ربما تعود
عبر سنوات طوال ..
مازالت عيناك طريق ممهود ..
رغم الفيضان الهائل ..
سجن السيل وراء السدود ..
تاهت عنك قسماتى ..
رغم أنى بسلاسلك مشدود ..
دخلت أرضا غير أرضى ..
تركتنى بعيدا خلف الحدود ..
حفرت وقذفتنى بيدها ..
ثم داستنى بظلام الأخدود ..
قتلتنى بسهام عينيها ..
وبرأت بلا قضاء ولا شهود ..
ذهبت دون أن تدرى ..
فى أحضان ضياع وشرود ..
سكنت مقبرة مأهولة ..
فى انتظار اليوم الموعود ..
تطل فى كبرياء وأنفة ..
وحيدة خلف باب موصود ..
تحلم بأنها فى الجنة ..
بلا حساب وصراط ممدود ..
أراك من زجاج نافذتى ..
بوجه متعب مهموم مكدود ..
ضائعة أنت ولا تدرى ..
شبابك تحت جفونك موؤود ..
وشعرات بيضاء تسللت ..
لرأسك الذى لسراب مسنود ..
خبرينى عن طول غفوتك..
عن ربيع عمر أبدا لن يعود ..
أغلقى تابوت ذكرياتك ..
أقذفيه بشلال نهر مرصود ..
وتعالى معى أصنع بك ..
شفاه تبتسم وخد مورود ..