<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif";} </style> <![endif]-->
<!--
<!--<!--[if gte mso 10]>
<style>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"جدول عادي";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Calibri","sans-serif";}
</style>
<![endif]-->
<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif";} </style> <![endif]-->
بالإخوان والسلف ستصلح السياسة ما فشلت فيه المساجد
بقلم
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
01227435754
25 ديسمبر 2012
هل يُصَدًق عاقل أن إسرائيل وحماس والإخوان وأمريكا يتعانقون الآن بالأحضان، ويحتسون نخب الغرام والأمان، ويدوسون أحلام الحرية والكرامة لأم الدنيا وحارسة الزمان، ويثيرون الفتنة بين المسلمين قبل أن يثيرونها بين المسلمين والمسيحيين؟ حدث ولا حرج. نعم حَدَثَ وقد حَدَثَ. الأقباط المسلمون وأشقاؤهم الأقباط المسيحيون سيخرجون من هذه الفتنة وقد تجددت أخوتهم الوطنية، وتعمقت أحاسيس الحب ودفء الجيرة بينهم، وأغلقت إلى غير رجعة فجوات التربص المختلقة لديهم.
ثمانون سنة، والإخوان يدْعُون للإسلام (كما يَدًعون)، وكذلك السلفيون، منذ السبعينات، منذ "دفقة" البترول في دول الخليج، يسيطرون على المساجد والزوايا يدعون أيضا نفس الدعوة. سيطر الفصيلان على المؤسسة الدينية المصرية واغتصبوا وظيفتها. وكانت النتيجة فشلا ذريعا متمثلا في تدهور خلقي لم يسبق له مثيل على مر التاريخ المصري، تدهور خلقي يرافقه تدين شكلي فيما بين الزبيبة، والجلباب القصير، والشباشب الخليجية، وفشخ الأرجل في الصلاة، ودعك ثنايا أصابع الأرجل، وصبغ اللحى، والتسوك، والتريح بالزيوت الرخيصة، وأخيرا ظهرت الطامة الكبرى المسيئة للإسلام، والمُرَوجة لسوء الأخلاق، والمتمثلة في شيوخ القنوات الفضائية "الدينية" وهم يجهرون بالسوء وأقذع الشتائم وكبيرة التكفير. والمصيبة أن الشيخ الدكتور ياسر برهامي يشجعهم على ذلك ويفخر بأنهم يقومون بتلك المهمة "الجليلة" في الفيديو الأخير الذي يحتفل فيه بمرور الدستور، ويعترف دون أن يدري بتربيطات بين أعضاء الجمعية التأسيسية لتمرير هذا الدستور المشئوم.
آخر ما رأيت فيديو لشيخ اسمه "أبو إسلام" يسب فيه باسم يوسف مطلقا عليه "سافل" يوسف، حيث لم أصدق ما رأيت وسمعت من شيخ ذقنه نصف متر، ولا تبدو عليه المهابة والجلال مدعيا أن المسلم شتام ولعان حين يلزم الأمر مبررا ذلك بأن الله سبحانه وتعالي يشتم (ممثلا لذلك بـ كمثل الحمار يحمل أسفارا، و كـ الكلب إن تحمل عليه يلهث ناسيا أن هذه مجرد أمثال) ومدعيا كذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان شتاما أيضا حين يلزم الأمر، وكذلك عمر وأبو بكر رضي الله عنهما. ومن أمثال هذا الشيخ انتشر الكثيرون من أبطال الدعوة الإسلامية المعاصرة.... هل هذه هي الفطرة، هل هذا هو الإسلام؟ رحم الله الطهطاوي ومحمد عبده وشلتوت والغزالي والشعراوي وكان الله في عونك يا شيخنا الجليل أحمد الطيب أنت ومؤسستك الشامخة التي يحلم هؤلاء الجدد أيضا باغتصابها.
حكم الإخوان والسلف الآن، أَنظر إليه نظرة الحريق في الغابة، حيث أنه بالرغم مما يسببه من خسائر إلا أنه يجدد الغابة ويرجع لها الحياة والنضارة والشباب. هناك من يتمنى أن تشتد الريح والعواصف حتى يشتد هذا الحريق وتتحقق سرعة تجديد الغابة وإحيائها، ولكنني ممن يفضلون أن يخمد هذا الحريق ويتعلم الإخوان بسرعة الرشد السياسي ويتخلون عن إدارة الدولة بمنهج إدارة الجماعة الدينية الفاشية السرية العالمية المغلقة الإقصائية. ومع علمي بأن الأمر صعب بالنسبة لهم إلا أنه لا مناص من تحقيقه إذا أرادوا البقاء كفصيل سياسي غير ديني.
بالرغم من التحافهم لعباءة الدين، فقد فشل حكم الإخوان والسلف أن يعطي نموذجا يجسد فيه للشعب المصري أن:
1. المسلم لا يكفر أحدا، ويؤمن بحرية العقيدة.
2. المسلم لا يكذب أبدا إلا في حالتين ليس منهما الوصول لِسِدة الحكم، الأولى ملاطفة الزوج لزوجه، والثانية، إصلاح ذات البين.
3. المسلم لا يمكن أن يكون ميكيافليا، لا يبرر الخيانة والغدر والقتل والإرهاب واستهداف الرموز والتحالف مع الأعداء لمجرد الوصول لغاية دنيوية رخيصة، حتى وإن كانت سدة الحكم. يسلم الناس من لسانه ويده، ويأمنه الناس على أموالهم وأعراضهم.
4. المسلم سمح غير متعصب يبر بالمسالمين ممن هم على غير دينه.
5. المسلم عادل يعلي من قيمة التقوى يؤمن بمعيار الكفاءة دون النسب، يؤمن باختيار القيادات والرجل المناسب في المكان المناسب، وليس بكسر الميم في كلمتي المناسب.
6. المسلم أمين شفاف لا يقبل من المال إلا طيبا ولا يكون أداة لخدمة أحد إلا دينه ووطنه وشعبه وأهله.
7. المسلم متواضع رقيق القلب يسارع لنصرة المظلوم والضعيف والمقهور ولا يستغل هؤلاء لمصلحته، ولا يتحالف مع الشيطان على حساب هؤلاء الضعفاء.
8. المسلم يؤمن بأن الرجوع إلى الحق فضيلة، لا يكابر، ولا يغلق عقله.
9. المسلم يعين أخاه الظالم بإيقافه عن الظلم.
10. المسلم بسام بشوش طليق الوجه سمح الطلعة سهل الألفة لين الكلمة سليم القلب محب لخلق الله أجمعين، يجسد خلق الإسلام، الحياء وحسن الخلق.
ما رأيكم يا قادة الإخوان، وما رأيكم يا شيوخ السلف؟ "هو الكلام ده مش عشانكو برضو؟ مش كده ولا إيه؟"
ساحة النقاش