جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
إلـى مـتــى ...؟!
نَثرَتنيَ الدروبُ
على مَحطاتِ الغيـابِ
لا الأرضُ تعرفُني
ولا السماءُ تذَوَّقت غيمـي
وأنـا بِـلا لغـةٍ
أحبو على أرصفةِ الدموعِ
وجعي يأنفُ الانحنـاءَ
وصوتي يتمسكُ بصمتِهِ
هنا .. المـاءُ يُشبِـهُ الترابَ
والخبزُ معجونٌ بالقَشِّ
الشوقُ يرتدي قلبي
وثيابي ترتَديها غصتي
بكـتْ على غربتي غيمـةٌ
كانت قادمةً من .. بلـدي
ولـوَّحَ لـيَ السـديمُ
حينَ أبصَـرَ شُحـوبَ ضوئي
نظارتي تكفكفُ حنيني
وأصابعي تعدّ جنازاتِ أحلامي
يقضمني اليباسُ المنبثقُ من شرودِي
ويحفرني السؤالُ
حينَ الليلُ يدكني في غياهبِهِ
إلـى مـتـى ..
ينبـتُ الشوكُ في لهفتي ؟!
إلـى متـى ..
تقطرني الخَـيـبةُ
منَ العودةِ يا بلـدي ؟!
أرجعيني ياحمـائمَ السلامِ
قلـعةُ الشهبـاءِ مَـهدي
فلا تلمسْـها يا خـرابُ
سيعتمُ غبارُها جوفَ الضحى
وتختنقُ أمواجُ السُّهـادِ
ويتفتتُ الكونُ عَويلاً
يطرقُ بـابَ الجحيمِ
ليخرجَ على العالَـمِ سخطُ اللهِ
حلب .. أمُّ البداياتِ
رحيقُ السماواتِ الحالمةِ
كفاكَ يا موتُ ..
يا وحشَ الزلازلِ
وكأنكَ استسغتَ دمَـنا ؟!
دمُـنا .. حـرامٌ على الطواغيتِ
سينكسرُ جـذعُ الكراهيةِ
وستخرجُ يا موتُ من بلدي
خاليَ الوِفاضِ
وسيلعنُ التاريخُ .. دولاً
مرغت مستقبلَها بالإجرامِ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول