(  يا غادَتي  لَن أغادِرَ  مَوطِني  )

قالَت  :  ألا تَرى  شَرٌَ  العِباد  ؟
يُنشَرُ في البلاد ؟
كَأنٌَهُ جِنايَةُُ  توصَفُ
أشباحها فَوقَ الدِيار ... تُرَفرِفُ
أجَبتها  : بَلى  ... وتِلكَ الحُروب ... مَجلَبَةُُ  لِلكُروب
ألم يَئِن لِشَرٌِها أن يَنتَهي ... لِلهَلاكِ يَزحَفُ ؟
وريحُها  الهَدٌَارُ في الدِيارِ  كَم  يَعصِفُ
فَقرُُ ... وقِلٌَةُُ  بِها النُقود  ...  والنُفوسُ خيفَةً توجِف
وعاهِرُُ في الحَياةِ مُترَفُ
والجَميعُ يَلهَثُ  ...  مِثلَ ديكٍ يُنتَفُ
كُلٌُُ  يُريدُ الإنتقام  ... ويَهرُبُ للأمام  ...  
لأنٌَهُ مُربَكُُ خائِفُ
قالَت : أما في الحَياةِ من صَديق  ... ؟
نَشكو.لَهُ  هَمٌَنا  ... واالضيق ... ولَهُ  نَألَفُ ؟
أجَبتَها  : يا غادَتي ... لا فارِسُُ إلٌَا أنا يُعرَفُ
لا تُتعِبي نَفسَكِ في البَحث ...  ياحُلوَتي ما حَولَكِ مُقرِفُ
قالَت :  يا فارِساً  دَعنا نُغادِرُ البِلاد
ففي دول  الشَمال  خَيرُ العِباد 
ما بِها  عُنفُُ ... والطِفلُ مُرَفٌَهُُ  حينَما يولَدُ
أجَبتَها : وَيحاً لَها بِلادَهُم  ... ما بِها من يَسجُدُ
أو مَن يُوَحٌِدُ رَبٌَهُ  ...  أو يَعبُدُ
قالَت : نَحمِلُ الوَطَنَ إلى هناك  في قُلوبِنا
وَنَحمِلُ تِلكُمُ  العَقائِدُ
أجَبتَها : يا حِلوَةَ العَينَين طِباعَنا  شَرقيٌَةُُ
والدَمُ ساخِنٌٌ عِندَنا  ... دَمَهُم  في العُروقِ بارِدُ
إغاثَةُ المَلهوف من طَبعِنا
نَهُبٌُ إلى النَجدَةِ لا نَقعُدُ
وَنَنتَخي في مَوقِفِ الإحراج لا نَجمُدُ
قالَت  : إتَخِذ قَرارَكَ ...  من  دونَهُ التَرَدٌُدُ
أجَبتَها  : هو قَرارُُ  أوحَدُ  ... في بِلادي  أصمُدُ
 ما رَأيكِ يا غادَتي ...  فَأنا في بَلَدي أسعَدُ ؟
لِمَن نَدَع أوطانَنا ... لِلغَريب  ... يَغدُرُ أو يَحقُدُ ؟
قالَت : أنا وَطَنُُ لَكَ  ... يا فارِسياً بِغارِهِ مُقَلٌَدُ
وأسبَلَت لي جَفنَها ... فَهالَني التَوَدٌُدُ

بقلمي
المحامي  عبد الكريم الصوفي
اللاذقية     .....     سورية

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 26 مايو 2018 بواسطة mmansourraslan

عدد زيارات الموقع

109,731