تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

 


الفصل الرابع: الشباب والبطالة والعمل الحر<!--

الشباب في مواجهة البطالة: إن أبناءنا الشباب الباحثين عن العمل اليوم هم في موقف لابد لهم فيه من التوجه إلي العمل الحر. فأنتم يا أبنائي وبناتي الشباب في موقف لا تحسدون عليه. تربيتم في مجتمع كانت سنة الحياة فيه الالتزام بتعيين الخريجين من جانب الحكومة. وكانت كلمة القطاع الخاص كلمة نكرة يكاد لا يعيها السواد الأعظم من المثقفين، ناهيك عن الشعب بصفة عامة. ولكن الحق يقال، لا يمكن أن ننسى الأمجاد والإنجازات التي حققها هذا العصر، عصر الثورة والزعيم جمال عبد الناصر الذي أحدث تحولا تنمويا بمعنى الكلمة في المجتمع المصري بالرغم من المشكلات التي تولدت عن هذا التحول العظيم. في هذا العصر كانت الرغبة والإرادة الحكومية للتنمية والإصلاح رغبة مخلصة حقيقية قوية، ولكن لم يكن علم التنمية ومعارف الحداثة متوافرة كما هي الآن بوفرة غير مسبوقة، وفرة في العلم ووفرة في الخطابات والمقالات والمنابر والمجالس الشعبية ومجالس الشورى والمجالس القومية والجامعات ومراكز البحث العلمي حول التنمية وقواعدها، بل ووفرة في النماذج الفعلية للمجتمعات التي سبقتنا سواء في منطقة النمور الآسيوية أو أمريكا اللاتينية أو حتى بعض الدول الإفريقية. ومع هذا فالإرادة السياسية القائمة ليست بنفس القوة التي كان يجيش بها عصر الثورة.

أما الآن، فقد تغيرت السياسات التنموية، وقررت الدولة في ظل تيارات وضغوط عديدة التحول إلى اقتصاد يقوده القطاع الخاص ويخضع لقواعد السوق والمنافسة والتنافسية والمبادرات الريادية الخاصة وتقلص دور الدولة في هذا الاقتصاد بدرجة مفاجئة دون إعداد للشعب والشباب بصفة خاصة لمواجهة هذه الثقافة الجديدة التي استغرقت أجيالا من التربية والتطور في شعوب العالم المتقدم الذي يعتنقها، وهو العالم الذي يفرض تلك الثقافة علينا بكل أنواع الضغط الممكنة خلال تيارات العولمة وضغوط البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي وخاصة بعد انهيار النظم الاشتراكية التي كانت تحدث نوعا من التوازن والضبط المقنن لاستيعاب هذه الثقافة الرأسمالية الزاحفة.

ولقد أدت هذه التغيرات الاقتصادية في عقدي الثمانينات والتسعينات وبداية القرن الحادي والعشرين إلى تغير العلاقة بين الأفراد والهيئات، حيث أصبح العديد من الموظفين يعتقدون أن ولاءهم للعمل والشركات قد لا يكون ضماناً كافياً أو صمام أمن لعدم فقدانهم وظائفهم. وبالفعل سرحت أعداد هائلة في عقدي الثمانينات والتسعينات من الموظفين والعاملين وتم تخفيض حجم البرامج المختلفة والمنشآت العديدة. فخلال أسبوع واحد من عام 1990 على سبيل المثال نشرت جريدة وول ستريت Wall Street أن عدد العاملين المسرحين في إحدى شركات أجهزة الهواتف الخلوية بلغ 4700 موظف. كما أعلنت العديد من الشركات الأمريكية خفضاً لعدد العاملين مع نهاية عام 1995 مثل شركة بوينج، وشركة البريد الاتحادية. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الموظفين في أفضل 500 شركة أمريكية انخفض من 16.20 مليون إلى 11.50 مليون بين عام 1979 وعام 1993 أي بنسبة الثلث.

ومن هنا برز دور العمل الخاص والأعمال الريادية والإبداع في قيام النشاط الخاص والأعمال الفردية. وتشير الدراسات إلى أن المشروعات الريادية والمبادرات الفردية والمشروعات الخاصة تمثل نحو 96% من عدد المصدرين في الولايات المتحدة وقيمة30% من إجمالي الصادرات، ولقد ساهمت هذه المشروعات الريادية في خلق عدد كبير من فرص العمل في الاقتصاد الأمريكي تجاوزت 15 مليون فرصة عمل في مجال الخدمات في عام 1992، وبذلك يعتبر هذا القطاع ثاني أكبر قطاع توظيفي في الولايات المتحدة. وينشط قطاع المشروعات الصغيرة في أمريكا لدرجة يبلغ فيها معدل تأسيس المشروعات الصغيرة 43200 مشروع سنوياً.

وفي بريطانيا، كذلك، وبعد أعمال شغب قادها الشباب في المدن البريطانية وحالات التذمر في أوساط الشباب العاطلين عن العمل تم إنشاء صندوق وقف الأمير تشارلز  “Prince Charles Youth Business Trust” ذلك الذي يعكس وعي متخذي القرار والمخططين في المملكة المتحدة لأهمية قطاع الأعمال الصغيرة والأعمال الريادية في تنمية الاقتصاد، حتى أصبح قطاع المؤسسات الصغيرة يشكل في بريطانيا ما نسبته 27% من إجمالي قوة العمل.

أما في الصين فيمثل قطاع الأعمال الصغيرة والأعمال الريادية أكثر من 50% من الدخل القومي للصين، وتعتمد بلاد كثيرة مثل سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا وإيطاليا وغيرها، اعتماداً كبيراً في اقتصادها الوطني على مثل هذا النوع من المشروعات التي تخص الأعمال الريادية.

ويتبنى مساعدة المشروعات الصغيرة والريادية في هونغ كونج مكتب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة Small and Medium Enterprises Office, (SMEO)، الذي تشير تقديراته في يوليو 2000 إلى وجود 290000 مشروع صغير ومتوسط ريادي توظف 1390000 شخص تقريباً أي بما يساوي 60% من قوة العمل الإجمالية في هونغ كونج، وذلك نتيجة لرعاية قطاع المشروعات الصغيرة بشكل مؤسسي والارتكاز عليها في خطط التنمية بشكل عام.*

أما في مصر، وبالرغم من الجهود الكبيرة للصندوق الاجتماعي للتنمية والهيئات المشابهة في النهوض بقطاع المنشآت والمشروعات الصغيرة إلا أن هناك مشكلات مؤسسية تقف أمام التشجيع الحقيقي الملموس لهذا القطاع وقد ناقشناها من قبل.

والخلاصة أن البطالة وارتفاع معدلاتها كانت من أبرز المشكلات التي ترتبت على هذا التحول المفاجئ. ولقد شرحنا في الفصول السابقة قضية البطالة بين واقعها وأسبابها والحلول الممكنة لمواجهتها، ولذلك تأكد أنك أنت الآن أيها الشاب كباحث عن العمل لست وحدك، فلا تنزعج، ولتعلم أن نسبة البطالة فيما بينكم أيها الشباب هي أعلى النسب بين الفئات العمرية المختلفة كما يتبين من الجدول التالي:

 جدول 1. نسبة البطالة في الفئات العمرية المختلفة.

العمر

معدل البطالة

15-19 سنة (فئة الشباب ما قبل الجامعي).

23.1%

20-29 سنة (فئة الشباب الجامعي وما قبله أيضا).

60.5%

30-39 سنة.

9.4%

40-49 سنة.

3.3%

50-59 سنة.

3%

60-65 سنة.

0.7

ومن الطبيعي أن تسود البطالة بين الشباب، فهم في مقتبل عمرهم العملي ومن ثم فلابد أن يستغرق البحث عن عملهم وقتا معينا، إلا أن المشكلة هي طول هذا الوقت، ذلك الطول الذي يسبب تراكم المعطلين وبالتالي ترتفع نسبة البطالة.

إذن، فالقضية بالنسبة للشاب هي تقصير هذه الفترة التي فرضتها عليه الظروف التحولية سابقة الذكر. وهذا هو السؤال: كيف أعد نفسي كشاب أن أعمل في أسرع وقت ممكن قبل أو بعد تخرجي من المؤسسات التعليمية. كيف أعد نفسي منذ الصغر لمواجهة هذه المسئولية التي أصبحت فردية في المقام الأول؟ فما حك جلدك مثل ظفرك.

أنظر معي أيها الشاب وتأمل في هذا الواقع الذي نعيشه وكيف يؤدي إلى التخلف المجتمعي لا محالة. هل تدرك أن الشاب المصري الآن يقضي سنوات تعليمه وما بعدها لمدة قد تصل إلى عدة سنوات وهو عالة على المجتمع لا ينتج، ثم يبدأ في الحياة العملية بعد أن يجد وظيفة أو عملا ما؟ هل يجب أن يتفرغ الشاب 100% للدراسة طوال سنوات تعليمه؟ حتى أنه يبدو لي أن هذا يؤدي إلى الملل وكره الإنسان للدراسة. هل يستمر الشاب حتى سن الثلاثين تقريبا وهو لا ينتج للمجتمع؟ أنظر إلى هذه النماذج:

<!--بجوارنا بقال قديم أولاده تعلموا في كلية الطب وآخر في كلية الهندسة، وكلاهما جالسان في محل البقالة يكسبان أضعاف أضعاف ما يكسبه ابني المهندس زميل أحد هذين الشابين والذي لم يجد عندي بقالة يقف فيها مثل زملائه، وإنما وجد عملا هندسيا مرتبه 200 جنيه شهريا (وبواسطة!)، واضطر للهجرة للدراسة بالخارج في ألمانيا حيث سار على ثقافة المجتمع الألماني الناضجة هناك، وزاول العمل بجانب الدراسة، وحقق بذلك نتائج طيبة والحمد لله. لم يقف في محل البقالة هنا في مصر، ولكنه وقف في مواسير الصرف الضخمة تحت الأرض في ألمانيا مساعدا لفني مصري يعمل في اللحام هناك يأخذ منه الأجر لمصاريف دراسته ويعلم هذا الحرفي اللغة الألمانية في نفس الوقت لينضم هذا اللحام إلى صفوف الهجائيين الألمانيين.

<!--بجوارنا خضري علم أولاده في كلية الطب والهندسة أيضا وهو يصرف عليهما من إيراد محل الخضر حتى الآن، وهو يفتخر بذلك بدرجة من التكبر.

<!--بجوارنا أيضا محل أشهر بائع فول وطعمية وأولاده خريجو طب وهندسة أيضا وقاموا لفترة بالبيع بأنفسهم والآن يديرون سلسلة مطاعم الفول الخاصة بهم.

<!--الكهربائي الذي يساعدنا شاب ممتاز يصرف على أخيه خريج كلية التجارة وأسرته، ويقوم أيضا بالصرف على مشاكل وقضايا إخوة له، ويشغل أخاه الآخر المتعلم معه ويعطيه حافزا خاصا حتى يلتزم بالعمل.

<!--بجانبنا خضراتية بدأت على عربة في الستينات وتسكن الآن في فلة فاخرة في جليم ولا أعرف الكثير عن أحوالها الاجتماعية إلا قضية السكن الفاخر. وربما أنتم أيها الشباب تحبون أن تسمعوا من ذويكم من كبار السن وقائع فعلية كثيرة من أمثال ما ذكرناه أعلاه.

الخلاصة أن العمل المبكر ولو بجانب التعليم أمر مهم جدا فهو يكسبنا الخبرة التي هي أهم عنصر من عناصر الإنتاج في نشاط القطاع الخاص. الطفل في الغرب المتقدم يوزع الصحف والمجلات بإلقائها في ردهات منازل الحي، ويقوم بتنظيف ممرات مداخل المنازل من الثلج وهو طفل، ثم يعمل أحيانا بعض الوقت بجانب الدراسة في المدرسة أو الجامعة وأحيانا كل الوقت، ويتبادل العمل مع زوجته عندما يكبر أو يشاركها وهو في عمر التعليم في الجامعة. ثم في نهاية الأمر لا تنسى إمامنا وقدوتنا العظمى الحبيب محمدا صلى الله عليه وسلم الذي بدأ برعي الغنم في طفولته ولم يكن عاطلا في أي مرحلة من مراحل عمره.

 أهل يجب أن تبلغ قداسة التعليم التلقيني "الشهاداتي" هذه الدرجة التي تجعلنا عاطلين حوالي ربع قرن من الزمان؟ التعليم الجامعي لا يجب أن يتسم بتلك القداسة التي تجلب لنا العطالة وانحسار العمر في سنوات ما بعد الثلاثين حتى نبدأ حياتنا الإنتاجية؟ نحن على درب الاعتراف بقيمة الأعمال اليدوية والفنية والعاقل هو من يقبلها قبل غيره حتى يتصدر السباق ويكون أول الطيور الباحثة عن رزقها في الصباح الباكر قبل أن يناله غيرها. والعجيب أن الشباب بعد الدراسة الطويلة في الجامعة يلجأ الكثير منهم للعودة إلى العمل الفني أثناء أو بعد الدراسة الجامعية، بل والأعجب من ذلك أني قرأت نتائج إحدى الدراسات التي تقول أن 19% من الخريجين يعملون بائعين جائلين.

فكر أيها الشاب، وابتكر الحلول، وابدأ العمل المنتج مبكرا قدر استطاعتك، ولا تضع سنوات عمرك في عطالة لا مبرر لها، حتى الدراسة يمكن أن يصاحبها عمل، حتى ولو كان هذا العمل كاتبا في "طابونة"، على رأي المثل، لفترة من الزمن حتى تصبح عضوا في سوق العمل، وتبدأ في اكتساب الخبرات من مدرسة الحياة العملية الحقيقية. هل تعلم أيها الشاب أن متوسط عدد الأعمال التي يزاولها المواطن الأمريكي سبعة على مدى عمر حياته العملية. إن تغيير الأعمال والانتقال من عمل إلى عمل أفضل ليس عيبا، ولكنه ليس ضرورة أيضا، وإنما أقول ذلك فقط إشارة لديناميكية المجتمع وحركته وابتعاده عن العطالة الكئيبة.

ويؤكد على ما سبق أخلاقيات العمل وقيمته من الناحية الدينية وأود أن أؤكد على حقيقة تحديد الرزق مع ضرورة العمل والسعي لتحصيل ذلك الرزق وذلك حتى يطمئن الإنسان ويتمكن من التفكير المنطقي الهادئ من أجل الارتقاء بأوضاعه المادية والمعنوية والأخلاقية. وهذا لمما يجعل القيمة الحقيقية للإنسان تتمثل في شخصيته وتقواه وخلقه وقدراته أكثر من جسده وماله ونسبه ومكانته.

 ولنتحدث الآن في إقامة المشروع الخاص. وقبل البدء في ذلك أود أن أنوه إلى أن مجرد التفكير الجاد والمستمر والانشغال بهذا الأمر ومتابعة التفكير فيه والإيمان بأنه السبيل الوحيد تقريبا الآن لكسب اللقمة الشريفة والحياة الكريمة لهو الخير كله والأمل الذي به سيتحقق مرادك إن شاء الله. أما إن كنت من المحظوظين الذين يجدون فرص عمل ممتازة فهنيئا لك، والله يزيدك من نعمه وحلاله إن شاء بفضله وكرمه. 

إقامة المشروع الخاص: تعتبر إقامة المشاريع الخاصة إحدى الوسائل الممتعة جدا في الحياة العملية، إذ يكون الإنسان حرا مستقلا يتحكم بنفسه في عمله. ولكن العمل الحر ليس سهلا، حيث يمتلئ بالتحديات والضغوط، كما يحتاج لقدر كبير من الإيمان بالعمل مما يتطلب جهدا شاقا.

مرحلة الاستكشاف: من المهم جدا أن تقوم أولا قبل بدء العمل الحر باستكشاف طبيعة هذا العمل الخاص من خلال الحديث مع شخص قد سبقك في هذا العمل. ومن قبل عليك بتحديد فكرك حول سلعة أو خدمة تكون مركز نشاط مشروعك الخاص، هذا بالإضافة إلى القيام باستطلاع واستكشاف وتحليل السوق الخاص بتلك السلعة أو الخدمة ومقدار الطلب عليها.

مجالات العمل الحر الخاص: هناك العديد من المجالات المختلفة منها ما يلي:

<!--تجارة التجزئة: وهي تشكل بيع سلعة أو خدمة معينة للمستهلكين مباشرة، وبطبيعة الحال سوف تحتاج إلى رأس مال للاستثمار المالي في توفير المعدات وتخزين المستلزمات.

<!--الزراعة وتربية النحل والبستنة: وهي تحتاج لرأس مال وقدرة على العمل الجسدي الشاق. وهي تستلزم استثمارات كبيرة نظرا لارتفاع تكلفة الأرض والمباني، كما تستلزم خبرة وتدريبا جيدا ومعرفة فنية عالية.

<!--الفندقة وإمداد وتموين الفنادق: وهي تشمل مجالا عريضا من الفنادق الكبيرة والصغيرة والشقق الفندقية والأندية والحانات الترفيهية. ويستلزم هذا النشاط وقتا طويلا في العمل، ووقتا غير منتظم، كما يحتاج إلى قدر كبير من الجهد والطاقة والالتزام. ويمكن الدخول في هذا المجال على نطاق صغير أو العمل بعض الوقت لإمداد الخدمة للمنشآت الخاصة أو المخابز أو محلات الأغذية السريعة، أو الحفلات الخاصة، أو تقديم الوجبات الجاهزة للمنازل.

<!--الأنشطة الترفيهية: وتعتمد هذه الأنشطة بالدرجة الأولى على الموهبة سواء كانت في المسرح أو التليفزيون أو السينما أو الأندية الخاصة. ويستلزم هذا النشاط ثقة عالية في النفس وإصرارا قويا وإيمانا بهذا النشاط.

<!--الإعلام والاتصال: ويستلزم هذا النشاط تدريبا وخبرة ومهارة وموهبة في أنشطة معينة مثل الكتابة، والإذاعة، والتصميم، والبحث، والتحرير... الخ. ويمكن العمل هنا على أساس العمل بالقطعة Freelance basis. ويتوقف النجاح في مثل هذا النشاط على حب المغامرة، وتوافر الاستعداد والموهبة والقدرة على بناء العلاقات مع الناس.

<!--الفنون والحرف: ويعتمد النشاط هنا على الموهبة والمهارة، كما يمكن القيام بالعمل في المنزل على أساس كل الوقت أو بعض الوقت.

<!--الإنشاءات والصيانة والإصلاحات: ويشمل النشاط هنا أعمالا فنية كثيرة منها السباكة، والنجارة، وصناعة الطوب، والكهرباء، وهي كلها أعمال مطلوبة يتوسع الطلب عليها بصورة مستمرة. هذا بالإضافة إلى أعمال الصيانة المنزلية المعروفة. وعادة ما تقوم المنشآت القائمة فعلا بطلب تكلفة عالية لهذه الأنشطة، ولذلك فهناك فرصة لمن يستطيع أن يؤدي الخدمة بتكلفة أقل وخاصة إذا ما أمكن توفير هذه الخدمة بطريقة ممتازة وسريعة.

وبالإضافة إلى ما سبق، تستطيعين أنت يا ابنتي الشابة أن تفكري في إنشاء مشروعك الخاص بالمنزل، وبالطبع لا يستبعد الشباب الذكور من ذلك أيضا، وأمثلة المشروعات الممكن إقامتها بالمنزل كثيرة منها ما يلي:

<!--أعمال الكانافا والكوروشيه والتريكو وشغل الإبرة والمفروشات وعمل الإيشاربات والحقائب.

<!--تفصيل الملابس للكبار و الصغار.

<!--مشروع تربية الدواجن والأرانب والحمام.

<!--زراعة الفطر أو المشروم.

<!--عمل مأكولات في المنزل وتجهيزها للبيع مثل عمل المخبوزات والمعجنات والحلويات و المربى والمخللات والبهارات، زراعة بعض أنواع الخضروات والفواكه فوق أسطح المنازل.

<!--صناعة المنظفات السائلة و الصابون في المنزل.

<!--القيام ببعض أعمال السكرتارية والترجمة وكتابة الرسائل العلمية في المنزل وذلك بالتعاون مع مكاتب الترجمة والكمبيوتر ومكاتب خدمة رجال الأعمال.

<!--القيام ببعض الأعمال الحرفية والفنية التي تتطلب مهارات خاصة مثل أعمال الرسم على الزجاج والأواني الفخارية، تصميم البطاقات الخاصة بالمناسبات وعلب الهدايا والورود وشمع الزينة وإطارات الصور.

<!--إعداد صالون تجميل للسيدات في إحدى غرف المنزل الخالية.

<!--القيام ببعض الأعمال الحسابية ومراجعة الحسابات للمحلات المجاورة للمنزل (البقالة، محلات الغسيل الجاف، المكتبات، محلات بيع الخضر والفاكهة...وإلى غير ذلك كثير).

<!--العمل كجليسة للأطفال أو المسنين. وبالنسبة لجليسة الأطفال يمكن استضافة الأطفال في المنزل وتخصيص إحدى غرف المنزل لذلك.

<!--عرض خدمة توصيل الطلبات للمنازل على محلات البقالة والمطاعم والصيدليات.

مرحلة إعداد دراسة الجدوى: تشمل هذه المرحلة إعداد خطة العمل الحر حتى تستطيع الحصول على تمويل من الجهات المتعددة مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية وصناديق التنمية في الوزارات المختلفة والبنوك المختلفة وخاصة بنك ناصر الاجتماعي وغيرها. ويمكن لهذه الهيئات أن تقوم بمساعدتك بالنصح والإرشاد والاتصالات لتوجيهك في المسار الصحيح.

وعلى سبيل المثال فقط أنظر دراسة الجدوى التالية الخاصة بمشروع إنتاج عسل النحل:

</tabl
المصدر: إنتاج شخصي
  • Currently 32/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 463 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,785

كرمه الله في محكم تنزيله {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} منه يأتي الرزق.. فاطلبه إن كنت ساعيًا إليه. إنه النحل الذي تأسست عليه مشروعات استخراج العسل الأبيض التي يعتبرها الخبراء الاقتصاديون الأعلى ربحية بين المشروعات، حيث يصل ربحها إلى 200% من إجمالي الاستثمارات.  

والمنحل المنزلي يُعد من المشروعات الهامة التي يمكن لأي شاب في الوطن العربي أن يبدأ به حياته العملية، أو حتى بجوار عمله الأساسي، فالمشروع رأسماله محدود، وأرباحه عالية، وتسويق منتجه ليس معقدًا. فالطلب على العسل مستمر، ويمكن حفظه لفترات معقولة دون تلف، فلا يضطر المنتجون لبيعه بأسعار منخفضة، كما أن مشروع المنحل يتميز بسرعة دورة رأس المال، إذ يمكن البدء في مارس وجني العسل في سبتمبر.  

ولا يتطلب الإشراف على المنحل تفرغًا كاملا، بل يكفي يوم عمل واحد في الأسبوع، كما أن ملائمة الظروف الجوية في مصر وكثير من البلدان العربية لتربية النحل توفر النباتات المزهرة طوال العام، فلا يحتاج النحل للتغذية الصناعية طوال العام.

كذلك فإن بعض البلدان العربية ،كمصر، لا تفرض ضرائب على تربية النحل نظرا لفوائده الجمة في تلقيح المزروعات وزيادة إنتاجها. كما أن أرباح تربية النحل هي الأعلى مقارنة بأي نشاط زراعي. ويستطيع أي هاويٍ تربية 20 خلية في حديقة منزله أو فوق سطح منزله إلى جانب عمله الأساسي. وهذه الخلايا العشرون يمكن أن تنتج 400 كيلوجرام عسل ثمنها يبلغ 6000 جنيه أو أكثر، وهذا الثمن يُعد صافي ربح، لأن النحال لا ينفق شيئًا على النحل سوى مجهوده البدني الذي لا يزيد عن يوم عمل في الأسبوع. كما أن ثمن الخلية الخشبية حوالي 50 جنيها، وتتوافر في معظم المحافظات المصرية، خصوصا بمدينة طنطا شمال الدلتا، حيث تعد مركزا رئيسيا لتجارة مستلزمات النحالة على مستوى الجمهورية. وثمن طرد النحل (خمسة براويز عليها نحل من الجهتين) حوالي 50 جنيها أخرى، مع مراعاة شراء الطرود من جهة موثوق فيها لتكون من سلالة جيدة. وثمن القناع السلكي حوالي 20 جنيها، والمدخن حوالي 20 جنيها أخرى وسكين عادية (أو عتلة لتحريك البراويز) بعشرة جنيهات.

هذه هي تكاليف البداية.. فإذا كان المربي سيبدأ بعشر خلايا فمجموع التكاليف حوالي 500 جنيه للخلايا الخشبية، و500 جنيه لطرود النحل، و50 جنيهًا للأدوات، و50 جنيهًا لشمع الأساس، وفراز العسل 400 جنيه.. أي المجموع 1500 جنيه.

أما العائد فهو حوالي 20 كجم من كل خلية، أي أن عشر خلايا سيكون عائدها  200 كجم عسل، يبلغ ثمنها حوالي 3000 جنيه، وقد يصل إلى 4000 جنيه لجودة العسل. هذا علاوة على حوالي 5 طرود، يبلغ ثمن الطرد 50 جنيها، أي 250 جنيها.

ويمكن أن يبيع النحال غذاء ملكات وحبوب لقاح بحوالي 250 جنيهًا أخرى، أي أن رأسماله الذي بدأ به (1500 جنيه) يعطي في أول سنة 4500 جنيه، أي صافي ربح 3000 جنيه، أي نسبة الربح تبلغ 200% من أول سنة. هذا رغم أن التكاليف الثابتة التي سنستفيد منها لعشرات السنين قد حُمّلت على أرباح أول سنة.

وهذه هي الأسعار والتكلفة والعائد حسب البيئة المصرية، حيث معظم خامات مشروع المنحل  يدوية وتصنع محليًّا. ويرصد د. أيمن صبري الخبير بمعهد بحوث الصحراء بمصر خطوات إنشاء مشروع المنحل فيما يلي:

الخطوات الأولى: إن أولى خطوات المشروع هي دراسة المكان والمنطقة، والتأكد من توافر النباتات المزهرة التي يحصل منها النحل على الرحيق. وبعض النحالين يضعون ثلاث خلايا في المنطقة لمعرفة متوسط الإنتاج المتوقع عند إقامة المنحل في هذا المكان، وبصفة عامة توجد ثلاثة محاصيل رحيق أساسية في مصر، وهي: الموالح في مارس، والبرسيم في مايو، والقطن في يونيو. يلجأ الكثير من النحالين إلى نقل الخلايا من منطقة إلى أخرى حتى يجمع المحاصيل الثلاثة في كل عام. وبصفة عامة يتوافر الزهر والرحيق على مدار العام في المناطق الريفية، حتى وإن لم تكن مناطق موالح ولا برسيم ولا قطن، حتى في المدن المحاطة بمناطق زراعية يمكن تربية النحل، لأن النحلة تطير 7 كيلومترات لتحصل على الرحيق. وفي الأحياء ذات الحدائق حول المنازل يمكن للنحل أن يجمع رحيقًا لا بأس به، وكذلك من الأحزمة الخضراء حول بعض المدن الصحراوية.

 كما يجب مراعاة ما يلي عند إنشاء المنحل:

<!--أن يكون بعيدًا عن الإزعاج، مثل خطوط السكك الحديدية والطرق العامة، حتى لا يؤذي الناس. وأن يراعى البعد عن حظائر الحيوانات، لأن النحل لا يحب الروائح الكريهة. كما قد يلسع بعض الحيوانات فيقتلها.

<!--أن توضع الخلايا في ظل الأشجار، أو تقام مظلة من البوص، ويفضل إحاطة المنحل بسور من البوص أو ما يشابه ذلك.

<!--في حالة تربية النحل في حديقة المنزل أو فوق الأسطح يراعى أن تكون السلالة هادئة ولا يزيد عدد الخلايا عن 10 خلايا حتى لا يؤذي النحل الجيران.

<!--تحتاج الخلايا إلى الظل صيفًا وإلى الشمس شتاء، فإما أن تلغى التعريشة في الشتاء، أو ينتقل النحل إلى مكان مشمس، أو يوضع تحت أشجار متساقطة الورق شتاء مثل التوت.

<!--يخصص حوالي متر لكل خلية وتوضع الخلايا بحيث تكون الأبواب في الناحية القبلية أو الشرقية. ويفضل أن تصف الخلايا في صفوف بحيث تكون أبواب كل صف مواجهة لأبواب الصف المقابل، وذلك حتى يتوافر للنحال ممر خدمة مناسب.

<!--يجب إبعاد المناحل عن المناطق الموبوءة بدبور البلح أو اتخاذ التدابير الكفيلة بمقاومة هذه الآفة.

رعاية النحل: على عكس ما يعتقد الناس فإن رعاية النحل لا تتطلب مهارة فائقة. ويعبر النحالون أنفسهم عن ذلك بقولهم: "النحالة نجارة وعتالة" ، وتتلخص عمليات الرعاية فيما يلي:

 إسكان الطرود: تكون الخلايا معدة ومجهزة بخمسة براويز فارغة وموضوعة في أماكنها في المنحل قبل وصول الطرود. وعند وصول الطرود يوضع صندوق الطرد فوق كل خلية. ونتركه هكذا لليوم الثاني دون فتح صندوق الطرد إذا كان مصدر الطرود أقرب من 7 كيلومترات حتى لا يعود النحل إلى مكانه الأصلي. ويمكن فتح باب صندوق الطرد وترك النحل يغدو ويروح لعدة أيام ثم نقوم قرب الغروب بإدخال براويز الطرد في الخلية، بحيث يوضع كل برواز نحل بين بروازين بدون نحل.

الكشف الدوري:  ويعني فحص البراويز وإزالة البيوت الملكية، لأنها تفقس عن عذارى سرعان ما تلقح، وتصبح ملكة تسبب تطريد الخلية، أي هجرتها، لذلك فالمهمة الرئيسية للنحال طوال العام (وخاصة أثناء فترة نشاط النحل) هي إزالة البيوت الملكية. ثم ملاحظة وجود الملكة، وليس بالضرورة أن يراها هي نفسها، بل يكفي أن يرى بيضها أو اليرقات الصغيرة فيعرف أن الملكة موجودة. وموت الملكة يسبب مشاكل كبيرة، فقد يفشل النحل في عمل ملكة أخرى، وخاصة إذا كان النحال مبتدئًا، ويهدم البيوت الملكية دون تبصر بوجود الملكة أو عدم وجودها، أو قد يقوم النحل بعمل عدد هائل من البيوت الملكية، وتخرج عشرات العذارى في وقت واحد، وكل منها تلقح وتأخذ عددًا من النحل، وتهاجر به فيما يسمى التطريد المتتالي.

كما يقوم النحال بملاحظة وجود أمراض الحضنة، ووضع العلاج المناسب، وتقوية الخلية الضعيفة بإضافة براويز حضنة مقفولة (بدون نحل)، أو يقوم برفع براويز العسل، ووضع براويز فارغة بدلا منها للخلايا القوية.

ضم الطوائف: يقوم النحال بضم الطوائف الضعيفة لتقوى، فخلية قوية أفضل من خليتين ضعيفتين. وأفضل طرق الضم هي طريقة الجرائد، فيقوم النحال بقتل أضعف الملكتين، ثم يأتي قرب الغروب، فيكشف غطاء الخلية ذات الملكة، ويضع فوق البراويز ورقة جرائد ويقوم بثقبها بمسمار (مقاس 5 سم) عدة ثقوب، ثم يحمل صندوق الخلية اليتيمة (دون القاعدة)، ويضعه فوق الخلية الأولى، بحيث تصبح الخليتان بلا فاصل بينهما سوى ورقة الجرائد ذات الثقوب.

تتسرب رائحة الملكة من أسفل إلى أعلى حتى تعتبرها الشغالات العلوية هي ملكتها، وعندما تقرض الشغالات ورقة الجريدة، ويستطيع نحل الطائفتين الوصول لبعضهما ليكونا قد أصبحا طائفة واحدة فلا يقتتلان.

تقسيم الطوائف:  يعد من أهم عمليات النحالة وهو بسيط، فالنحال يقوم بإعداد صندوق سفر (الذي جاءت فيه الطرود) بحيث يكون محكما لا تخرج منه نحلة واحدة، وإلا عادت إلى خليتها الأصلية، ثم يفتح خلية قوية ويأخذ منها بروازي حبوب لقاح وعسل، وثلاثة براويز بيض أو حضنة صغيرة جدا، ويضعها في الصندوق، ويحكم إغلاقه، ويضعه في المكان الذي سيصبح مكان الخلية الجديدة، ولا يشغل باله هل الملكة في الخلية أم في صندوق السفر؟

بعد ثلاثة أيام يفتح باب صندوق السفر حتى تخرج الشغالات لجمع الرحيق. وبعد أسبوع يفتح الصندوق ويفحص البراويز إن كانت الملكة معها يقوم بإسكانها في خلية كبيرة بها براويز فارغة. ثم يفحص الخلية الأصلية التي أصبحت الآن يتيمة، وبالتأكيد سيجد عددًا كبيرًا من البيوت الملكية، فيقوم بانتخاب أكبر بيت، ويهدم باقي البيوت، ويترك الخلية حتى تفقس العذراء، وتلقح، وتصبح ملكة.  أما إذا فحص صندوق السفر فلم يجد الملكة فسيجد الشغالات وقد بنت عددا من البيوت الملكية، فيهدمها مع ترك أكبرها حجمًا ليفقس عن عذراء كبيرة تصبح ملكة خصبة.

 مقاومة الآفات: يعاني النحل من قائمة كبيرة من الآفات، منها: النمل- الدبور الأحمر – ذئب النحل – الضفادع – الفئران – البرص – الوروار –الزرزور. كما تتطفل على جسمه ويرقاته الفاروة، وهي من العناكب الدقيقة. ولعل أخطر الآفات هي: الدبور الأحمر والوروار والفاروة.

 وكقاعدة عامة تستطيع الطائفة القوية مقاومة كافة الآفات باستثناء الفاروة، لهذا تعد هي أخطر أعداء النحل. ويمكن مقاومتها بنجاح بوضع عبوات بلاستيكية مبططة بين البراويز، وملئها بحمض فورميك تجاري، مع وجود ثقب في غطاء العبوة يتبخر منه الحمض فيقضي على الفاروة.

 فرز العسل: أثناء فحص الخلايا يقوم النحال بجمع براويز العسل، ليضعها في صندوق علوي فوق خلية قوية أو يضعها في صندوق محكم الإغلاق لحين فرز العسل. لا يجمع النحال إلا البراويز التي خُتم حوالي ثلثها بالشمع.

وهناك فرازات يدوية وأخرى كهربية والفكرة واحدة هي الطرد المركزي. هناك غرفة خاصة بالفرز تمنع دخول النحل، وتصرف النحل الذي يدخل، أو يتم الفرز ليلا حتى لا ينجذب النحل إلى الرائحة. ويقوم النحال بإزالة الأختام الشمعية من فوق العيون السداسية بسكينة كشط أو سكينة عادية. ويضع النحال البراويز في الفراز، ثم يدير الفراز ببطء، ثم يوقفه ويقلب البروايز على الوجه الآخر، ويدير ببطء أولا، ثم بسرعة، ثم يعود للوجه الأول، فيدير الفراز بسرعة. وإنما ذلك حتى لا يتهتك القرص الشمعي ليتم وضعه في الخلية مرة أخرى.

بعد إتمام الفرز يؤخذ العسل من الفراز، ويوضع في المنضج، وهو إناء أسطواني كبير يوجد صنبور في أسفله، وذلك لعدة أيام، فتطفو قطع الشمع على السطح، فتسهل إزالتها، ثم يتم تصفية العسل من خلال قماش رقيق، ويعبأ في عبوات نظيفة، وبذلك يصبح جاهزا للتسويق، مع ضرورة مراعاة عدم غلي العسل حتى لا يفقد قيمته الحيوية والعلاجية.  ويلجأ