تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

إلى البرادعي

مع رجاء نشر هذه الرسالة

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

0127435754

[email protected]

لا تقرأ هذا المقال إن لم تكن مؤيدا للبراد عي فقد تتحرر... والتحرير ضار جدا بالصحة

كتبت عنك الكثير، وكذلك تكلمت، ولكني الآن أريد أن أتحدث إليك، ويا ليتني كنت ممتلكا لفصاحة الدكتور أيمن الجندي وعذوبة ألفاظه، لأن شخصا مثلك لا يستحق إلا أن يخاطب بمثلهما.

أقول لك، لقد أنعم الله علينا بثورتنا الحبيبة بقدرته فقط، وربما كما أقول، استجابة لدعوة مظلوم في مقبرة من مقابر العشوائيات أو في زنزانة من زنزانات النظام الشيطاني البائد. ولكن إذا أخذنا بالأسباب وتفحصناها، فسنجد بلا شك أنه بجانب الظروف التاريخية القهرية لنظم الحكم السابقة، وغباء النظام البائد في إدارة الاحتجاجات الشبابية في ميدان التحرير، فلا ينكر أحد أن الدكتور البر ادعي، رغما من أنه تسلم من مبارك قلادة النيل، هو أول من قال له "ارحل"، ولا ينكر أحد بمن فيهم عتاولة السياسة والثقافة أن هذا الإنسان المتواضع هو المفجر الحقيقي لثورة الخامس والعشرين من يناير المستنيرة.

سيكتب لك التاريخ هذه الشهادة بحروف من نور، فهنيئا لك، وأرى في ذلك الكثير والوفير في ميزان حسناتك عندما تقابل المولى سبحانه وتعالى ونحن جميعا معك.

أما وقد بدأت هذا الجهاد العظيم، فلا تتوقف عنه أبدا حتى النفس، أو دعني أقول حتى الرمق الأخير، كي لا يكون مثل نفس مبارك، ولو أدى الأمر إلى الاستشهاد في سبيله، دون تهور أو إلقاء بالنفس إلى التهلكة.

إن عالم السياسة هو للأسف الموكول إليه حكم البلاد والعباد، وللمزيد من الأسف أنه عالم مليء بالأوحال والخداع والمراوغة، وكما يقول بعض علماء السياسة تعريفا لها أنها "علم الزفلطة". ولكن من حسن الحظ أن السياسة تدار بأناس يسمون أحيانا بالسياسيين وأحيانا أخرى برجال الدولة، والفرق بينهما هو أن النوع الثاني إنسان مثقف ذو رسالة، ويتخلص إلى حد كبير من أوحال وسوءات السياسة. وأنت بطبيعة شخصك وقيمك وتربيتك قد جمعت كليهما، فأنت بحق رجل دولة. ولكنك ستتعرض لشظايا ومقالب وشتائم السياسيين أحيانا، ونباح التابعين لهم أحيانا أخرى، فلا تنصت لهم ولا تحزن عليهم. وأحدث هذه الشظايا علي سبيل المثال أن رجلا عالما محترما منافسا لسيادتك وهو الأستاذ العوا يقول إن الذين يسعون للدستور أولا هم شياطين الإنس!! وطبعا هذا أخف الخفيف من سوءات السياسة، وهو من أكثر السياسيين حفظا للسان.

يا أخي الحبيب: لم أسمع منك كلمة غير مهذبة أبدا، أقصى ما سمعت منك، وكنت محقا، وصفك لمن أهانوك وبهتوك، وبصوت خفيض، "إنهم كتاب سلطة". أدب وهدوء وسكينة زادك المولى منها وأكرمك.

إنني لا أريدك رئيسا لأنك قديس، أو مجرد شخص مهذب، فأنت لست قديسا ولكنك:

<!--زاهد في الحكم، والزاهد في الشيء هو من نأتمنه على إتقانه، حيث كنت على استعداد لأن تكون عضوا في مجلس رئاسي يحكم مصر في مرحلة انتقالها بعد الثورة. وأنت الذي قلت أن أعضاء هذا المجلس لا يتقدمون للترشيح لرئاسة الجمهورية.

<!--أنت ذو إرادة سياسية مخلصة وضمير حي وحب لمصر لا يدانيك فيها أحد، مع اعتذاري للرائعين المخلصين من المرشحين الآخرين أبناء مصر الحبيبة.

<!--أنت المرشح الوحيد الذي لم يسمع فقط عن الديمقراطية وإنما عاش الديمقراطية في أوروبا ومارسها في إدارته لألفين وخمسمائة من العاملين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولذلك فأنت أكثر المرشحين فهما وإيمانا وقدرة على بناء الديمقراطية والعدالة. 

<!--أنت لم تحتفظ بدولارات نوبل لنفسك فقط بل أنفقت منها لتنمية مواطنيك في العشوائيات. أليس أنت الذي تتحيز لمحدودي الدخل فعلا وليس قولا كما كان يردد مبارك وغيره الآن؟

<!--أنت أقدر الناس على حماية الثورة وتحقيق مطالبها؟ إنك البرادعي الذي وضع بذورها ورعاها ورفع سقف مطالبها، ومن لا زال يسعى بإخلاص لتحقيقها دون خوف من تهديدات الاغتيال أو البلطجة.

<!--أنت أكثر المرشحين رؤية لطريق ومقومات النهضة وهذا هو ما دفعك للترشح، وغيرك ما زالوا يتابعون وسيذاكرون ما يكتب لهم.

<!--أنت أكثر المرشحين قبولا ورغبة وقدرة على تجميع نسيج الشعب المصري، وبث التحاب بين أفراده، ووأد نيران الفتنة والطائفية والتوتر الديني والانقسام الثقافي وتوجيه طاقة الشعب واهتماماته نحو البناء والتنمية والكرامة لمصر ولجميع من يستظل بسمائها الجميلة.

<!--أنت أقدر المرشحين على تجميع الطوائف الدينية والعرقية والقوى السياسية في تلك المرحلة الانتقالية التي يجب أن تخبو فيها المهاترات الطائفية والمؤامرات السياسية، وهي مرحلة لا تتحمل ترف الطموحات والمفاخر والنزعات الفردية نحو الشهرة والجاه والسلطة السياسية وتصفية الحسابات بسبب الأحقاد التي زرعها نظام فرق تسد، نظام مبارك الشيطاني.

<!--لقد وضعت الجرس في رقبة القط، وأعلنت الجهاد من أجل مصر الحرة، وكرامة شعبها وعزته، بل ومن أجل العدل والإنسانية جمعاء، فسر على بركة الله ونحن معك شبابا وشيوخا، رجالا ونساءً، رعية أحرارا، مشاركين أنصارا، داعمين لك إن أصبت، ومقومين لك إن أخطأت، والله معنا بفضله وكرمه وإتمام نعمه.

المصدر: محرر الموقع
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 235 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,335