جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
فتاتي ...
عند حلول الليل أسمع هتافها والأنين
ألملم ذاتي وأرتدي معطفي وأهرول كالمجنون
وعند أوِّل منعطف أجدها تنتظر بلهفة
من دون أن تسألني أجيبها
لقد تركتك لهم كلِّ اليوم .. والآن أنت لي أنا وفقط فتبتسم
ألامس جدرانها وأهزِّ برأسي لأقبِّل صومعة جامعها من بعيد
وتبكي لي دون أن أسمع البكاء ولا أرى لها دموع
ومن الخلف تدفعني النِّسمات لكي أسرع ولا أتوقِّف
ظنِّا منها بأن أحدهم يرقبني ليسرقني منها ..
أطوف وأطوف وأعانق أسوارها وأطرق أبوابها .. وتبتسم
من ثديها رضعت وإلى الآن لم أفطم
وقد امتزج لبنها بالحنين إلى الماضي وبشيء من الكبرياء والشِّموخ
لقد أحببتها كأنثى عذراء ولم أخبر إلى اليوم أحدا
فقط هي نجوم السماء تضيء لكي تشهد مواقف عشقنا
وإثر رجوعي تتسارع أوِّل أشعة شمس الصباح لترقبنا معا
فتخجل *قيرواني* خشية أن يتِّهموها بالخطيئة
منها تعلِّمت بأن العشق لا يحتاج لكلمات ولا لبعض الحروف
بل إلى الصِّدق في المشاعر .. والانصهار كليِّا دون عدول
وعلِّمتني بأن الحب اهتمام
كذلك كانت قد أخبرتني بأن المشتاق .. لا ينام حين ينام الآخرون
وفي ليلة غاب القمر وخسفت كل النِّجوم وسكن الرٍّيح
وكنت بين أزقتها بمفردي .. فسألها
هل تشبهك مدينة ؟؟
فأجابتني باستحياء
جسدا مدينة فاس
وروحا دمشق
منير المسروقي
09/05/2018