وأحرقوا كل ما شاهدوه من أتوبيسات وسيارات وحطموا واجهات بعض البنوك وماكينات صرف النقود والآلية بعد أن فشلوا في الاستيلاء عليها. كما تسببوا في توقف حركة القطارات عندما رشقوا القطار رقم »994« القادم من المنصورة الي طنطا وتسببوا في تلف نوافذه وقد أسفرت أحداث الشغب الدامية عن اصابة 95 مواطناً منهم أطفال رضع وسيدات بالاختناق وجروح مختلفة واصابة 4 ضباط شرطة و50 من قوات الامن، كما تمكنت قوات الامن وأجهزة المباحث باشراف اللواء طه الزاهد مدير أمن الغربية واللواء مجدي الصياد نائب مدير الامن واللواء سامح رضوان مدير ادارة البحث الجنائي من اعادة الهدوء والقبض علي بعض مثيري الشغب ووصل عددهم الي 100 متهم.

وقد فرضت قوات الامن سيطرتها علي منطقة »الشون« و»العباسي« وشارع 23 يوليو وسكة طنطا والنعمان والسكة الجديدة. كما تم استدعاء قوات من أمن الدقهلية وكفر الشيخ والقاهرة لدعم القوات الموجودة وضمان عدم وقوع تجاوزات أو توابع أخري لاحداث الشغب.

وقد بدأت نيابات المحلة باشراف المستشار الاسمر نظير المحامي العام لنيابات شرق بمساعدة فريق مكون من 20 مديراً ووكيلاً للنيابة تحقيقاتها الموسعة مع المتهمين والاستماع الي أقوال شهود الاحداث ومعاينة التلفيات علي الطبيعة وحصر الخسائر وتقديرها. كشفت معاينة النيابة اتلاف عدد كبير من المحلات والمطاعم الشهيرة ومحطات البنزين وواجهات بعض البنوك وماكينات الصرف الآلي وقضبان السكة الحديد في نطاق البوابة الاولي وكان مثيرو الشغب قد قاموا بنزع بعض الفلنكات في محاولة لقطع خطوط السكة الحديد بين الوجهين القبلي والبحري ونجح فريق من السكة الحديد في اعادة تركيب الفلنكات وفتح الطريق حرصاً علي حركة سير القطارات وحتي لا تتعطل مصالح المواطنين خاصة العمال والطلبة كما كشفت معاينة النيابة عن تلف واحتراق بعض الابواب والنوافذ لمدرستي طه حسين وعبدالحي خليل وتلف بعض الحاسبات الآلية واختفاء عدد كبير منها!! واحتراق الاشجار الموجودة بالجزر الوسطي ومازالت المعاينات مستمرة.

وكان عمال غزل المحلة قد أدانوا أحداث الشغب لانها لا تحقق مصالحهم ولكنها ضد المصلحة العامة وتستهدف تخريب للمنشآت وقالوا ان مثيري الشغب مجرد صبية وليسوا من أبناء المحلة.

من جهة أخري واصلت قوات الامن تكثيف جهودها للقبض علي المشاركين والمخططين للاحداث من خلال اعترافات بعض المتهمين المقبوض عليهم.

طوارئ بالمستشفيات

وأعلنت مديرية الصحة بالغربية ومستشفيات جامعة طنطا والمنصورة حالة الطوارئ القصوي وتوفير الادوية وكميات الدم اللازمة لعلاج المصابين من مثيري الشغب والمواطنين الابرياء وقوات الامن الذين تم نقلهم فور اندلاع الاحداث وأكد الدكتور شريف حمودة وكيل وزارة الصحة ان معظم المصابين تم خروجهم من المستشفيات بعد اجراء الاسعافات الاولية لهم ومازالت هناك بعض الحالات التي تقرر حجزها لتلقي العلاج واجراء الاشعات والفحوصات اللازمة.

وقد بلغ عدد المصابين 4 ضباط هم: المقدم حسين غنيم والرائد ياسر عبدالحميد والنقيبان محمد البرلسي وهيثم الشامي كما وصل عدد جنود قوات الامن المصابين الي 45 مصاباً منهم: جمعة محمد ابراهيم وأحمد ابراهيم ورامي صبحي ومجدي درويش ونصر الدين صديق وعبده عبدالخالق وحمادة يحيي عبده وعادل عيد ورجب رمضان محمد ومحمد شعبان علي وطارق عبدالهادي وسيد محمد عبدالخالق ورمضان سعد وسعيد عبدالنبي ورجب فهمي ومصطفي صبحي ورمضان سيد محمد ومحمد عبدالفتاح وعلاء عبدالسلام.

ومن المواطنين طفل رضيع لا يتجاوز عمره »شهرين« ويدعي رضا السيد أبو أحمد من منطقة العباسي ومحمد نبيل وابراهيم علي من طنطا ووليد الشحات (كفر الزيات) ورمضان محمد »23 سنة« ميت هاشم وفرحات عبدالقادر »23 سنة« البحيرة وعمر محمود »17 سنة« المحلة وباشا عبدالهادي البيومي »23 سنة« كفر الزيات.

ومن المصابين بطلقات نارية محمد مصطفي الشريف ومحمد السيد ربيع ورمضان صالح عوف ومحمد عباس وسامح عبدالمقصود ومحمد جمال محمد ورضا السيد متولي وهم في حالة خطرة وهشام عبدالمنعم وعبده النبراوي ومحمد السيد ومصطفي المليجي وفرج عبدالمنعم.

وكان أهالي مدينة المحلة قد فوجئوا عصر الاحد الدامي 16 ابريل بقيام عناصر من مثيري الشغب بدأ عددهم بحوالي 3 آلاف شاب ارتفع مع سخونة الاحداث واشتعالها الي ما يقرب من 10 آلاف شاب يقومون بقذف المنشآت والمحلات والمباني بالحجارة ويشعلون الحرائق في الاشجار ثم توجهوا الي منطقة الشون وقطعوا الطريق السريع ورشقوا قطار طنطا المنصورة بالطوب وأصابوا بعض ركابه وأشعلوا الحرائق في ثلاث دراجات بخارية »التوك توك« و8 سيارات و9 أتوبيسات عامة منها 3 تابعة لشركة غزل المحلة وسيارة اسعاف وهاجموا نقطة اسعاف العلو وعلي الفور قامت قوات الامن بمطاردة العناصر المشاغبة والتي تريد اشعال المدينة وطاردوهم علي طريقة عصابات الشوارع.

وأكد اللواء علي السلمي رئيس مركز ومدينة المحلة ان العناصر المشاغبة لا تمت لعمال المحلة بصلة وانهم انتهزوا فرصة خروج عمال الوردية الثانية لاحداث حالة من الهرج والتعاطف ولكن عمال المحلة كانوا علي مستوي المسئولية. وأضاف أن أحداث الشغب كانت تجري بطريقة عشوائية واستهدف تحقيق أقصي خسائر في المال العام والمنشآت الحيوية ولكن قوات الامن كانت علي مستوي المسئولية وأضاف ان العمل يتم بصورة طبيعية في مركز المحلة والوحدات المحلية.

وقال محمد قاسم وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية: ان المرتزقة حطموا واجهات مدرسة طه حسين الاعدادي وعبدالحي خليل الاعدادية وأتلفوا حجرات الحاسب الآلي وأشعلوا النيران في بعض الفصول والمكتبة. وأضاف أن الدراسة لم تتأثر بهذه الاحداث في معظم المدارس مشيراً الي أن الدراسة تعطلت أمس بعد خروج أكثر من 3500 تلميذ من الدراسة إجبارياً بفعل الاحداث وسوف يتم اليوم الاربعاء نقل تلاميذ المدرستين المتضررتين الي مدارس طلعت حرب والجمهورية والمحلة الثانوية لحين اعادة اصلاح المدرستين مما أصابهما من دمار شامل وتقدر الخسائر المبدئية بحوالي 2 مليون جنيه!!.

وأكد مصدر ببنك الاسكندرية قيام المرتزقة بتحطيم واجهات فرع السلام بالمحلة ولكن الامن تمكن من السيطرة علي الموقف والعمل يسير بشكل طبيعي داخل الفرع.

ومن جهته أكد المهندس الشافعي الدكروري محافظ الغربية علي ضرورة التصدي للعناصر الخارجة علي القانون وقال ان خسائر هذه الاحداث تتجاوز حديث الاموال لانها ستترك في نفوس المواطنين الابرياء صورا للظلام والقهر وأضاف ان السيطرة الامنية نجحت بسرعة في مواجهة مطاريد الشغب وأن المصابين في حالة جيدة خرج معظمهم من المستشفيات وأن النيابات وتحريات المباحث ستكشف ابعاد هذا المخطط الذي استهدف استقرار أكبر مدينة عمالية في الشرق الاوسط، وقال ان عمال المحلة أبرياء من هذه الاحداث ورفضوا المشاركة فيها بعد أن اكتشفوا انها للتخريب والتحطيم. وكان المحافظ قد تفقد صباح أمس التلفيات والدمار الذي اقترفه المرتزقة وتم حصرها وعلاج آثارها فوراً وحصر المنشآت الخاصة في محاولة لتعويض أصحابها.

وزير الصحة يزور ضحايا الحادث

وقد قام الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والسكان ظهر أمس بزيارة المصابين في أحداث الشغب من الضحايا الابرياء وجنود قوات الامن وتفقد الوزير عنابر المرضي وأصدر توجيهاته للدكتور شريف حمودة وكيل وزارة الصحة بتوفير الادوية اللازمة لاسعاف باقي المصابين وأكد الوزير ان أحداث الشغب تستهدف استقرار مصر ولابد من مواجهة هذه العناصر بكل قوة وقال ان المستشفيات العامة استعدت منذ اللحظة الاولي لاستقبال المرضي وكان معظمهم يعانون من الاختناق وخرج أكثر من 50 مصاباً بعد اجراء الاسعافات اللازمة لهم.