( كانَت حائرة )
في قَريَةٍ بَعيدَةٍ ... بَل نائِيَة
على سُفوحِ الجِبالِ العالِيَة
والنَسيمُ بارِدُُ يُداعِبُ الزَنابِقَ الحانيَة
بَلابِلُُ تُغَرٌِدُ بَينَ الرَياحينِ في آجامِها راضِيَة
وكُنتُ في رِحلَةٍ لِلصَيدٍ عاثِرَة
وبينَما أنا أسير ... في الشِعاب ... أجابِهُ أقسى الصِعاب
فاجَأتني غادَةُُ ... في الجَمالِ آسِرَة
جَلَسَت بِجانِبِ الطَريق حائِرَةُُ ... حائِرَة
وعِندَما شاهَدَتني أُجفِلَت كَظَبيَةٍ مُستَنفِرَة
نادَيتها ... لا تَجزَعي يا غادَتي ... فأنا أريدُكِ مُستَبشِرَة
قَد كانَ صَيدي بائِساً ورِحلَتي عاثِرَة ...
والآنَ قَد حَظيتُ بِظَبيَةٍ ... في حُسنِها ساحِرَة
أم تُراكِ مَهرَةً... أصيلَةً لكِنٌَها مُكَدٌَرَة ؟
قالَت : وَهَل أنتَ صَيٌَادُُ وَتَعرِفُ بالدُروب ؟
أجَبتَها : وأعرِفُ في لُغَةِ العُيونِ ... والقُلوب الحائِرَة
إستَأنَسَت بِوُجودي وأشرَقَ وَجهُها شاكِرَة
قَد أضاعَت الطَريق ... خَشِيَت من الوُحوشِ الكاسِرة
سألتَها : أما تَزالي خائِفَة ؟ أم أنٌَكِ موجِفَة ؟
قالَت : إقرأ عُيوني ألَستَ قارِئاً لِلعُيون العاشِقَة
أجَبتها : عُيونِكِ آسِرَة ... وعلى مهجَتي آمِرَة
قالَت : وقَلبي ... ما بِهِ ؟
أجَبتها : قَد كانَ خالِياً ... و الآنَ قَد أصبَحَ عامِرا
قالَت : وما أصابََهُ ... يا وَيحَهُ ؟؟؟ !!!
أجَبتها : ألَم تَزِد دَقٌَاَتهُ ... أم هِيَ ساكِنَة... ؟
قالَت : هِيَ تَزيد ... والدَمُ يَهدِرُ في الوَريد
أجَبتها : أسبِلي الجَفنَينَ لي ... لا تَسألي عَنِ المَزيد
فَأرخَتِ الشِفاهَ يا وَيحَ قَلبي ما تُريد ؟
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية