تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif";} </style> <![endif]-->

إخوان مرسي يهدرون الشرعية والشرع (2)

ثانيا: إهدار الشرع

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

01227435754

11 ديسمبر 2012

"من الآخر كده"، باستعمال لغة الشباب الحديثة، ماذا يمنع الدكتور مرسي، رئيس الجمهورية وسيادته يمتلك السلطتين التنفيذية والتشريعية، وربما أيضا حتى القضائية، أن يُصدر قانونا بمنع الخمور من جمهورية مصر العربية وتطبيق عقوبة شرب الخمر أو معاقرة الخمر على مرتكبها؟ قالها الأستاذ حمدين صباحي مع المناضل المحترم الأستاذ ابراهيم عيسى أمس في برنامج الأخير "هنا القاهرة". وأكد الأستاذ حمدين صباحي أنه سيدعم الدكتور مرسي في هذا القرار مبينا أنه لا يوجد مسلم يعترض على تطبيق الشرع تطبيقا صحيحا.

وأنا أضيف أيضا، وتأكيدا لكلام الأستاذ صباحي، وماذا يمنع الدكتور مرسي كذلك من إصدار القوانين الخاصة ببقية الحدود "القتل والحرابة، والسرقة، والزنا والقذف والاتهامات الباطلة بالزنا؟ وأيضا بشرط التطبيق الصحيح لهذه الحدود، يعني مثلا تحقيق الكفاية قبل قطع يد السارق وما إلى ذلك.

هل سيطبق الدكتور مرسي حد القذف على المشايخ الذين يكفرون الناس ويسبونهم بأقذع الألفاظ عنوة وجهرة على شاشات التلفاز وفي ميادين مصر على منصات مليونيات ما يسمى بــ "الإسلام السياسي"؟ هل سيطبق عقوبة الاتهام بالزنا على من يدعون من هؤلاء بأن الثوار يمارسون الزنا في خيمات الاعتصام بميدان التحرير؟

يا سيدي الرئيس، أنت وإخوانك:  لم يُبعث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا رحمة للعالمين، وليس ليقطع أيديهم أو يقص رقابهم أو يجلدهم. فإذا طَبقت الشريعة بحق لن يلجأ ذلك الذي ترحمه للسرقة أو القتل أو الحرابة. يعني المطلوب هو الرحمة الرحمة الرحمة بالعباد. أليست هذه مقاصد الشريعة السمحة؟ تحقيق مصالح الخلق جميعا في الدنيا والآخرة... هذا هو المقصد العام والأساسي للشريعة. هذه المصالح حددها الشرع  في الضروريات (أولا)، ثم الحاجيات (ثانيا)، ثم التحسينات (ثالثا). والترتيب يحقق مبدأ "المتطلبات" Prerequisites مثلما هو الحال في دراسة المقررات الدراسية الجامعية، ثم يحقق مبدأ الرفاهية في الإسلام والوصول إلى مرتبة التحسينات والتجمل في حياة الناس ومصالحهم.

إذا كان الغلاة الذين يزعجوننا اليوم بأنهم رسل الإسلام في أرض الكفر والزندقة يطالبوننا بتطبيق الشرع (المطبق بالفعل منذ 1400 سنة في مصر)، عندما "تزنقهم" في "كورنر" وتطالبهم بتحديد ما هو ناقص من الشرع يقولون تطبيق الحدود وإلغاء قانون الخلع (قانون الأحوال الشخصية).

عندما ننظر إلى الحدود فإننا ننظر إلى تفاصيل التفاصيل أو إلى الأوراق في قمة الشجرة، ونغفل عن الأصول والجذور التي إذا أصلحت صلحت السوق والأوراق والثمار.ولذلك فتطبيق الشرع الحنيف لابد وأن يبدأ بمرتبة الضروريات.

الضروريات الخمس (أو الكليات الخمس) هي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. المطلوب هو حفظ هذه الضروريات وتنميتها وحمايتها من الفساد والتحلل والانهيار والزوال. وهنا فلنرى كيف يُهدِر حكم الرئيس مرسي وإخوانه تحقيق هذه الضروريات مما يمثل إهداراً لمقاصد الشرع الحنيف. سأتناول الأمر من نقطتين فقط للتبسيط وتوضيح الغاية من المقال:

1.  يجب تطبيق الشرع الحنيف على من يسرقون مصر الآن كما سرقوها ونهبوها أيام النظام السابق. أنظر سيدي الرئيس إلى أمرين اثنين فقط: أولا: حديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم تالي الذكر، ثم انظر إلى ما يفعله حكامنا وسيادتك على قمتهم. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: " مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلا وَلَيْسَ لَهُ مَنْزِلٌ ، فَلْيَتَّخِذْ مَنْزِلاً ، أَوْ لَيْسَتْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ ، أَوْ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا ، أَوْ لَيْسَتْ لَهُ دَابَّةٌ ، فَلْيَتَّخِذْ دَابَّةً ، وَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ غَالٌّ أو سَارِقٌ". ما معنى ذلك في ظل ظروفنا الحالية؟ ببساطة شديدة هو تحديد الحد الأقصى للأجور حتى لا يَغُل الحكام أو الولاة أو يسرقوا، بالإضافة إلى تحديد الحد الأدنى للأجور حتى نحقق هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم والرحمة بعباده الولاة مع من وُلٌوا عليهم. ألا يرى الحكام أنفسهم وعلى رأسهم سيادة الرئيس وقد أفرطوا في المنزل والخدم والدواب ولنترك أمر الزواج هذا؟ ألا يخافون ولو من شبهة الغَلً والسرقة؟ رحمة الله عليك أيها الفاروق يا من رقعت ثوبك بنصيب ابنك ورضي عنكما الله سبحانه وتعالى.

2.  ماذا فعلتم سيدي الرئيس وإخوانك بالنسبة لضرورات حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال وتنميتها وحفظها من الانهيار والزوال. هناك سلطة تنفيذية وهناك حكومة وهناك سلطة تشريعية تمتلكها سيادتك الآن وهناك سلطة قضائية تدعي سيادتك وجودها بخير وعافية، فلماذا لا نرى تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية أيضا حتى نحافظ على ما بقي من هذه الضرورات وننميها؟ تقول، وأنا أتفق مع سيادتك، أن التنمية السياسية ضرورية أولا وخاصة بعد ثورة، فلماذا لا تقوم بها بالفعل؟ لماذا انتهت محاولاتكم في هذا المجال للفشل الذريع وتقسيم المجتمع إلى "مسلمين" و "زنادقة". لماذا لا تستطيع لم شمل القوى السياسية المخلصة وتشعرهم بجدوى الحوار معهم، وتشعرهم وشعبك بالثقة، برأس مال الثقة الذي إذا افتقده الحاكم وحكومته فقل على الدولة السلام. نحن المتخصصون في التنمية وعلمها سيادة الرئيس نقول لكم إن انجازكم وإخوانكم في تنمية ضروريات الحياة وتحقيق مصالح العباد كما يتطلبه الشرع الحنيف أكاد أقول عنه "راسب" بدرجة "رسوب لائحي"، يعني، وأنت تعلم ذلك كأستاذ جامعي، رسوب لا يخضع لقواعد "الرأفة".

المصدر: دكتور محمد نبيل جامع
  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 249 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

92,151