ليلٌ عَبوس / البحر الوافر
أنين الأرض يدمي مقلتيَّ
على ولدٍ أضاع العهد غيّا
جنيناً كان تسقيهِ الثّريّا
و شيطاناً يعيثُ بها عشيّا
فيفسدُ فطرةً حبّاً ربيباً
و يزرع حقدَهُ دهراً عتيّا
زمان العهر يمحو كل مجدٍ
و يزجي صبحَ أمتنا سبيّا
وهذا الأفق يرثي نور شمسٍ
طواها الظلمُ تاريخاً قصيَّا
فوا أسفي على دهرٍ خَذولٍ
لمظلومٍ يبيتُ بهِ شقيّا
يصارعُ صبحَهُ ليلٌ عبوسٌ
كئيبٌ صبرُهُ يأبى مُضيّا
و ملءُ جفونهِ بركانُ غيظٍ
يثيرُ مدىً ، لصرختهِ دويّا
فيحرقُ سيلُهُ غيلانَ حقدٍ
أناخت صبرَهُ عمراً جثيّا
فقد عانَتْ شعوبكَ كلَّ بعدٍ
عنِ التّفكيرِ في غدها مليّا
و شبّانٌ بسُبتٍ من ضياعٍ
و تربأ عن ملاطفةِ الوصيّا
لقذ آنَ الأوانُ لكي ترومي
بزوغَ المجدِ ياقوتاً جليّا
فمزّق يا عناد الريحِ أفقاً
منَ الظّلماتِ أرداهُ عييّا
ليسطعَ في ربانا طيفُ عزٍّ
يرشُّ الغارَ إصباحاً نديّا