شهيدة اسمها " يمينة " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
تنويه :
أحداث النص وبطلته .. حقيقة واقعة لا خيال فيها بالمطلق .. وليس من فضل للكاتب على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
إهداء :
إلى الشهيدة الجزائرية البطلة / يمينة الشايب " زوليخة عدي " ابنة الجزائر البطل الغالي الحبيب ...
وإلى الشهيدة الحية .. ابنة الجزائر الحبيب الغالي / جميلة بوحيرد ..
وإلى كل شهيدات وشهداء الوطن الحبيب الغالي ... في كل مكان من الجزائر وفلسطين ومصر وتونس والعراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان .. وفي كل بلد عربي حر أبيّ .
" الكاتب "
------------------------
" شهيدة اسمها " يمينة " ؟؟!! ..
هل تعرفون من أنا ؟؟!! ..
أنا ابنة الجزائر الحبيب الغالي .. ابنة بلد المليون شهيد .. ابنة بلد الكفاح والنضال ضد الاستعمار ...
فهل عرفتم من أنا ؟؟ .
نعم .. إنها أنا .. " زوليخة عدي " .. وهذه هي كنيتي .. واسمي الحقيقي هو " يمينة الشايب " ..
" يمينة الشايب ".. بناحية " حجوط " بالجزائر الحبيب الغالي ...
نشأت وترعرعت وكبرت في مدينة " شرشال " الجزائرية العريقة ...
أنا من عائلة مناضلة، قدمت قوافل من الشهداء .. عشت مرحلة الطفولة كغيري من الصبايا والشباب الجزائري في ظل الاستعمار .. " الاستعمار الفرنسي " ... وعشت حياة الظلم والفقر المسلط على رقاب الجزائريين، والظلم والاضطهاد والتعسف والجهل والمرض•
فقد اضطررت وفي مراحل مبكرة من حياتي إلى البحث عن العمل .. ولكني لم ألبث أن اخترت عن قناعة وإيمان ... درب الجهاد ...
لقد تمكنت في هذه الظروف العصيبة أن أساهم وبفعالية في تشكيل خلايا جديدة من المناضلين والمناضلات ، ولم يقتصر نشاطي على مدينة " شرشال " وحدها، بل استطعت أن أكون خلايا عديدة في القرى والمناطق الأخرى من المناضلات .. وكان نشاطي محل ملاحقة واهتمام من طرف رجال الأمن الفرنسيين، إلا أن شدة كتماني للسر وحنكتي وذكائي جعلهم يعجزون عن كشف المهام التي كنت أقوم بها .. وكنت أتمتع بثقة كبيرة لدى المجاهدين والمجاهدات ، وكان لي دور ريادي في نشر الوعي الوطني وإفشال مخططات العدو لكسر شوكة الثورة وعزلها عن الشعب، وخاصة في الأرياف المجاورة لمدينة " شرشال" ..
كنت أقوم بجمع الأموال وتوفير الأدوية والمؤونة للمجاهدين والمجاهدات ، وكم حاولت السلطات الاستعمارية وبكل الوسائل مطاردتي وإلقاء القبض عليّ ، ولم يتمكن العدو من معرفة نشاطي ودوري في الإعداد للثورة ..
لم ألبث أن التحقت بصفوف الثورة في جبل (سيدي سميان ) لكي أواصل كفاحي ؛ وقمت بواجبي وجاهدت بالمنطقة الرابعة .. ثم خلفت الشهيد " أبو القاسم العليوي " .. عندما استشهد في قيادة الجيش الجزائري في مدينة " شرشال " في الحرب ضد المستعمر الفرنسي .
وبعد عملية تمشيط واسعة النطاق، استهدفت جبال ( بوحرب ) و ( سيدي سميان ) على وجه التحديد .. وقعت أسيرة في قبضة العدو.. وقد اعتقلني الجيش الفرنسي المحتل في الخامس عشر من أكتوبر لعام ألف وتسعمائة وسبع وخمسين للميلاد .
وتم تعذيبي وبوحشية ولمدة عشرة أيام متتالية دون انقطاع وذلك قبل أن يتم إعدامي بطريقة وحشية جهنمية .. عندما تم إلقائي من علو شاهق بواسطة طائرة هليكوبتر عسكرية .. وذلك في الخامس والعشرين من أكتوبر ألف وتسعمائة وسبع وخمسين للميلاد ..
وكان قبل هذا قد تم ربطي في سيارة عسكرية .. وتم جري وتعذيبي أمام الملأ لترويع الشعب .. وكان العدو الفرنسي المحتل ينادى في التجمعات الشعبية الجزائرية بأن هذا هو جزاء كل من يتمرد على فرنسا ؛ وأن فرنسا لن ترحم أحدا ولو كن نساء ...
إلا أنني صبرت " صبر أيوب " ولم أبح بكلمة .. بل كنت أصرخ بأعلى صوتي أستثير الهمم بصوتي الهادر :
" يا الخاوة أطلعوا للجبل أطلعوا للجبل"
أي .. أيها الأخوة المجاهدين .. اصعدوا للجبل ... اصعدوا للجبل "..
ومنذ أن تم إلقائي من طائرة الهليكوبتر العسكرية الفرنسية .. لم يظهر لجثتي أي أثرأو خبر .. وذلك حتى عام ألف وتسعمائة وأربع وثمانون للميلاد .. وذلك عندما تكلم أحد الشيوخ الذي كان فلاحًا وقت الاستعمار الفرنسي .. بأنه في يوم من أيام سنة ألف وتسعمائة وسبع وخمسين للميلاد .. وجد جسد امرأة مهشمة في طريقه ؛ فقام بحملها ومن ثم قام بدفنها .. وقد قام بإرشاد الجميع إلى مكان جثتي ي .. فلما حفروا ؛ وجدوا بقايا عظامي .. والعجيب حقاً بأنهم وجدوا بقايا من ( ثوبي ) فستاني الذي كنت أرتديه عندما تم إعدامي وتم التعرف عليّ ..
انتظروا قليلا أيها السادة .. فما زال للحكاية بقية .. أقصد بقية المأساة .. وبقية قصة وحكاية استشهادي ..
فالمستعمر الفرنسي لم يشف غليله عندما قام بإعدامي رميًا من طائرة هليكوبتر .. وذلك بعد أن تم ربطي في سيارة عسكرية .. وبعد أن تم " سحلي " وجري وتعذيبي أمام الملأ لترويع الشعب ..
فلقد قام قبلها بأيام قلائل بإعدام كلاً من زوجي وابني بالمقصلة ؟؟!! .. فتم فصل الرأس عن الجسد بطريقة وحشية بربرية ؟؟!! وكل ذلك كان بسبب مقاومة المحتل الفرنسي ؟؟!!!
فهل عرفتم من أنا ؟؟!! ..
أنا ابنة الجزائر الحبيب الغالي .. ابنة المليون شهيد .. ابنة الكفاح والنضال ضد الاستعمار ...
فهل عرفتم من أنا ؟؟ ....
نعم .. إنها أنا .. " زوليخة عدي " .. وهذه هي كنيتي .. واسمي الحقيقي هو " يمينة الشايب " ..
" يمينة الشايب ".. بناحية " حجوط " بالجزائر الحبيب الغالي ...
وقد نشأت وترعرعت وكبرت في مدينة " شرشال " الجزائرية العريقة ...
وأنا من عائلة مناضلة، قدمت قوافل من الشهداء ..
فهل عرفتم من أنا ؟؟!! ..