اللقاءُ الأخير __________________البحر : الوافر
هروبٌ لا يُجيرُ من القضاءِ___ ولو كانَ المُحلِّقَ في السَّماءِ
لقد كانت لهجرتِهِ زوايا ___ تُحاصِرُهُ كمن شرِقَت بماءِ
يُنازِعُها التَّنفُّسُ في عناءٍ ___ وقد تحظى ببعضٍ من هواءِ
ولا للعائدينَ إلى ... ديارٍ ___ طريقٌ إذ تفرَّقَ في الخلاءِ
دمارٌ حلَّ في كُلِّ المشافي ___ لذا كانَ الهروبُ من الشِّفاءِ
................
إلى أيِّ البلادِ نوى رحيلاً ___ وكانَ الجهلُ فيها كالعماءِ
ولم ينسَ استخارتَهُ بليلٍ___ لعلَّ اللَّهَ يرفقُ بالقضاءِ
شمالاً أوجنوباً ليسَ يدري___ وكانَ الفصلُ يمشي بانحناءِ
سيحسِمُ أمرَهجرتِهِ ويمضي ___وما للدَّاءِ صدٌّ كالدَّواء
وينطلقُ المُعنَّى بعدَ لأيٍ ___ لأصقاعٍ بها كُلُّ الرَّجاءِ
.................
لقد جلَبَت لها من كُلِّ جنسٍ ___وجهلٍ لا يعي حرفَ الهجاءِ
فاغرابٌ أتوا ولكُلِّ منهم ___ مُرادٌ يمتطي بعضَ الدِّلاءِ
هنالكَ مَنْ يُعاني مِنْ خِوارٍ ___ وفي أحشائِه كُلُّ الخواءِ
ويسعى كُلُّ مُغتَرِبٍ بقلبٍ ___ يُعاني من صباحٍ للمساءِ
ليحظى بالقليلِ ومن قليلٍ ___يَلُفُّ الوجهَ في ورقِ الحياءِ
...................
يسير كمغمضِ العينينِ فيها ___غريبٌ قد يعيشُ بلا انتماءِ
وجوعُ الرُّوحِ أقسى من بطونٍ___وتستُرُ ظُلمةٌ نومَ العراءِ
باطرافِ المدينةِ حلَّ قومٌ___ وفيهم كانَ موفورُالرَخاءِ
يُساعِدُ كُلَّ مُحتاجٍ لعونٍ___ فكانَ بِهِ الشِّفاءُ لكُلِّ ناءِ
ومن لُطفٍ يلازمُهُ رفيقُ ___ لقد كانَ الأنيسَ بلا مِراءِ
..................
وجاءت بعثةٌ للطِّبِّ فيها ___ لطُلّابِ العلومِ وباصطفاءِ
دخولُ الجامعاتِ بلا رسومٍ ___ إذا جازَ امتحاناتِ البقاءِ
وذا كرمٌ من المولى وحظٌّ ___ لمن تركَ الدِّراسةَ من شقاءِ
وفي قاعاتِ جامِعَةٍ يلاقي ___ بُكلِّ الشَّوقِ محمودَ اللِّقاءِ
فيعرفُ منهُ أخباراً لأهلٍ ___ ومن فُقِدوا بحربٍ كالوباءِ
.................
يُفاجأُ بعدَ شهرٍأنَّ فيهم ___ شقيقتَهُ الَّتي بُليت بداءِ
فطلَّقها القرينُ بلا حياءٍ ___وكانَ شفاؤها نعمَ الجزاءِ
وأشجانٌ يُغلِّقها ... لقاءٌ ___وليسَ بُعيدَ موتٍ من لقاءِ
صلاةٌ والسَّلامُ على نبيٍّ ___من المولى بِهِ دفعُ القضاءِ
بأعدادِ الَّذينَ مضوا لربٍّ ___وكانَ وداعُهم بعد اللِّقاءِ
................
السَّبت 12 محرَّم 1440ه
22 سبتمبر 2018 م
زكيّة أبو شاويش _أُم إسلام