شهادة الحياة ....
....................................................................................
أنا في وطني ولدت
لم أحمل معي بطاقة هوية
أو ورقا يدلني إليكم
حملتني إليكم صرختي ..
لما بادرتني القابلة
بصفعة على خاصرتي
صرخت معلنا قدومي
لم أحمل حقيبة سفر
و لا سطور حقد و لا وتر
و لا جواز عبور
خرجت صفحة بيضاء
ما تعلمت فن الخطابة و الشقاق
لما تعددت في سيرتي الأقلام
تخط حينا و تجرح حينا
أفق هذي الأعماق
فتعلمت منذ صغري
فن العيش بلا استرزاق
لم أرسم شجرا من قبل
و ما مدحت عشق العشاق
و لا أسرجت خيلا للسباق
و لا غنيت نشيد نفاق
و لا وقعت عريضة وفاق
منذ علمت أن حياتي بخط الأوراق تساق
إذ كانت صرختي أول إخفاق
رمتني لرحلتها الصفعات بلا إشفاق
فتعلمت منذ صغري فن العوم و الإنفاق
كبرت وسط القوم أكافح في احتراق
فإذا ما طلبت لي حقا في وطني
قالوا : أنت منافق لست بباق
نحتاج شهادة حياة لك حتى تثاق
فتتبت أنك حي في وطن أنت فيه مساق
و أنك مادمت طلبت الحق حتما
فلست بواثق من حبر يراق ...
قلت : خرجت إليكم تحملني صرختي
منذ صفعتني القابلة يا وطني
علمت إني سأكبر للصمت أعانق ...
و أني فيك يا وطني جرح فراق
غريق في يم السؤال مدى الآفاق ....
فهل أنا فيك يا وطني
حقا مواطن بلا نفاق ؟؟
أم حي فقط برزمة الأوراق ...؟؟
علي الزاهر