أرى الأطفال في وطني تجوع
ولي مع كلِّ ثاكلةٍ دموع
ألا ليت الأمان يعود ، ندعو
وهل للوقت في الدنيا رجوع
فخيرٌ من بكاء العين حربٌ
يخوض غمارها دينٌ وجوعُ
فلا يرض المذلة من لديه
من الأنفاس ما يأبى الخنوع
وشدّ العزم إن بادرت عصفاً
كنحلٍ من قفائره يصوع
وهُم في سكرة الدنيا تغشّوا
فأحسن من فعائلك الصنيع
مجالسهم كؤوس الذل فيها
وإنّ عزيز جوقتهم وضيعُ
تفاهاتٌ، وإسفافٌ، وكرهٌ
تجنب في تفاهتهم وقوع
سخافاتٌ، وآفاتٌ، وحمقى
وريح الفسق في الدنيا تضوع
وأوسمةٌ وحليٌ بعدُ حدِّثْ
فلا حرجاً لديهم أو هجوع
وكلّ يدّعي في العلم صرحاً
وكيف بفقههم طفلاً يجوع
عبّاس كسّاب