( شروق الحَياة )
لا تَترُكي الأحزانَ تَفعَلُ فِعلَها وتُكثِرُ
فَإذا تَحالَفَت وقادَها في سوئِها القَدَرُ
لا تَحزَني في ساعَةٍ لِلغُروب ... فَي الصَباحِ يُدثَرُ
ولَن يَطولَ لَيلنا ... بَل في الصَباح يُبَشٌِرُ
فَلَم يَزَل في أُفقِكِ الأرجُوان ... ذَهَباً يُسكَبُ
لِشَعرِكِ سُنبُلا أصفَراً يَهِبُ
لا تَنظُري لِأحمَرٍ تَحتَهُ داكِناً ... إلى الغُروبِ يُنسَبُ
لا تَحسَبيه ... جَهَنٌَمَ قَد سُعٌِرَت تُلهِبُ
قَد قامَتِ الساعَةُ ... ووُزٌِعَت عَلى العِباد ... تِلكُمُ الكُتُبُ
أو تَحسَبينَ الشَقاء ... قَدَراً على الجَبينِ رُبٌَما يُكتَبُ
والظَلامُ قائِمُُ والحُزنُ دائِمُُ ... لا يَغرُبُ
لا تَيأسي يا غادَتي ... فالظُلمُ لا يَغلُبُ
إن يُسدِلِ اللٌَيلُ سِترَهُ ... أحزانَنا يَركَبُ
يُرخي سُدولَهُ ... ولِلضِياءِ يَحجبُ
تَبَسٌَمي ... يا بَسمَةً لِلحُزنِ وإستَبشِري
فَغَداً يَعقبُ لَيلَكِ شُروقهُ نَهارنا ... وتَنجَلي السُحُبُ
سَنابِلُ شَمسِنا تَمسَحُ وَجهَكِ بالضِياء
تُراقِصُ خِصَلاً من شَعرِكِ الجَميل ... يا لَهُ الصَخَبُ
وبَعدَها لا يَحزَنُ وَجهَكِ ... لا يَشحَبُ
سَبائِكاً فَوقَهُ على الحَريرِ تَسكُبُ
لا تَغضَبي يا غادَتي ... فَلِلحَياةِ أوجُهُُ ... والأسوأُ يَذهَبُ
ومِنَ المُحالِ أن يَستَمِرٌَ الظَلام
ونورُ خالِقنا هو الغالِبُ
كَم أعقَبَ اللٌَيل النَهار ... لِلضِياءِ يَجلبُ
وغَداً تَختَفي ... بُحٌَةُ الناي الحَزين ... فَغَداً صَوتها يُطرِبُ
وتَختَفي غُرباننا ... إلى الجَحيمِ تَذهَبُ
لا وُجودَ لِغاصِبٍ في الدِيار ... ولا لِمَن يَنهَبُ
فَلا نَعيقَ في وِديانَنا ... ولا الهِضابُ تَنحَبُ
ولا بُكاءً يُسمَعُ ... في بُحٌَةٍ يَندُبُ
ولا الوُجوه تُلطَمُ ... ولا الصُدورَ تُضرَبُ
ولا بِحارُُُ تُغرِقُ الوِلدان ... ولَيسَ من يَهرُبُ
بل أمان ... بَل أمان ... بَل أمان ... فَلَيسَ من يُرهِبُ
تَبَسٌَمَت غادَتي ... وأسبَلَت جَفنَها ... لِحِلمِها تُجَرٌِبُ
فَأزهَرَت من حَولِنا الأعشاب
مَرحى لَها حينَما تُعشِبُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية