نص سردي بعنوان:"أيها العقل"
أيها المارد القابع بجمجمتي أما هدأت؟؟ أما تركتني أرتاح برهة؟؟ كنت أحسب بك راحتي و سعادتي؟؟ فإذا بك عذاب من عذباتي...تجعلني أمشي خطوات ما لها عدد و ليس لها نهاية؟؟تروح و تجيئ ما لك مرسى و لا محطة...صرت بك ألمس المستحيل و أرى ما لا يخطر ببال بشر...أعبر إلى الماضي كهدهد سليمان بلمح من البصر...أقطع أقطار الأرض و جسدي مسجى على الأرائك...أفكر في سلوك الخلائق...غريب أنت إذ تؤنبني على أفعال لم أرتكبها...تؤنبني على عبوسي و ترحي...تلومني على سعادتي و فرحي...تخوض في بدايات الأشياء و نهاياتها...تغوص في أعماق الحياة و متاهات الموت...تفكر في عالم الأقمار و النجوم السائرة...في الأجنة بالأرحام و في الطفولة البائسة...تسأل عن سبب فقر الفقراء و تتعجب من ثراء الأغنياء...ألا تراني أني بك قد تعبت...أحملك برأسي كأنني أحمل قناطير تدكني...بالله عليك أيها العقل عطل مكنتك زمنا...لا بأس إن بقيت لحظة بأرض الجنون...ففي عالمنا هذا قد يكون الجنون أرحم بنا من عقول متعبة.
بقلم الأستاذ:بن عمارة مصطفى خالد.