*أبـواب الصـدى *
تنـداحُ الكلمـاتُ من مسامـاتِ حنيني
بي شوقٌ يُضيءُ دهاليزَ المسافاتِ
ويصهلُ بِـيَ الجنـون ُ
حينَ تجتـاحُني قوافلُ الظّنون ِ
يدغدغُ الموتُ ضِحـكتِي
وتفترشُ ذاكرتي سنابلَ الأوجاعِ
ترمَّدَ لُهـاثي على شطآنِكِ
وتسـاقَطَ خريـفُ الموجِ
سحـاباً من عطشٍ مالحٍ
سكبتُ عمري قناديلَ بوحٍ
و رحتُ أناجيكِ لتأتيني القصيدة
الماءُ يشربُ من لهفتي نبيذَ الأحـلامِ
هامت بي أصابعُ الانتظـارِ
وأنا أبحثُ عن أصداءِ غيابِـكِ السّرمديِّ
فهل كنتِ من قبلِ التّكوينِ ؟!
أم ترامت من يَديكِ البدايةُ ؟
أبحثُ عن سمـاءٍ تتّسعُ لغربتي
عن شمسٍ تنيرُ هزيعَ أمنياتي
وعن موتٍ يحتضنُ دروبي
لتغفوَ بقلبي نيرانُ أشواقي
ويغشاني شبقُ الغيـمِ الممتدِّ
إلى ثنـايا ظلمتي
أتنفسُ ظلالَ قِفـارِكِ الوارفاتِ
أتوسّعُ في أرجـاءِ هِجرانِكِ الفسيحِ
أتوغّلُ في حضنِ الظمأِ الرّيـانِ
مبعثرَ الخطى أدقُّ أبوابَ الصّدى
ويصرخُ بي سرابُ عينَـيكِ
لا تلاحِقْني يا قمراً من رمـادٍ
يا غيماً من صليلٍ
يا عاشقاً من أغصانِ الغباءِ
خُـذ قصيدَتَـكَ عنّي و ارحلْ
اعتكِفْ
في ركنِ الدمـاءِ
شـاعرٌ أنـتَ لاحـت صورتُـكَ
على حـائطِ الهبـاءِ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول