جريدة مــواطـن حـــــــر

كلمة حق هنقولها - ولا نخشى الا الله

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->

 

لقد أصبح الكلام اليوم مهنة امتهنها كثير من الناس واعتبروها وسيلة للاستمتاع فيما بينهم .. وعلى حساب الآخرين .. ومجاملةً لأصحابهم يوغلون في حديث لانفع له بل فيه كل الضرر لهم أولاً قبل أن يكون لغيرهم.

والناس في الكلام على أنواع : فمتكلم له فكرة لكنه لايمتلك فن الكلام ومتكلم يعرف فن الكلام ولكن لافكرة محددة له ، ومنهم من لايعرف فن الكلام ولا فكرة له ، والقلة القليلة من له فكرة محددة له ويمتلك لا يصالها فن الكلام والحوار فمن ذا الذي يمكنه ان يتحاور مع طرف آخر وينجح بإقناعه بوجهة نظره أو على الأقل يجعله ينصت له دون أن يؤدي به الحال إلى سوء الفهم والذي كثيراً مانعاني منه من خلال المحادثات والحوارات الساخنة ذات الشرارات الملتهبة والتي غالباً ماتكون ذات عواقب وخيمة .

 

والكلام ذوق وهو يعبر عن شخصية المتكلم فكل إناء بما فيه ينضح وإن من أهم الأسباب التي تجعل الطرف الآخر ينفر من المتكلم والتي علينا أن نتجنبها ، هي المقاطعة وعدم سماع آراء الآخرين .. وهذا يدل على قلة الذوق وكذلك على عدم إعطائهم الفرصة ليعبروا عن وجهة نظرهم .. وكلما عرضوا فكرة فإنه يبين لهم إن هذه الفكرة خطأ وأن لديه فكرة أفضل منها فيوجد بذلك إحساساً لدى الطرف الآخر بأنه لايفهم.

 

ومن قمة الذوقيات الأدب في مناجاة الله تبارك وتعالى … وهذا كثيراً ما عرضته لنا سور القرآن الكريم ..

ومن أداب الحوار كذلك حسن اختيار الألفاظ والعبارات عند الحديث مع الوالدين ..هذا وان كانا غير ملتزمين قال تعالى (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) ونلحظ الأداب الجم لسيدنا إبراهيم عليه السلام وهو يدعو أباه للإسلام وما كان ليبدأ في حديث له إلا أن يضع لفظة(ياأبت) هذه اللفظة التي تقع على مسامعنا لترسم لنا عطفاً كبيراً لحنان هذه الكلمة الرقيقة .

 

واليوم نجد الكثير من الناس من يسرف في الكلام فيما يعنيه و فيما لايعنيه وهو يتكلم بألفاظ منافية للآداب يقولها وهو لايعلم هذه الكلمة كم وزنت في ميزان سيئاته قال تعالى ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) .

 

فهذه من آفات اللسان التي هي من المهلكات التي تهلك صاحبها وهو لايلقي لما قال بالاً .. أو انه يستهين بالعقوبة التي توجبها هذه المعصية .. أو قد يسر في قوله كي لايسمعه أحد .. قال تعالى ( أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) .

ومنهم من يسرف في المزاح والذي يكون فيه كذب .. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا فيقول ( لاتكذب وان كنت مازحاً ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .

 

وان من كثرة الكلام كثرة اللغو والوقوع في الكثير من الذنوب والمعاصي والسخرية والاستهزاء بالآخرين .

فإن عبت قومــــــاً فيك مثلــــه

فكيف يصيب الناس من هو أعور

وان عبت قوماً بالذي ليس فيهم

فذلك عند الله والنـــــــاس أكبــــر

 

وإفشاء السر المؤتمن عليه … والغيبة ومما يلهون فيه ويجدون فيه متعتهم الزائفة وسعادتهم الوهمية هو نقل الكلام بين اثنين ويبدأ بمدح الأول في وجهه حتى يصل إلى الثاني ليذمه ويغتابه كما يحلو له وحسب مايهوى .. وهو يظن أن لا حساب ولاعتاب .. قال تعالى (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) .

 

ومن أجل التوصل إلى فن الكلام وذوقيات الكلام مع الناس يجب الالتزام بعدة امور منها ، لاتقاطع من تتحدث معه ، اسمع آراء الأخرين ، أعط فرصة ليعبروا عن وجهة نظرهم وأعط أهمية للمقابل بالإنصات لحديثه والتفاعل معه ، دع لسانك دائماً طاهراً لاينطق بالإساءة وان كنت مازحاً ، لاتؤذي شعور الآخرين أياً كان الفعل ، وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا أنكر فعلاً من إنسان لم يصرح باسمه ، بل كان يقول ( مابال أقوام يفعلون كذا وكذا ) وهذا من قمة الذوق … وان من الذوق أيضاً أن تنزل الناس منازلهم وذلك من السنة فقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عندما يكتب برسالة الى كسرى ملك الفرس الذي يسجد للنار يقول ( من محمد رسول الله الى كسرى عظيم الفرس ) ويبعث الى هرقل ملك الروم فيقول من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم ) وهم كفار .. ولكن الأخلاق لا تتجرأ .. نحن نعامل الناس بأخلاقنا وليس بأخلاقهم .

 

ومن الذوق الصمت ، فإن كان الكلام أحياناً خيراً فإن الصمت يكون في أحايين أخرى هو الأفضل .. يقول نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم ) : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم ) إن الله يحب الصمت في ثلاث : عند الزحف ، وعند تلاوة القرآن ، وعند تشييع الجنائز ) وأخيراً نذكر إن من قلة الذوق كذلك المبالغة في الذوق والمبالغة في الجدية .. فالاعتدال ثم الاعتدال .. حيث لاإفراط ولاتفريط .

نسأله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى مايحبه و يرضاه وأن يجنبنا ويبعدنا عن كل ما لايرضاه

بقلم / ثريا السعدي - جريدة البصائر

moatnhor

اللهم احفظ مصر وأهلها https://www.facebook.com/AlalamyAlhrAshrfAlmsry

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2013 بواسطة moatnhor

ابحث

عدد زيارات الموقع

15,994

مواطن حر

moatnhor
رئيس التحرير \ اشرف رمضان »