جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قال أمير الشُّعراء أحمد شوقي
سلوا قلبي غداةَ سلا وتابا___لعلَ على الجمالِ لهُ عتابا
معارضة بعنوان :
صدمة عاطفيَّة _______________البحر الوافر
كأحلامِ المنامِ أتى وغابا ___ أحقَّاً ذاكَ كانَ أم السَّرابا
هي الأيَّامُ تلهو لا تُرينا ___حقيقةَ من حسبناهُ الجوابا
وكُلُّ دعائنا يمضي لخيرٍ ___وذاكَ الخيرُ للأدنى أرابا
فهل كانت عواطفنا خيالاً ___تزولُ بعيدَ أن أمسى يبابا
شربنا المرَمن عسلٍ مُصفَّى ___وقد أضحت مشاعرُنا ضرابا
بطعنةِ مَن تخفَّى في ثيابٍ___من الأحزانِ وانتعلَ العذابا
..................
جراحاتُ الهوى لم تبقِ فينا___سوى الأشلاءِ إذ عافت غُرابا
ألا إنَّ الخيانةُ شرُّ دينٍ ___ تلوَّنَ بالرَذائلِ ... إن أعابا
وشرُّ الخلقِ من تأمنهُ حتَّى ___ يُصادِفَ غفلةً تُبدي الصَّوابا
فينعَبُ في ديارِ الشَّوقِ حتَّى ___يُشَرِّدَ من جنى عُشَّاً وغابا
تطيرُ قوادِمُ الأفراخ منها ___ ويُرضي البومَ ما أضحى خرابا
أيا من كُنتَ كُلَّ الكونِ يوماً___ أراني في الخلاءِ أدقُّ بابا
..............
وذا بابٌ لغيرِالخلقِ يُفضي ___ بلا قفلٍ يصُدُّ لنا جنابا
إلهي ليسَ لي إلَّاكَ ربٌ ___ ملاذَ التَّائبينَ أجِرْ إيابا
بكُلِّ تذلُّلٍ تبكي قلوبٌ ___ أضاعت ما جنت عُمراًونابا
تبخَّرَ كُلُّ محبوبٍ بأرضٍ ___ تضمُّ مع القشورِ له اللُّبابا
وتفترشُ القلوبُ حياةَ صبرٍ___وتقضي ليلَها تشري الغِضابا
لقد ثابَ الفؤادُ إلى مُرادٍ ___ سيعلو فوقَ ما كانَت قبابا
................
بكُلِّ عزيمةٍ ترمي جماراً ___على منَْ غَرَّها أو كانَ طابا
وتشرقُ شمسُ توبتِها بصدرٍ ___فتمضي اللَيلَ قد صفَّت كِعابا
وما من سائلٍ يرجو نوالاً ___ من الرَّحمن إلاَّ قد أجابا
وفضلُ اللَّهِ تعشقُهُ قلوبٌ ___ تفيضُ بِكُلِّ مخزونٍ أذابا
إلهي ليسَ غيرُكَ من دعاني___إلى حُبٍّ حسوتُ بِهِ الهبابا
فاحمالٌ بلا حبلٍ تهاوت ___ إلى بحر القطيعةِ لن تُهابا
...................
وتختلطُ الحقائقُ في جرابٍ ___تراءى فيهِ ثعبانٌ أشابا
ومن حرِّ التَّبتُلِ صامَ شيخٌ ___إذا جنَّ الظَّلامُ بدا شبابا
يقومُ بِهِمَّةٍ تُعلي ...جِنَاناً ___ إلى الملكوتِ لاتبغي القِرابا
فدنيا لا تساوي رملَ بحرٍ ___ وقد تجري بمن عزفَ الرَّبابا
يداري رغبةً في كُلِّ حينٍ ___ بأوتارِالحنينِ لمن تغابى
سيمضي كُلُّ حيٍّ في طريقٍ___ويا خسرانَ من فقدَ الصِّحابا
.....................
إلى العلياءِ يصبو كُلُّ حيٍّ ___وكُلٌّ قد يعودُ بما أصابا
وغرٍّ قد يتوهُ بِكُلِّ دربٍ ___إذا طمعٌ أسالَ لهُ الُّلعابا
وما في القلبِ من خيرٍ تَأبَى ___على وصلٍ يُريحُ وقد أعابا
حياءُ العبدِ من ربٍّ عليمٍ ___ بِكُلِّ خبيئةٍ سلكت شِعابا
وإنَّا في خطايانا غرقنا ___ ونأملُ كالَّذي خاضَ العُبابا
نجاةُ العارفينَ لها طعومٌ ___ سَيُعرَفُ بعضُها مِمَّن أنابا
................
تفوَّقَ يا إلهي كُلُّ عبدٍ ___على الأقرانِ من خُلُقٍ أطابا
وأحيا ليلَهُ عملٌ دؤوبٌ___ بِعلمٍ يجتلي منهُ الرِّضابا
ولم ينس الصَّلاةَ على رسولٍ ___إذا ما همَّ في عملٍ وثابا
صلاةً من لدُنْ ربٍّ غفورٍ ___على الهادي فقد نالَ الثَّوابا
فصلُّوا يا عبادَ اللَّهِ إنَّا ___ بحاجةِ كُلِّ خيرٍ إن أهابا
بأعدادِ الَّذينَ بنوا بِحُبٍّ ___ ومن كانت حياتُهُمُ اغترابا
..................
السَّبت 4 صفر 1440 ه
13 أُكتوبر 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام