مجاراة لأبيات الشافعي
………………………………………… ......
احفظ لسانك ايها الإنسانُ
لا يلدغنّكَ إنّه ُ ثُعبانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ لِسانِهِ
كانت تهابُ لِسانَهُ الشُّجعانُ
……… ......................................
يا ناطِقاً بالضادِ حسبُكَ أنّها
لغةٌ همتْ أوصى بِها العدنانُ
فاحفظْ لسانكَ من كلامٍ ناقِصٍ
يُرديكَ في بئرِ النِّفاقِ لِسانُ
مابينَ خلقِ الّلهِ قولُكُ يُزدرى
فالقولُ في ذمِّ الورى خُسرانُ
مَن كانَ في أقوالهِ لايتّقي
لّلهِ بينَ العالمينَ يُهانُ
فالقولُ يُذكي في النُّفوسِ مهابَةً
إن كانَ لا يغري بهِ الشيطانُ
لا تسمعنَّ لِما يقولُ منافِقٌ
أو تنصِتَنَّ لِما هذى فتّانُ
من قولِ بعضِ المُرجِفينَ وظُلمِهم
فُكّتْ عُرىً وتهدّمتْ أركانُ
إن كان فيهِ ما تقولُ اغتبتَهُ
أو لم يكنُ فيهِ فذا البُهتانُ
إنّ الّلسانَ لَآفةٌ لو أهمِلتْ
لا يأمننَّ شرورَها إنسانُ
قد يودي بعضُ القولِ فيكَ جهنّماً
وتطيبُ في طيبِ الكلامِ جِنانُ
ماذا يَكُبُّ النّاسَ في نارِ الّلظى
إلّا لِقولٍ قد رماهُ لِسانُ
فالصّمتُ أبلغُ من كلامٍ باهِتٍ
صوتُ الحميرِ مآلُهُ نُكرانُ
لو كانَ في فُحشِ الكلامِ غنيمةٌ
لتطاولتْ بِنعيقِها الغِربانُ
فلو مزجتَ كريهَ قولٍ لِلورى
في ماءِ بحرٍ ضَجّتِ الشُطآنُ
حمودة الجبور