بقلم الاديب المفكر الشاعرالتونسي* محمد الريحاني*
.............
*........وبه أستعينْ *
وتكتسحني الانوار الخصيبة
فتزداد أشواقي لهيبا ...
ارحل بلا رجعة من ظلمة الليل الدّامس
حين تهمس الهمسة ولأضلعي تلامس
وتقول خذني برفق اللين والحنينْ
واسرد اليقين من كتابي المبينْ
وتطلبني بالإلحاح،
بالصّريح المباح وبالإشارة العجيبة
فتحرّكني همّتي إليها
وتعانقني بلا يدين ..... في الحينْ
فيرد د قلبي الصّدى ...
ينثرها صرخة في المدى
من غيرك أنا .....أنا أروح لمينْ؟
..........
تبّت يداك أيا أبا لهبْ
أما كفاك .... إذ سوّاك مولاك
وعلى حكمه صرت تنقلبْ
أما رُميت في قاع الويل سجينْ؟
سحقًا للرّيبة وعقول بليدة ،
أنهكها القيل والقال
تكبّلها الأغلال فتقطع منها الوتينْ
تعبت القلوب وضعف الإيمانْ
وتهاوى الحبّ واعتلّ الشّوق
فرحلت عنّا طيور المحبّة
ومن أيادينا سقط حقّ الزّمانْ
أو لم يقُطع من بين شفتيك اللسان
أيّها الملعون ....يا بن شمعونْ؟
رغم أنف التّعب والنّصب
وقلة الحيلة وأكداس الكتب
والعقل في غيّه تائه مفتونْ
أنا لن أحتاج لماء الذّهبْ،
ولا لإمرأة حمّالة للحطبْ
كي أكتب ماكان وكيف سيكونْ
ولكي أغرف من بحور الغيب
أودية وأنهارَا وعجاج أمواج للحركة والسّكونْ
أيا يوسف الحسن....لما أراك مغبونْ
أرحلت عنّا بلا رجعة عجاف السّنين
أم بقيت تترصّد الولادة الجديدة
ولادة الإفادة والعزّة الموعودة
لتأكل لحومنا وشحومنا ....وحتى الدّهونْ.
سأكتب كلمات تسبّح في سجودها،
لسيّدها ومعبودها وتركع في سكونْ
قفل ناصيتها ....بين لغبي ووجداني
وأقليدها بين أسناني .... كحرف نونْ
كلمات ستمتاز على كلّ الكلمات
ببراعة صدق .....وحزن ذو شجونْ
كلمات ككلمة التّكوين ْ
قول ربّ العالمينْ
لكي يحدث الصّورفي لمحة برق كالبصرْ،
صور لها في الحسن خيرأثرْ
إذ قال كنْ ......فيكونْ.
جبّ يوسف والسّجن والقضبانْ
والحيرة باقية في النّفوس والأذهانْ
أو ليس دوران الوقت والزّمان
والدّم الكذب والذّئب .... وهمٌ؟
أين منك أيا عزيزي؟!
أين منك الفطنة والفهم؟!
ودموع الوهم خلف الأشفار
تجري للسّراب كسيل الأنهار
ويعقوب العقل الحزينْ
إذ ذهبت ببصره العيونْ
فكيف يفلح تأويل الرُّؤى والتّنزيل ؟
والقلب ممحون بحبّ الولد والبنينْ
وفاكهة على شفاه الحسناء زليخا
مذاق اللذّة على اللسان
والحسرة تملأ الوجدان
ونسوة يقطّعن الأيادي
وضجيج الغيبة يكتسح البلاد
لتسقط العشرة وتعقبها الثّلاثونْ
أيا منية قلبي الحزينْ
أيا سرّ أربعة .....متى اجتمعا
يوسف الحسن وبسمة بنيامينْ
فاكتب أيا قلمي صحيفتك باليمينْ
أكتبها بمداد يضخّه دمي
إملاء من شفاه سيّدي ومعلّمي
واذكر بعد البسملة والتّعظيم
واسرد العلم المكتومْ ....والسرّالدّفينْ
والقها في اليمّ ....للذّوق والشّمّ
لتزيل عنّي همّي وغمّي
القها في حضن الحكيمة آسيا التّأسّي
فالعزّة فوق صرحك أيا هامان
والملك في قبضة يديك أيا سليمان
والوارث الحقّ واحد من بني الإنسان
سيرث من ربّه الأمانةْ
حكم الوقت كساعة فتّانةْ
يوم يمسكها حبًا ....بخُمسة الميزانْ
يوم يأخذها بالحضن تلامس الوجدانْ
يوم تقوم فيقوم في عزّة وأمانْ
سيّد وسلطان على الخلائق أجمعينْ
...........................ريحانياتْ