الفك السفلي عند المضغ.
• حمى وارتفاع في درجة الحرارة.
• التهاب في الحلق.
• في حالات نادرة يحدث فقدان للصوت.

إذا كان المريض بالغا يمكن أن يحدث انتفاخ والتهاب في الخصية إذا كان ذكرا، وفي المبيض إذا كان أنثى، وقد يؤدي هذا الأمر إلى إصابة المريض بالعقم إذا حدث الالتهاب في الخصيتين أو المبيضين معا، أو بانخفاض الخصوبة إذا كان الالتهاب في خصية واحدة أو مبيض واحد فقط.

التشخيص

في العادة لا يحتاج المرض إلى اختبارات معملية لتشخيصه، إذ يكفي الكشف السريري في العادة، لكن إذا كان هناك شك في المرض فإن هناك اختبارات معملية تجرى على عينة من اللعاب أو الدم أو البول.

العلاج

لا يوجد علاج للمرض، وهو يختفي من تلقاء نفسه في خلال بضعة أيام.

ويعطى المريض بعض المسكنات للمساهمة في تخفيف الأعراض، ويمكن وضع أكياس الثلج على الغدة المنتفخة، والمضمضة بمحلول ملحي دافئ، ويُنصح المرض بشرب الكثير من السوائل. ويجب الابتعاد عن شرب عصائر الفاكهة أو أية مشروبات أو أطعمة حمضية، لأنها تحفز إفراز اللعاب مما يسبب الألم للمريض.

وهناك أبحاث حديثة تشير إلى فعالية مادة مستخرجة من أحد أنواع الطحالب في إيقاف نشاط الفيروس، إلا أن المادة غير متوفرة في صورة دواء بعد.

الوقاية

لحسن الحظ أن هناك لقاحا ضد النكاف، ويعطى لقاح النكاف ضمن اللقاح الثلاثي المعروف بـ MMR والذي يشمل أيضا لقاح الحصبة والحصبة الألماني. وهذا اللقاح يسمى خطأً بالمصل الثلاثي، وهو في الحقيقة لقاح وليس مصلا، حيث اللقاح هو الميكروب ضعيفا أو ميتا، بينما المصل هو الأجسام المضادة للميكروب.

وفي الولايات المتحدة يعرف بـ MMRV لأنهم يضيفون إليه لقاحا ضد الجدري المائي (الجديري). وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام لقاح النكاف في كل دول العالم ضمن برامج تطعيم الأطفال، ويعطى اللقاح في عمر 15 شهرا