تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

آية الإخواني المعاصر ثلاث: نَفُورٌ، عَقُورٌ، مَأمُورٌ، ثم سلامتك يا أبو العز. بقلم أ.د. محمد نبيل جامع أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية 01227435754 24 نوفمبر 2012

محمود سعد، الإعلامي المجاهد، والهادئ الحاذق، طلب من مراسله المرابط أمام دار القضاء العالي مساء الثاني والعشرين من نوفمبر، يوم الفرمان الدكتاتوري الإخواني الشهير، أن يتحدث مع أحد الإخوة المحتشدين هناك ... تحية من محمود سعد للإخواني، ثم سؤال: أنت هنا بتعمل إيه؟ الإجابة: "نؤيد قرارات الرئيس"، ثم سؤال آخر: إنت حَضَرْت الساعة الخامسة، كما تقول، والقرارات صدرت السادسة والربع فكيف علمت بها قبل صدورها لتؤيدها؟ الإجابة: "هم قالولنا كده"، ثم سؤال: متى ستعود لبيتك؟ الإجابة: "لا أعلم، لمًا يقولولنا." هذا هو شعب الإخوان المأمور، عبد السمع والطاعة!!! هل يختلف هذا الفرد "الدهماء" عن الرئيس مرسي؟ أنا واثق تماما أن رجلا حاصلا على الدكتوراه، مهما كانت تنشئته على السمع والطاعة، لا يمكن أن يفتقد تماما لاستقلالية الفكر وصوابه وحياة الضمير. ولكن أن تُخضعه الجماعة الحديدية السرية المغلقة لارتكاب كل هذه الأخطاء، التي يتراجع عنها تارة والتي تمر تارة أخرى، لا يمكن إلا أن يكون مشابها لهذا المواطن البائس المحشود عند دار القضاء العالي والذي فقد إرادته وهو يظن أنه من حزب الله، ومن أهل الجنة، وقد يكون والعلم عند الله. قلت سابقا، أن المادة الأولى من الفرمان الدكتاتوري (إعادة التحقيقات)، والثالثة (تعيين النائب العام)، والرابعة (مد فترة جمعية الدستور شهرين) هي مواد ثمثل العسل المغشوش في السم الهاري. والسم الهاري هو المادة الثانية (نافذية وتحصين الإعلانات الدستورية منذ 30 يونيو)، والمادة الخامسة (عدم جواز حل مجلس الشورى أو الجمعية التأسيسية)، والمادة السادسة (اتخاذ الإجراءات والتدابير الواجبة لمواجهة أي تهديد للثورة أو حياة الأمة). مواد السم الهاري هذه، لا أدري كيف تجرأ الرئيس مرسي على إصدارها إلا لو لم يكن يتسم بالطاعة العمياء لقرارات جمعية الإخوان المسلمين (الشاطر أولا والمرشد ومجلس شوراه ثانيا، هذا في تقديري الشخصي)، ثم كيف لم يستجب الرئيس مرسي لنصائح من قابلهم من رموز مصر الحكماء بدءًا بالبرادعي ثم صباحي ثم عمرو موسى، ثم أبو الفتوح زميل كفاحه؟ ثم كيف لم يستجب الدكتور مرسي لدعاء المنطقية والعقلانية اللتين مكنتاه من الحصول على الدكتوراه؟ السمع والطاعة المغلفتان بعباءة دينية، وجماعة سلطوية طبقية، وثقافة سرية، يفوقان السمع والطاعة العسكريتين بمراحل عظمى. السمع والطاعة الإخوانيتان هما اللتان يجعلان من الإخواني المسكين مُكْتَسِبًا لخاصية "العقر"، لدرجة أن تصيب تلك الخاصية النساء الإخوانيات أيضا، بل الدكتورة (وأعود وأقول الدكتووووورة) عزة الجرف لتقول عن ثوار محمد محمود "الكلاب". وناهيك عما يقوله البلتاجي وإخوانه علنا وفي الإعلام، ثم ناهيك عن الشيوخ المتفقهين في "سماحة الإسلام" وما يقولونه عن خلق الله المؤمنين..... ثم لا أدري لماذا يحتكر المعلقون الإخوانيون على المقالات والرسائل الإعلامية السباب واللعن والبغبغة الغبية؟ ثم لا أدري وهذه هي الطامة الكبرى... كيف يتجرأ هذا الحشد العقور أن يضرب الأستاذ أبو العز الحريري والمهندس حمدي الفخراني بهذه الطريقة الوحشية في الإسكندرية؟ وأرجو القارئ الكريم أن يطلع على صور هذين الضحيتين على شبكة الإنترنت. يا عبيد الله، أنسيتم أن لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء؟ الحيااااااااااء؟ يـــــــــــــــارب، أُلطف بعبادك وعبيدك. إنها حقا عائلة عقورة. ثم أخيرا كيف نتعامل مع هذه الجماعة الإخوانية، وقد اكتسب أعضاؤها خاصية النفور من عباد الله غير الإخوانيين. حضرت فرحا لنجل أحد أصدقائي الإخوانيين المستنيرين، وكان الحفل إخوانيا 100% تقريبا فلم أصافح إلا صديقي الإخواني الحبيب. شعرت بأني ديك شركسي في عنبر دجاج عادي. ثم كيف ينفر الدكتور مرسي من شعبه الذي انتخبه ليلقي خطبه أمام عشيرته فقط سواء في ستاد القاهرة أو أمام الاتحادية دون اللجوء إلى ميدان التحرير مثلا أو ستوديو التليفزيون الحكومي. لماذا تنحصر الأخوة بين الجماعة فقط؟ مع أن الإخوان على الأقل يجب عليهم أن يمدوا مظلة الأخوة هذه إلى بقية أعضاء "الأمة" الإسلامية، ناهيك عن بقية الإخوة البشر الآخرين، أولاد آدم وحواء. سيدي الرئيس مرسي وإخواننا أمراء الجماعة الإخوانية: علمونا كيف نتواصل معكم، ما هي شروطكم؟ أنتم الآن تحكموننا، فهل ستحكموننا بالعدل أم بسياسة السمع والطاعة؟ هل سمعتم عن الحرية، وهل تشعرون بها؟ التمسوها في الثقافة الإسلامية. نحن نشعر بها، ولن نتنازل عنها لأنها طاعة الله سبحانه وتعالى. لا تنسى سيدي الرئيس أن المسئول الأول والأخير هو قبطان السفينة، أو ملاح الطائرة، أو الإمام العادل. أدعو الله أن يلهمك الفقه الصحيح لمفهوم الحرية حتى لا تحرمنا منها، فإن لم تستطع سيدي الرئيس، فالرجوع إلى الحق فضيلة، استقل وعد والتزم أحضان الجماعة، والعاقبة عندكم إن شاء الله.

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 178 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

91,727