البلد علي فوهة بركان
الجوع كافر‮ ‬يا حكومة

نجوي طنطاوي

'الخبز المر'.. وصف لم يعد مقصورا علي الواقفين في طوابير الخبز، قد يعودون بعد ساعات بعشرة أرغفة، وقد لا يعودون بعد أن وصل عدد ضحايا وشهداء العيش إلي أكثر من عشرة بينهم امرأة مسنة.
مرارة الخبز أيضا أصابت الحكومة خاصة الوزراء المعنيين بالأزمة د. علي مصيلحي - وزير التضامن الاجتماعي - واللواء عبدالسلام المحجوب - وزير التنمية المحلية- والمحافظين، فمصيرهم أصبح مرهونا بحل أزمة العيش التي تفاقمت وأصبحت حديث الناس وخلال 48 ساعة فقط سجلت أقسام الشرطة بالقاهرة 50 مشاجرة أمام المخابز.
هذه الأزمة أصبحت الخبر الرئيسي في الصحف المحلية، أما وسائل الإعلام الأجنبية فقد وضعت أزمة العيش في مصر في مقدمة متابعاتها.

وفي لقائه بالوزراء بدا الرئيس مبارك غاضبا وغير راضي عن أداء الحكومة، واتهمها بالتقصير.
وطلب تقريرا أسبوعيا عن ظاهرة طوابير العيش في المحافظات.. ولأن الأزمة بدت أكبر من قدرات الوزارات المعنية فقد كلف الرئيس الجيش والشرطة بتوفير الخبز وزيادة ما تنتجه المخابز التي تتبعها.. فأضيفت إلي مهام الجهتين السياديتين مهمة أمن 'البطون'.
أزمة 'الخبز' أكدت مجددا أن حكومة نظيف مجرد سكرتارية تنتظر دائما التعليمات.. فبعد لقاء الرئيس اجتمع د. أحمد نظيف في القرية الذكية بكل من د. علي مصيلحي - وزير التضامن - واللواء عبدالسلام المحجوب - وزير التنمية المحلية - ود.عبدالعظيم وزير - محافظ القاهرة - شدٌد خلاله علي تنفيذ تكليفات الرئيس بإنهاء 'الطوابير'.
كما عقد د. نظيف اجتماعا بالمحافظين رفضوا خلاله فكرة د. علي مصيلحي بإنشاء شركة لتوزيع العيش والبوتاجاز نظرا للاختلاف بين المحافظات وصعوبة تعميم التجربة.
ومع تفاقم أزمة رغيف العيش زادت حدة الهجوم علي د. علي مصيلحي الذي يستحق وصف الوزير 'القشاش' فهو المسئول عن الحج والعيش والمعاشات والجمعيات وبطاقات التموين.. لكنه وزير منزوع 'الدسم' بعد ضم التأمينات للمالية.
الهجوم علي د. مصيلحي جاء من عدة جهات وكان أبرزها ما جاء علي لسان المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية خلال اجتماعه مع مسئولي التموين ورؤساء المدن عندما قال: إنه أرسل خطابا إلي د. مصيلحي في أول يناير بعد تزايد الطوابير طلب فيه تفويض المحافظين في متابعة إنتاج الخبز وتوزيعه.. ولم يرسل الوزير ردا.. ثم أرسل خطابا ثانيا يطلب استثناء المحافظة من فصل الإنتاج عن التوزيع بسبب ازدياد الطوابير وانتشار ظاهرة تهريب الدقيق.. ولم يرد الوزير أيضا.
الهجوم علي الوزير جاء أيضا من المواطنين، فقد خرجت مظاهرات من الفيوم أمام مديريات وزارة التضامن في عدة قري منها فيدمين وقصر رشوان وكفر محفوظ ودار السلام ومعصر حاوي.. احتجاجا علي إلغاء حصص الدقيق المدعوم من علي بطاقات التموين وصرف العيش علي البطاقة، وهذه هي المرة الأولي التي يخرج فيها أهالي الفيوم متظاهرين، فالفيوم من المحافظات التي يتسم أهلها بالصبر الشديد رغم أنها من أفقر محافظات مصر.
المظاهرات وصلت إلي مقر وزارة التضامن الاجتماعي بالعجوزة، حيث هتفت النساء: 'عايزين عيش'، 'واحد إتنين الوزير فين'
وأثناء افتتاح د. مصيلحي المشروع القومي لإضافة الحديد وحمض الفوليك إلي الدقيق المدعم في أحد المطاحن بأسوان خرجت الجماهير وهتفوا: 'عايزين دقيق.. عايزين عيش'

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 538 مشاهدة
نشرت فى 26 مارس 2008 بواسطة moghazy

مغازى عبدالعال محمد الطوخى

moghazy
*رئيس اتحاد طلاب المعاهد العليا (وزارة التعليم العالي) الاسبق *رئيس اتحاد طلاب المعهد العالي للتعاون الزراعي الاسبق *أمين اللجنة الاجتماعية والرحلات بالمعهد العالي للتعاون الزراعي الاسبق *عضو جمعية الهلال الأحمر المصري *عضو جمعية بيوت الشباب المصرية *عضو جمعية الكشافة البحرية المصرية *صحفي بجريدة أخبار كفر الشيخ *عضو نقابة المهن الزراعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

683,131